الانتخابات الرئاسية.. محطة وطنية وديمقراطية

الوحدة : 7-5-2021

أثبت الشعب السوري خلال سنوات الحرب التي شنت من قبل أعداء الوطن أنه شعب يتمسك بوطنه وثوابته وقيمه الوطنية وقد استطاع من خلال التفافه حول قيادته وجيشه هزيمة الإرهاب، وسيؤكد مجدداً في السادس والعشرين من أيار تمسكه بنهجه الوطني.

الوحدة التقت يوسف راغب رئيس فرع اللاذقية لرابطة خريجي العلوم السياسية الذي تحدث عن الاستحقاق الرئاسي فقال:

بعد أكثر من عقد من زمن الحرب الكونية على بلادنا، وعشرات آلاف الشهداء، والدمار، وجرائم الخطف والتهجير، والذبح والتقتيل، والاتهامات الباطلة، وانقسام العالم الى معسكرين: عدواني مجرم يمثله الغرب ومن دار في فلكه، ومقاوم شريف تمثله سورية ومن وقف معها، تأتي الانتخابات الرئاسية السورية في خضم هذا الصراع الدولي الكبير، وبوادر حرب باردة عالمية جديدة، والهدف الأساسي لهذه الحرب هو حرف سورية عن بوصلتها، وفرض شروط المعتدين التٱمرية عليها، ولكن ونتيجة صمود سورية شعباً وجيشاً وقائداً فشل العدوان وانهار المخطط الكبير والشرق الأوسط الجديد، وتحطمت معه كل مشاريع المعتدين الجهنمية في السيطرة على المنطقة ونهبها وإركاع شعوبها، وتسييد الكيان الصهيوني فيها، وفرض المشاريع الاستسلامية عليها، كان الصمود الأسطوري السوري العقبة الأساس في طريق مخططهم، وكان الرد السوري في مواجهة هذه الحرب الكونية متعدد الأشكال والأساليب، بدءاً بالرد العسكري على عصابات الإرهاب المدفوعة خليجياً وتركياً وأمريكياً، والرد الإعلامي بكشف فبركاتهم وأضاليلهم الإعلامية وفضح حقيقة مجاميعهم الإرهابية، والرد الدبلوماسي في المحافل الإقليمية والدولية وخاصة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان والجنائية الدولية رغم تسييس عمل هذه المنظمات ودورها، والرد الإنساني في إصدار العفو أكثر من مرة عن من غرر بهم ولم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري والرد الاقتصادي، وفي إدارة الشأن العام الاقتصادي ودعم صمود الشعب السوري والليرة السورية وإبقاء عجلة الاقتصاد تدور رغم الحصار والدمار الذي استهدف كل مفاصل الاقتصاد السوري، والرد الأساس تمثل في إنجاز الاستحقاقات الدستورية السورية في مواعيدها المحددة دستورياً ليثبت ذلك للعالم أجمع أن سورية تحارب الإرهاب وداعميه بيد وتبني وتنجز مهماتها الدستورية باليد الأخرى، فكانت انتخابات الإدارة المحلية وانتخابات مجلس الشعب ويأتي الآن الاستحقاق الأهم وهو انتخابات رئاسة الجمهورية (بما تمثله من الرمزية) في موعدها المحدد وفي ذلك الرسائل التالية:

- رسالة أن الشعب السوري لم ولن يتخلى عن مهامه ودوره في الدفاع عن كل ما هو وطني ويمس السيادة السورية، والاستحقاق الرئاسي يمثل ركناً من أركان سيادة الشعب الذي هو وحده فقط من يقرر من يختار رئيساً للبلاد.

- رسالة أن سورية لازالت دولة قائمة بمهامها الدستورية والتشريعية والقضائية، ولم تفقد أهليتها، وبالتالي ليست دولة فاشلة كما يدعون، وعليه فقرارها ينبع من داخل الحدود وليس من خارجها.

- رسالة للمعتدين أن مخططكم لم يمر ولن يمر ولن تستطيعوا حرفنا عن بوصلتنا ونضالنا من أجل قضايانا العادلة من تحرير الأرض، وفرض الأمن والأمان والانتظام على مساحة الجغرافية السورية.

- رسالة للصديق أن سورية ما زالت قادرة على الدفاع عن نفسها، والوفاء بالتزاماتها والقيام بواجباتها المحلية والإقليمية والدولية، وهي بذلك مازالت في قلب محور المقاومة وعمود خيمته.

- رسالة أن شريعة الغاب التي تحكم الكثير من حكومات العالم وقادته لن تمر ولن تعمر في بلادنا ولن نسمح بجعلنا ممالك وإمارات تابعة يُفرض عليها كل شيء وتُقاد بقوانين عصور الظلام، بل نحن دولة ذات سيادة وشؤوننا نحن نقررها والشأن الرئاسي هو الأساس في سيادة الدولة كما الدستور والعلم وحدود الوطن، ذلك أناشد بكل إخلاص جماهير شعبنا الأبي الذي صبر وضحى وبذل الدم النفيس على مذبح الوطن أن يزحف جحافل جماعات وفرادى إلى صناديق الاقتراع ليمارس حق كفله الدستور وليثبت اننا لن نتخلى عن حقنا في انتخاب رئيسنا الذي نريد ونختار، ونقوم بواجب علينا لأجل سورية وشعب سورية ومستقبل سورية، والخيار نحدده نحن الشعب السوري بكل أطيافه وألوانه لنبقى ويبقى قرار سورية الوطني السيد الحر المستقل الذي يُؤخذ في دمشق وينبع من دمشق ويرسمه أبناء سورية ونثبت للعالم أن سورية تستحق كل غالٍ ونفيس وأن إرادة الشعب لا تنحي لإرهاب حاقد أو مستعمر غاشم، ولنثبت للعالم في النهاية أن تاريخ الشعوب لا يُكتب إلا بالتضحيات، والأمم تؤرخ أمجادها بدماء الأحرار.

يسرا أحمد