اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
الجماهير|| محمد الشيخ..
يُعدّ زيت الزيتون من المواد الغذائية الأساسية في معظم المنازل، لما له من استخدامات وفوائد صحية متعددة. إلا أن أسعاره هذا العام شهدت تفاوتًا كبيرًا، إذ تراوحت بين 50 إلى 100 دولار للتنكة التي تزن 16 كغ، ما أثار تساؤلات ملحّة ومشاعر من الحيرة والشك حول أسباب هذا الفارق الكبير، واحتمالية وجود عمليات غش بأساليب متنوعة يقع ضحيتها المستهلكون.
لسان حال ضحايا الغش
صحيفة 'الجماهير' التقت عددًا من المواطنين الذين وقعوا ضحية لعمليات غش، منهم:
مصطفى. ك (35 عامًا، عامل طيّان، وضعه المادي ضعيف): 'في العام الماضي اشتريت تنكتين زيت بسعر أقل من سعر الزيت الأصلي، لأكتشف لاحقًا أنه مغشوش بشكل واضح. لكننا مضطرون للشراء نظرًا لاستخداماته المنزلية. هذا العام اشتريت زيتًا أصليًّا بسعر 90 دولارًا للتنكة من شخص موثوق.'
أكرم. ق (49 عامًا، موظف براتب أقل من 100 دولار): 'عندما نفد الزيت من المنزل، اشتريت عبوة ليتر من محل سمانة، كانت مفرغة من تنكة صاج. لكننا اكتشفنا أنه بلا طعم أو لون أو رائحة، بالتأكيد كان مغشوشًا.'
خالد. ص (53 عامًا، فلاح): 'كنا نعتمد سابقًا على زيت أشجارنا، لكن بعد العودة من النزوح وجدنا قسمًا منها مقطوعًا وآخر يابسًا بسبب الجفاف. اضطررنا لشراء زيت من السوق، لكننا لاحظنا وجود كمية في أسفل التنكة بطعم رديء جدًا، ما يدل على خلطه بزيت غير صالح للاستهلاك.'
سرقة ونصب في وضح النهار
أكّد المواطنون أنهم لا يعرفون كيفية كشف معظم طرق الغش، وطالبوا الجهات الرقابية بتسيير دوريات لتحليل الزيت المعروض في الأسواق، وتنظيم ضبوط بحق المخالفين، لحماية صحتهم وأموالهم من عمليات النصب والسرقة التي تحدث علنًا دون رقيب.
كشف اللثام عن الحقائق
وللوقوف على هذه الظاهرة المنتشرة في عدة مناطق سورية، التقينا بالمهندسين الزراعيين جاندي حجي رشيد ومحمد عبد الله، وصاحب معصرة زيتون في ناحية راجو رشيد خليل، والمزارع مصطفى شيخو، فكانت هذه الحصيلة:
عوامل تدني الجودة
التأخر في جني الزيتون وخلط الثمار الساقطة والمصابة بالطفيليات مع السليمة.
ترك الثمار لأكثر من يومين في المعصرة، ما يؤدي إلى طعم العفونة.
تخزين الزيت في أماكن رطبة ودافئة، أو في عبوات شفافة معرضة للضوء.
تشكيل العجينة في درجات حرارة مرتفعة، ما يرفع رقم الأسيد ويخفض الجودة.
أبرز طرق الغش
خلط زيوت نباتية (دوار الشمس، بذرة القطن، السمسم) مع زيت الزيتون أو زيت العصرة الثانية.
خلط زيت بكر أول مع زيت 'العفارة'.
خلط زيت عصرة ثانية (كوماس) بسعر 20–30 دولارًا مع زيت ممتاز بسعر 90 دولارًا وبيعه على أنه ممتاز.
إضافة مواد مستوردة تعطي لونًا وطعمًا مشابهًا لزيت الزيتون.
وضع ماء في أسفل العبوة وزيت في الأعلى.
إضافة ماء سلق الملوخية بعد غليه بدرجة حرارة عالية، ما يجعل الزيت أقل كثافة ولزوجة، ويصعب كشفه بالعين، لكن يظهر الفرق في التذوق.
معايير كشف الغش وجودة الزيت
اختبار الضوء: الزيت الأصلي لا يخترقه الضوء، بينما المغشوش يظهر بلون برتقالي.
درجة التجمد: زيت الزيتون يتجمد عند 3 درجات مئوية أو أقل، بينما الزيوت النباتية تتجمد تحت الصفر.
الرائحة والطعم: رائحة الزيتون الأخضر والطعم اللاذع تدلان على الجودة، أما العفونة أو الحلاوة فتشير إلى تدنيها.
قياس الأسيد: عبر تفاعل كيميائي باستخدام الكحول الإيتيلي وهيدروكسيد الصوديوم، وتحديد عدد 'الشخوط' في السحاحة:
أقل من 8 = زيت بكر ممتاز
8–20 = بكر أول
20–33 = بكر ثان
أكثر من 33 = غير صالح للاستهلاك
رقم البيروكسايد: يقيس درجة تأكسد الزيت، وكلما ارتفع دلّ على قدمه وسوء تخزينه.
تحليل الكروماتوغرافيا الغازية (GC): يكشف نسب الأحماض الدهنية، ويحدد ما إذا كان الزيت مخلوطًا بزيوت نباتية أخرى.
التعبئة والتخزين
في منطقة عفرين، تُستخدم عبوات 'تنك صاج' بشكل واسع، و'بيدونات بلاستيكية' بدرجة أقل. ويُشترط أن يكون مكان التخزين بعيدًا عن الضوء والحرارة للحفاظ على جودة الزيت.
كلمة لا بد منها
إن تعدد أساليب الغش يفرض على المستهلكين الحذر، وعدم شراء الزيت إلا من مصادر موثوقة، مع الحرص على إجراء الاختبارات الممكنة. كما يجب على الجهات المعنية تكثيف الرقابة على الأسواق، وأخذ عينات للتحليل، لحماية صحة المواطنين وسمعة المنتج المحلي، خاصة في ظل وجود كميات معدّة للتصدير.
#صحيفة_الجماهير




































































