اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
لا تُقرأ 'عارودة: حكايا الطين والماء' كمجموعة قصصية فحسب، بل كعودة لاسمٍ غاب عن الخريطة الأدبية، وكشهادةٍ على جبلٍ صامتٍ شَهِدَ الغمرَ والتهجيرَ، ثم عاد ليُخلَّدَ بالحبر بعد أن غمرت مياهُ المنجزاتِ سهوله. هنا، يُعيد الكاتب عساف سلامة السلمان ابن قرية 'الحبوبة' الفراتية رسمَ خارطةِ الذاكرة، حيث يتحول الجبلُ إلى رمزٍ، والقصصُ إلى جسرٍ بين الأرض والناس.
ولأول مرة، يُوثَّق اسمُ 'عارودة' و'الحبوبة' في عملٍ أدبيٍّ مطبوع، ليُصبحَ المكانُ شريكًا في الحكاية، والطينُ شاهدًا على الزمن. عساف، المولود عام 1965، حملَ إجازة اللغة الإنجليزية من جامعة حلب (1989)، وعمل مدرسًا في الكويت، قبل أن يستقرَّ لاجئًا في السويد. لكن قلبه ظلَّ على ضفاف الفرات، يكتبُ له ويضيء شموعَ الحنين من غربته.
كما غنَّى العاشقُ الفراتي يومًا:
حطّم قبري بعارودة، وبرأس رجمن عالي
بلكي الغالي يمر من هين، والفاتحة يقرالي…
ها هو عساف يقرأ الفاتحةَ على تراب الذاكرة، ويرسل شموعَه من جبل عارودة إلى برج عليا في قلعة جعبر، متجاوزًا السدودَ التي حجزت الماءَ والحكايا. مباركٌ لك هذا المولودُ الأدبي، الذي حمل اسمَ الأرضِ والناسِ والوجعِ، فكنتَ وفيًّا للطين والحبوبة وجبلها الخالد.
حجي المسواط




































































