خروج عائلات البدو من السويداء.. والحكومة: الأولوية لتثبيت وقف النار
klyoum.com
أخر اخبار سوريا:
أنقرة تهدد بتدخل مباشر في سورياأجليت أمس دفعة أولى من العائلات البدوية التي كانت محاصرة في مدينة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، في اليوم الثاني من تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضع حدا لمواجهات دامية بين مسلحين من البدو والدروز، أوقعت أكثر من 1300 قتيل وجريح خلال أسبوع.
وجرى خروج العوائل وسط انتشار ميداني واسع لقوى الأمن الداخلي، التي عملت على تأمين المنطقة وضمان سلامة المدنيين خلال العملية، حسبما ذكرت وزارة الداخلية السورية.
وأعلن قائد الأمن الداخلي في السويداء العميد أحمد الدالاتي فرض طوق أمني في محيط السويداء لتأمينها وإيقاف الأعمال القتالية فيها، مشيرا إلى البدء في إخراج عائلات عشائر البدو بصورة مؤقتة لتثبيت التهدئة.
وقامت حافلات تابعة للحكومة السورية بإجلاء المدنيين إلى محافظة درعا المجاورة، تنفيذا لاتفاق وقف النار وإنهاء التصعيد، بإشراف الهلال الأحمر السوري، على أن يعودوا إلى مناطق سكنهم في السويداء بعد ضبط الأمن ووقف القتال وضمن تهدئة الأوضاع.
وفي السياق، قال محافظ درعا أنور طه الزعبي إن المحافظة استقبلت أمس نحو 200 عائلة من عائلات البدو التي كانت محتجزة في السويداء.
وأوضح الزعبي، في تصريح لوكالة الانباء الرسمية (سانا)، أن العائلات التي تضم أكثر من 1000 شخص وصلت على متن 13 حافلة أرسلتها المحافظة وجرى توزيعها على مراكز الإيواء الجديدة التي تم تجهيزها.
وأضاف: سبق ان وصلت 3250 عائلة تم توزيعها على مراكز الإيواء التي جهزناها «بفرشات وبطانيات وخزانات مياه ومواد طبية وغذائية وعيادات متنقلة»، مشيرا إلى وجود عائلتين أو ثلاث من أهالي السويداء خرجوا خشية على حياتهم وهم موجودون في أحد مراكز الإيواء.
وحول الأعداد الموجودة، أشار المحافظ إلى تبدل الأرقام بشكل مستمر، حيث قدمت بعض العائلات إلى مراكز الإيواء وتم تقديم كل الخدمات لها ولكنها اختارت التوجه إلى مناطق أقاربها، لافتا أيضا إلى أن 12 عائلة من أهالي السويداء قدمت إلى المركز، ثم رتبت أمورها وتوجهت إلى دمشق بعد أن قدمت لها الخدمات اللازمة.
وأشار المحافظ إلى أن هناك نحو 800 عائلة تمت استضافتها من قبل عائلات في محافظة درعا في تعبير عن حالة الترابط القوية التي تجمع المحافظتين وأبناءهما.
وكان قائد الأمن الداخلي في السويداء قال «بدأنا نزع فتيل الأزمة التي شهدتها السويداء»، واعتبر ان «احتجاز عائلات من أبناء العشائر في المدينة من أهم المشاكل التي واجهتنا»، مشددا على ان «الأولوية الآن هي تثبيت وقف إطلاق النار وتلبية الاحتياجات الإنسانية»، وقال «تواصلنا مع الفعاليات في المدينة لفض النزاع. وسكان السويداء من كل الطوائف أهلنا»
وأكد في تصريحات لقناة «الجزيرة» أن «سكان السويداء تحت مسؤولية الدولة وسنعوض المتضررين في المدينة» مشددا على «رفض أي طرح لأجندات لها علاقة بالانفصال أو الفيدرالية بشكل قاطع».
ووعد بإجراء «نقاش بشأن واقع المحافظة بمشاركة سكانها بعد تأمين الاستقرار».
وسبق ان نقلت قناة «الإخبارية» عن مصدر امني سوري انه تم تأمين خروج العوائل المحتجزة بالسويداء حفاظا على سلامتهم بعد تردي أوضاعهم، مشددا «على عودة العوائل إلى منازلها بعد هدوء الأوضاع بالمحافظة».
بدوره، قال القيادي في حركة رجال الكرامة في السويداء الشيخ ليث البلعوس «لمسنا حرصا صادقا من أطراف دولية على منع الانزلاق للفوضى في محافظة السويداء».
وأكد في تصريح نقلته «سانا» ان الوضع في السويداء سببه تعنت الطرف الآخر وانفراده بقرار الطائفة الدرزية واختيار السلاح لتنفيذ أجندات خارجية.
وأضاف «نريد أن يأخذ القانون مجراه وأن تحاسب كل يد امتدت على الأبرياء أيا كانت الجهة التي تنتمي إليها».
إلى ذلك، أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنها وثقت سقوط أكثر من 1300 قتيل وجريح من جراء تصاعد أعمال العنف والاشتباكات في السويداء، بما في ذلك الهجمات الجوية التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب تقرير محدث نشرته الشبكة أمس، فإن ما لا يقل عن 558 شخصا، بينهم 17 سيدة و11 طفلا و6 من الكوادر الطبية و2 من الإعلاميين، قتلوا خلال الفترة من 13 حتى 20 الجاري، إلى جانب إصابة أكثر من 783 آخرين بجروح متفاوتة.
وتشمل الحصيلة مدنيين ومقاتلين من مجموعات عشائرية محلية وخارجية، إضافة إلى عناصر من قوى الأمن الداخلي ووزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية، بحسب ما أكدته الشبكة.
وفي مستشفى السويداء الوطني، حيث تنبعث رائحة الموت من كل زاوية منذ أيام، لاتزال عشرات الجثث بانتظار التعرف إلى هوية أصحابها، وفق مسؤول طبي، بينما تواصل حصيلة قتلى الاشتباكات الطائفية الارتفاع يوميا.
ويقول مسؤول في الطبابة الشرعية في المستشفى لوكالة «فرانس برس»، من دون الكشف عن اسمه، «سلمنا 361 جثة إلى عائلات أصحابها، بينما لا يزال لدينا 97 جثة مجهولة الهوية».
وأفادت إدارة المستشفى بأن جثثا مجهولة الهوية لاتزال تتكدس في شوارع ومنازل المدينة، داعية إلى الاسراع في عملية سحبها، بعد مضي ايام على مقتل أصحابها.
ودخلت الأحد قافلة مساعدات إنسانية إلى مدينة السويداء، تحمل وفق ما أفاد مسؤول في الهلال الأحمر السوري سللا غذائية ومستلزمات طبية وطحينا ومحروقات وأكياسا للجثث، فيما رفض الزعيم الروحي للطائفة الدرزية حكمت الهجري دخول القافلة التي أرسلتها الحكومة السورية وكانت تضم 20 سيارة إسعاف وشحنات من الأدوية.
وبحسب تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «خرجت المستشفيات والمراكز الصحية في السويداء عن الخدمة» وسط «نقص واسع في الغذاء والماء والكهرباء وتقارير عن جثامين غير مدفونة ما يثير مخاوف حقيقية على الصحة العامة».
وأشار التقرير إلى أن الوصول إلى السويداء «لايزال مقيدا للغاية»، لافتا إلى أنه «في حين تمت مناقشة فتح ممرات، إلا أن الوصول الميداني الفعلي لم يؤمن بعد لتنفيذ عمليات إنسانية واسعة النطاق».