اخبار سورية
موقع كل يوم -أثر برس
نشر بتاريخ: ٧ شباط ٢٠٢٣
بعد الزلزال المُدمّر الذي شهدته كل من تركيا وسوريا فجر أمس الإثنين والذي كان بقوّة 7.7 ريختر، بات كلا البلدين بحاجة ماسة إلى المساعدات الدولية نتيجة انهيار مئات المباني ووفاة الآلاف وإصابة الآلاف أيضاً، إلا أن هذا المشهد الإنساني والذي وُصف بـ'الكارثي' لم يتمكن من إبعاد السياسة.
سيطرة السياسة برزت بشكل واضح عبر إجراء مقارنة بسيطة بين المساعدات التي وصلت إلى تركيا وتلك التي وصلت إلى سوريا، حيث تلقّت تركيا حتى الآن عروض مساعدات من أكثر من 40 دولة وبعض الدول مثل قطر والكويت أعلنت عن فتح جسر جوي مع تركيا لإمدادها بالمساعدات الغذائية والطبية واللوجستية اللازمة، وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه تلقى عروضاً للمساعدة من نحو 45 دولة في أعقاب الزلزال المدمر وهزاته الارتدادية القوية التي لا تزال مستمرة.
كما أصدر الاتحاد الأوروبي بياناً أكد خلاله أنه تم حشد 10 فرق إنقاذ وبحث بصورة سريعة من بلغاريا وكرواتيا والتشيك وفرنسا واليونان وهولندا وبولندا ورومانيا لدعم فرق الإغاثة على الأرض، وتعهدت كل المجر وإيطاليا وإسبانيا ومالطا وسلوفاكيا بتقديم مساعدة مماثلة، بحسب ما أعلن متحدث الاتحاد الأوروبي لشؤون المساعدات الإنسانية بالازس أوجفار في مؤتمر صحفي، إلى جانب العروض التي تلقتها تركيا من قبل روسيا والإمارات وماليزيا والجزائر ولبنان وغيرها من الدول.
أما في سوريا فكان الوضع مختلف إلى حد ما فبعدما أعلنت حوالي 20 دولة باستعدادها لتقديم المساعدات إلى سوريا، نقلت صحيفة 'الوطن' السورية عن مصادر ملاحية أن عدد كبير من شركات الشحن الجوي امتنعت عن الهبوط في المطارات السورية خشية العقوبات الأمريكية والأوروبية على سوريا في الوقت الذي طالبت عدة دول من شركات الطيران السورية نقل أطنان من المساعدات على متن طائراتها المدنية غير المخصصة لنقل أحجام كبيرة من المساعدات.
وتلقت سوريا مساعدات حتى الآن بشكل مباشر من إيران والجزائر والعراق وروسيا، كما أرسلت المديرية العامة للدفاع المدني 20 عنصراً إلى سوريا للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ والمسح الميداني الشامل في موقع الزلزال، وكذلك أمر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، القوات الروسية في سوريا بمساعدة سلطات البلاد في التعامل مع تداعيات الزلزال الذي ضرب البلاد.
وفي الوقت الذي يظهر فيه تأثير العقوبات المفروضة على سوريا في هذه الكارثة الإنسانية التي تعيشها البلاد، بدأت بعض المنظمات والهيئات بالتشديد على ضرورة تجاوز هذه العقوبات التي تطال القطاعات النفطية والدوائية والغذائية خلال هذه المرحلة على الأقل، حيث طالب 'مجلس كنائس الشرق الأوسط' المجتمع الدولي بمساعدات طارئة إلى سوريا، داعياً إلى رفع العقوبات عنها والسماح لجميع المواد بالوصول إليها من أجل أن لا تتحول العقوبات جريمة ضد الإنسانية'.
بدوره أكد المنسق المقيم للأمم المتحدة المصطفى بنلمليح، أن 'الدعم الدولي يعاني نقص التمويل فلم تتلق الأمم المتحدة سوى أقل من نصف 4.4 مليار دولار طلبتها من المانحين لتلبية الاحتياجات المتزايدة في عام 2022' مشيراً إلى أنه 'مهما كان لدينا من سبل المساعدات والأموال، فإننا نستخدمه في الوقت الحالي… ونأمل أن نتمكن من تجديده لتلبية الاحتياجات العادية'.
ونشرت صحيفة 'الغارديان' البريطانية قد نشرت أمس الإثنين تقريراً أكدت خلاله أن الولايات المتحدة الأمريكية تتجاوز في هذه الأزمة العقوبات التي تفرضها على سوريا.
كما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وسم '#ارفعوا_العقوبات_عن_سوريا' مترافقاً مع انتشار صورة من قبل مواقع مختصة برصد حركة الطيران العالمية تُظهر وصول كثيف للطائرات التي تحمل المساعدات إلى تركيا على عكس المشهد في سوريا التي شهدت وصول 5 طائرات من المساعدات الإنسانية فقط حتى الآن.
أثر برس
