اخبار سوريا

ار تي عربي

سياسة

كوهين بين "خدعة الأشجار" ومفتاح شقة في قلب دمشق!

كوهين بين "خدعة الأشجار" ومفتاح شقة في قلب دمشق!

klyoum.com

تعد قصة الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي زرع في سوريا عام 1962، واحدة من أكبر عمليات الاختراق في المنطقة، تضخمت الهالة حول كوهين وكرس بمثابة أسطورة كبرى.

حافظت إسرائيل على جاسوسها بمثابة سلاح معنوي تحت يدها دائما، وتذكرته بانتظام بما في ذلك حاليا وهي متورطة في حرب دموية عنيفة وطويلة في غزة بجميع تداعياتها الخطيرة وامتداداها الأخرى.

مؤخرا أعلنت تل أبيب أنها استرجعت 2500 قطعة من مقتنياته ومتعلقاته الشخصية من أرشيف الاستخبارات السورية، وأطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أرملة كوهين على بعضها في الذكرى الستين لإعدامه.

هذا الأرشيف قيل إنه يتضمن رسائل بخط يده لأسرته، وصورا لأنشطته في سوريا ومقتنيات شخصية صودرت من مسكنه بعد القبض عليه في يناير 1965، إضافة إلى كتب مهترئة مليئة بملاحظات بخط اليد، وجوازات سفر ووثائق هوية مزورة، وحتى مفتاح الشقة التي كان يسكنها في دمشق.

إيلي كوهين ولد عام 1924 في الإسكندرية بمصر لأسرة انتقلت من مدينة حلب السورية في نفس العام، ولاحقا هاجرت إلى إسرائيل في عام 1957.

انضم إلى الموساد الإسرائيلي في عام 1960، وبعد تدريبات مكثفة على أعمال التجسس وأساليب التخفي، أعد للقيام بمهمة تجسس في سوريا على أنه تاجر سوري ثري اسمه كامل أمين ثابت، عائد من المهجر في الأرجنتين. مُهد للمهمة قبل إرساله إلى دمشق في عام 1962، بإقامة شبكة علاقات في الأرجنتين.

استقر في دمشق، ونجح في إقامة علاقات واسعة مع كبار الشخصيات العسكرية والسياسية السورية، ونقل الكثير من الأسرار إلى الموساد.

من بين الأعمال البارزة التي تنسب له، نقله خرائط التحصينات السورية في هضبة الجولان بما في ذلك مواقع المدافع والمخابئ والخنادق. هذا العمل عُرف باسم "خدعة الأشجار".

روي أن كوهين زار مواقع المدفعية السورية فوق هضبة الجولان، وأنه حين رأى الجنود يعانون من الحرارة الشديدة، اقترح زرع أشجار "الأوكالبتوس" بأوراقها الكثيفة حول المخابئ، كي توفر الظل وتساعد على إخفاء مداخلها عن الرصد من الجو. هذه الحيلة الماكرة، ذٌكر أنها مكنت إسرائيل من تحديد الأهداف بدقة وضرب هذه المواقع الهامة المحاطة بـ"الأشجار الظليلة".

على الرغم من محاولات إسرائيل المتواصلة لتنقيح قصته وتقديمه بصورة "بطل كامل"، إلا أن الثابت أنه لم يستطع خداع جميع المسؤولين الكبار في سوريا، وكان يحس بقرب نهايته، وتحدث إلى زوجته عن ذلك. ظهر مدى خوفه على حياته أنه قرر في آخر زيارة له لإسرائيل في عام 1964، عدم العودة إلى دمشق، إلا أن رؤساءه أقنعوه بمواصلة المهمة الخطرة.

الرواية الأكثر تداولا في السابق عن طريقة كشف واعتقل هذا الجاسوس تقول إن الاستخبارات السورية كانت تشتبه بقوة في وجود "عميل" خطير بالقرب من مراكز صنع القرار، وأن رصد إشارة لاسلكية مشفرة انطلقت قبل الفجر من شقة مقابل مبنى هيئة الأركان العامة السورية في دمشق أسقطته. دُوهمت شقته وضبط متلبسا بجهاز الإرسال.

الإسرائيليون دفعوا برواية أخرى مؤخرا زعموا أنها مستمدة من أرشيف الاستخبارات السورية. هذه الرواية نفت الأولى، وأشارت إلى أن عملية الكشف تمت بعد مراقبة كوهين ومتابعته لمدة شهر ونصف قبل اعتقاله، وحين جرى تفتيش شقته تفاجأ السوريون بما وجدوا. بعد ذلك انتهى الأمر واعترف كوهين بكل شيء.

بذلت السلطات الإسرائيلية الكثير من الجهود لإنقاذ حياة كوهين. عرضت تبادلا للأسرى، وأغروا السوريين بمبلغ 5 ملايين دولار، وحاولوا إنقاذه بتكليف محامين فرنسيين مشهورين بالدفاع عنه، وطُلب من عدة قادة دول أجنبية الضغط على دمشق. شارك في هذه الجهود التي باءت بالفشل عدة شخصيات بما في ذلك بابا الفاتيكان وقتها بولس السادس.

فكرت إسرائيل أيضا في إنقاذ كوهين بالقوة من خلال عمليات خاصة، بما في ذلك اختطاف ضباط سوريين رفيعين من أجل استبدالهم لاحقا بالجاسوس كوهين. فرص نجاح العمليات العسكرية الخاصة التي طرحت للنقاش كانت ضئيلة للغاية، ولذلك جرى التخلي عنها.

فشلت الضغوط وقتها على القيادة السورية، ورفضت دمشق عرض الفدية أو تبادل الأسرى، ولم يُسمح للمحامين الفرنسيين بزيارة كوهين، وانتهت حياته بالإعدام شنقا في ساحة المرجة بدمشق في 18 مايو 1965.

المصدر: RT

*المصدر: ار تي عربي | arabic.rt.com
اخبار سوريا على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com