قلة المراكز تعطّل تسليم القمح بالرقة.. والتجار ينافسون "الإدارة"

أمضى عبد الرحمن الجاسم (45 عامًا)، وهو مزارع من ريف الرقة الشرقي، نحو ثلاثة أيام على طابور الانتظار، أمام مركز 'صوامع بدر' المخصص لاستلام القمح، في شمال وشرق سوريا، التابع لـ 'الإدارة الذاتية'، بحسب ما قال لعنب بلدي.

تفاجأ عبد الرحمن بإغلاق المركز قبل أن يتمكن من تسليم كمية القمح المحمّلة على قاطرة جراره الزراعي، بسبب امتلاء مركز الصومعة، وعدم وجود طاقة استيعابية للمركز.

وذكر الجاسم، أن على المزارعين في هذه الحالة، التوجه إلى مراكز الاستلام الأخرى التابعة لـ 'الإدارة الذاتية'، لتسليم محصولهم.

ويشتكي مزارعو مناطق محافظة الرقة، الخاضعة لسيطرة 'الإدارة الذاتية'، قلّة مراكز الاستلام التابعة لـ 'الإدارة'، والتباعد فيما بينها، مما يزيد الأعباء على المزارعين في تسليم محصولهم بعد حصاده.

وقال المزارع الجاسم لعنب بلدي، إنه قرر بيع محصوله لأحد تجار الحبوب في المنطقة، بسعر 2000 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، وإنه لجأ إلى هذا الخيار نتيجة عدم قدرته على تحمل تكاليف النقل، والانتظار أمام المراكز الأخرى.

وحددت 'الإدارة الذاتية' تسعيرة شراء القمح من المزارعين في مناطق سيطرتها بـ 2200 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، وتتبع لسلم الدرجات، وينخفض السعر تبعًا لجودة المحصول وخلوه من الشوائب.

ووفقًا لإحصائية 'هيئة الزراعة والري' في 'الإدارة الذاتية'، فإن مجموع مساحات الأراضي المزروعة بالقمح، بلغ ثلاثة ملايين دونم، تتوزع على مناطق شمال وشرق سوريا.

ويرى فاضل الغيّاب (40 عامًا)، وهو مزارع من ريف الرقة الشرقي، إن التعقيدات التي تفرضها 'الإدارة الذاتية'، وطول فترة الانتظار أمام مراكز الاستلام وقلتها، يجعل التجار المنافس الأبرز 'للإدارة' في شراء المحاصيل.

وأوضح فاضل لعنب بلدي، أن بطء مراكز الاستلام وقلتها، أمر يتكرر بشكل دائم، ومع كل المواسم، ولا يقتصر الأمر على موسم القمح، فالطوابير والتعقيدات في الاستلام ذاتها تظهر في فترة حصاد الذرة وقطاف القطن أيضًا.

ونقلت وكالة 'نورث برس' عن أحمد العلي، رئيس 'شركة تطوير المجتمع الزراعي' في الرقة، قوله، إن نحو نصف الكميات المسلمة، بين 21 من أيار و 8 من حزيران الماضيين، كانت مخزنة لدى التجار، رغم وجود قرار من 'الإدارة الذاتية' بمنع التجار من تخزين الحبوب، وضرورة تسليمها لمراكزها منذ تموز العام الماضي.

وافتتحت 'الإدارة الذاتية' في مناطق ريف الرقة سبعة مراكز للاستلام منذ 21 من أيار الماضي، وهي مركز 'مزرعة بدر' بريف الرقة الشرقي، و'السلحبية' بريفها الغربي، و'الرافقة' و'كبش' و'الكالطة' و'شنينة' بريفها الشمالي، ومركز استلام 'المجفف' المخصص للاستلام من التجار، والواقع على أطراف المدينة الشمالية.

عضو في 'اللجنة الاقتصادية' في الرقة، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن معظم مراكز استلام الحبوب والمؤسسات الزراعية تعرضت للتخريب خلال السنوات الماضية، ونهبت محتوياتها، و'الإدارة الذاتية' تعمل على تأهيلها وإدخالها في الخدمة من جديد.

واعتبر عضو 'اللجنة'، أن التأخر في الاستلام من المزارعين، لا يظهر إلا في أوقات الذروة التي تبدأ عادة منذ منتصف حزيران حتى نهايته، بالنسبة لفترة الحصاد في أرياف الرقة، لذلك تلاحظ حالات تأخر بسبب الضغط على مراكز استلام القمح.

وانخفضت إنتاجية القمح لهذا العام في أرياف الرقة بمعدل الثلث، لتتراوح إنتاجية الدونم الواحد بين 200 و400 كيلوغرام، بعد أن كانت تزيد في الأعوام السابقة على 500 كيلوغرام لذات المساحة.

اقرأ أيضًا: 'السونة' والبذور وتأخر السماد تخفض قمح الرقة بمعدل الثلث

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى