"فلامنكو الأكوان" وبصيرة الإنسان: مجموعة شعرية جديدة للشاعرة غالية خوجة
klyoum.com
الجماهير || أسماء خيرو..
أطلقت الشاعرة غالية خوجة، ابنة حلب، مجموعتها الشعرية التاسعة بعنوان "فلامنكو الأكوان"، الصادرة عن اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، لتضيف إصداراً جديداً إلى مسيرتها الأدبية التي تضم حتى الآن 28 عملاً، بين دواوين شعرية، وأعمال نقدية، وروايات، وقصص موجهة للكبار والصغار واليافعين، بالإضافة إلى مشاركاتها في مؤلفات مشتركة.
وقد احتضن جناح الاتحاد في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مساء 3 مايو الجاري، حفل توقيع المجموعة الشعرية، بحضور نخبة من المثقفين والأدباء الإماراتيين والعرب الذين تفاعلوا مع نصوصها الإبداعية.
إشاريات الحدوس
وفي حديث لجريدة الجماهير مع الشاعرة خوجة، أشارت إلى أن المجموعة تتضمن 16 فلامنكو على 174 صفحة، تبدأ من "فلامنكو العدم" ومتغيراته، مروراً بفلامنكو الحلم، وفلامنكو الرياح، وفلامنكو الكواكب، وفلامنكو البحر، وفلامنكو النار، وفلامنكو الجراح، وفلامنكو الأساطير، وفلامنكو الحب، وفلامنكو التكوين، وفلامنكو الزمان، وفلامنكو العناصر، وفلامنكو الموت، وفلامنكو الكشف، وفلامنكو الغياب، وتختتم رحلتها مع "فلامنكو المحو". وذلك ضمن تدرجات المعنى وظلاله وغاباته ونجومه ومداراته وأشجاره المتعالقة مع ذات الإنسان وضميره المتكلم، الذي يجمع كل ضمير حتى لو جاء كضمير متكلم. وفي هذا الفضاء الشعري، تتحرك معاني حكمة البصيرة مع الكلمات التي تسبق كل فلامنكو، متفاعلة مع هذه الرقصة الكونية، وهي لكل من: الحلاج، فيورباخ، ريتسوس، درويش، هوميروس، هيراقليطس، جلجامش، ابن عربي، انكسماندر، رمبو، أدونيس، ونيتشه.
رقصة المعاني
تشير الشاعرة خوجة إلى أنه يمكن للقارئ أن يشعر بالتناغم بين العناوين والحالات الإنسانية المختلفة، وكأنها تراقص الأكوان الموضوعية مع الأكوان الداخلية للإنسان. فتلقي إيقاعات تلك الآلام والمعاناة المتراكمة والتأملات الحكيمة في مدارات الصور الشعرية، وبصيرتها المفعمة بعناصر التكوين واحتمالاتها المتنوعة، إضافة إلى كثافة الجملة الشعرية وقصيدتها المتحركة بين البارقة والانفتاح على التأويلات المتعددة، تبعاً لبصيرة كل قارئ ومتلقٍ يشعر بأنه الشاعر أيضاً (سواءٌ هو وأنا).
تشكيلات فنية متعددة القراءة
وعن ما يميز المجموعة، تضيف الشاعرة خوجة أن المجموعة تتسم بالتفكيك والتركيب الفني، مما يجعل القصائد البارقة تتشكل قرائياً عبر شذرات بأرقام وأبجد. ومن الممكن قراءتها كما هي مطبوعة، أو تبعاً لترتيب الأرقام، أو تبعاً لترتيب "أبجد هوّز"، أو كقصيدة واحدة دون عناوين الشذرات والأرقام والأبجد، أو تبعاً لعناصر الكون، أو الثيمات الموضوعية والفنية. وهذه القراءات المتعددة تشكل عوالم جديدة لمجموعة "فلامنكو الأكوان"، المرفرفة بعيداً عن المألوف، والمتشاكلة مع الطبيعة والوطن والعالم والإنسان، والمرتكنة على موسيقى البنية العميقة، وهي تتحول إلى احتمالات راقصة ناتجة عن الحالات الإنسانية، ونابعة من حدسها المضاء بتشكيلية متنوعة.
قصيدة الغلاف (حنين إلى الأم والأرض)
تختتم المجموعة بقصيدة الغلاف، المتمحورة حول الأم الطبيعية، والأم الرمزية (سوريا الوطن) ومعاناة العائلة مع الشتات. ومما جاء في القصيدة: "أمي/ غيمةٌ عجوزٌ شامخةٌ في الصحراء، والبحرِ، والنارِ، وفي لوحةٍ لمّا تُرسم… دائماً، أقبلها، تدعو لي… أتركها حرفاً مضيئاً في الرقم، وأغرب… دائماً، يستجيب الله، ويرزقني، لغاتٍ تتشكل في لغة."
نذكر أن الشاعرة هي عضو في اتحاد الكتّاب العرب في سوريا، وعضو منتسب في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وسفيرة لمؤسسة ناجي نعمان للثقافة بالمجان في لبنان، وقد عملت في الصحافة الثقافية.
#صحيفة_الجماهير