كتبت إليه... وجاوبها

الوحدة 26-11-2021

- كتبت إليه:

أطلت غيابك ,وطالت ليالي سهري, وجنّح لي أحلامي بقايا العطر المتأجج في صدري .

فطفقت أعدّ نجوم الدجى. والدمع يختبىء في ظلال محاجري ,والشعاع يرقص كمائج صخاب فاستوحشت نفسي ,واستبد بي الأرق فارشاً مئزره الأصفر أمام رؤاي.

وإذ بطيفك يرفّ كالومضة بين اخضلال الغيمات السابحة في برد كانون فيدفيء قلبي وتتعطّر بأريج ذكراك روحي. تتأجج عواطفي.. تتهامس ذكريات مستريحات ما بين الضلوع تملؤها الأماني ويسكرني شفيف الحلم رفيفاً ليل هواي . وألوب..وألوب أسترجع مطارح الغيث . يوم نبتنا زهرتين في روابي المنى. فتنطلق المواويل التي كوت مفاصلي شوقاً , والريح تشملخ شمالاً, فأسرج حصان الصبح ,أعبر منحنيات الدروب ,ويتعطّر هذا الفجر أتلقف أنفاس الرياحين, وأراك أمامي شباباً كمدّ الريح . فترشح الحروف.. تنبض الكلمات تفيض المعاني .. وتنطلق كلمة عجلى: ( كم أحبك؟ أين أنت ؟)

- فجاوبها:

أنا هنا .. هائم على وجه الحصى, أسند رأسي إلى كتف الليالي . يعبث بي خواء الأماكن, ويهرش القلق أغصانه. فينزف القلب . يستيقظ الوجع, يطوف على منحدرات الروح. يتفيأ أعشاب النجوم سابحاً مع فراشات المجرّات, وقطعان النيازك ,مفتشاً ومفتشاّ. فأراك في فرجة العينين, يضج في وجنتك الجوري, يتعرش على كتفيك السوسن, ويتدلى الجلنار نبعاً من الحنان, شلاّل عشق يتدفق من شجرات الثلج المسوّرة ليالي غربتي, فأصيح . أصيح: يا أنت . يا أنت. يا تلال الروح وغيم السنابل هلميّ إليّ فلقد بنا قلبي من تحت الضلوع, وتوهجت جراحاتي الزاحفة تحت هجير أيام غربتي المقفرة.

هلميّ إليّ.. فأنا أكبّ أيامي في بطاح المصطلى تجتاحني الريح عاصفة في زحم الساحات ,وما أخشاه ان يتبدد الرعد والحلم معاً.

---

آه..

يابوح الموال الصادح في وجوه الليالي, ومرايا الروح ,كم أود لو يرقد الألم هنيهة لأصافح خدّ الزهر. فتينع زهرتان في علائق من نور, حتى إذا ما لفّني الصقيع احضن طيفك العالق بروحي .

فارتقبي عودة عجلى. وانقري على بابي يتلقفك قلبي. ثم نمضي معاً مع شقشقات الفجر المطل . إلى حيث بيادر الحنين .ومواسم الحصاد.

سيف الدين راعي