اخبار سورية
موقع كل يوم -الوسط
نشر بتاريخ: ٨ أيار ٢٠٢١
'وهم التحرر'.. إبداع كاتبات رغم حداثة أعمارهن امتلكن مفاتيح الرؤيا
فتيات بعمر الورد ، وجمل عطره، حملن مشروعهن وهواجسهن ليصدرنها في كتاب ملفت عنوانه 'وهم التحرر'.
ما معنى أن يفكرن في صباحات أعمارهن بما يعيق المرأة في مفهومها للحرية، مابين الوهم والحقيقة، ليأخذن المبادرة بالتفكير إبداعا؟
وما معنى أن يصدرن كتابهن في زمن مختلف هجر القراءة والأدل هجر التفكير؟
تنطوي أهمية هذا الكتاب/ المشروع على حساسية بالغة ليس لبساطة الفكرة وعمقها بآن معاً، بل لجرأتهن على كسر السائد وتحرير الوعي بقضية المرأة وحريتها وتفكيرها واختياراتها ، لتذهب إلى ما يليق بها من مكانة وإبداع، وفي منظومة التفكير البناء المنشطة للذهن الإبداعي.
نقف عند كتاباتهن التي تتصادى فيها حساسيتان:
أعمارهن الصغيرة وشواغلهن الفكرية بعقلهن الجمعي والأداءات الفردية الواعية ، كل ذلك في نسيج باهر من شأنه أن يعيد الاعتبار لقيم التفكير الحر لكنه المتناغم مع أصالة القيم وتجذيرها في الوعي النسوي/ الإنساني، التربوي.
مما كتبته الكاتبة المجتهدة والواعدة (لجين إبراهيم غطاشة) في هذا السياق نقتطف تساؤلها الدال بما يكفي تحت عنوان 'المرأة الحرة':
فلماذا لم نحرر تفكيرنا، فالتفكير شيء أساسي قبل اتخاذ القرارات، لماذا مازلنا نقلد بشكل أعمى… عزيزتي المرأة حريتك لا يمكن أن تكون بهذا الشكل فحرري تفكيرك… أنصحك بالقراءة فهي ستغير من طريقة تفكيرك… أنت إمرأة حرة وابنة حرة لن نسمح أن يداس كبرياؤك).
إذن هو رهان الكتاب المشروع على القراءة المعرفية المنتجة وبقلم مبدعات ناشئات يؤسسن تكوينهن المعرفي بهدوء ودون ضجيج، يعدن للأسئلة بداهتها ويدخلن بجدارة سوق الكتاب في زمن هجره أهله، ليست محض بلاغة وحسب الآن أن تقول أولئك الصبايا الطريات العود قولهن في موضوعات شائكة بل حسبهن ، أيضاً أن تبث مقالاتهن رسالة إلى أجيالهن فحواها إن التفكير نعمة فكيف إذا كان التفكير في المرأة بانية الأرواح والأوطان، بجدارة الانتماء لأوطانهن الأولى/ عائلاتهن وأسرهن وأساتذتهن الذين بذلوا وقتاً وجهداً كبيرين والذين زرعوا فيهم قيم الحرية والمسؤولية، قيم الوعي والنور، والثقافة الأصيلة.
*كاتب وناقد فلسطيني- سوريا