اخبار سوريا
موقع كل يوم -الوكالة العربية السورية للأنباء
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
دمشق-سانا
بحثت الندوة الفكرية التي أقامتها وزارتا الثقافة والأوقاف في المكتبة الوطنية بدمشق اليوم، وضع شراكات إستراتيجية مشتركة لصناعة الوعي في المجتمع، بالاستفادة من الدور المحوري للمنابر الدينية في تواصلها المباشر والمنتظم مع الأفراد.
التعاون بين الثقافة والأوقاف تفعيل لسلطة الكلمة
وفي مستهل الندوة التي حملت عنوان 'صناعة الوعي: سلطة الكلمة بين المنبر والعقل'، أكد وزير الثقافة الأستاذ محمد ياسين صالح، أن التعاون بين الوزارتين يُمثّل تكاملًا فعّالًا لتفعيل سلطة الكلمة كأداة لبناء التعايش، وترسيخ السلم الأهلي، ودعم مسارات التعافي، بما يسهم في صياغة سردية تعبّر عن هوية سوريا وحضارتها.
ضرورة ابتعاد الخطاب الديني عن الطروحات الخلافية
من جهته، شدّد وزير الأوقاف الدكتور محمد أبو الخير شكري، على أهمية أن ينطلق الخطاب الديني من الواقع بعيداً عن الطروحات الخلافية، ومُرتكزاً على 'العبادات التعاملية' التي تتجلى في سلوك الإنسان اليومي، كالصّدق، وبرّ الوالدين، وإكرام الجار، واحترام الوقت، وأداء الحقوق، لما لها من أثر مباشر في ترسيخ القيم والأخلاق وتعزيز التماسك المجتمعي.
كما أكد وزير الأوقاف، أن الشراكة مع وزارة الثقافة خطوة محورية في بلورة خطاب وطني جامع يخاطب العقل والوجدان، ويسهم في استعادة الثقة وبناء الانتماء.
تعزيز أخلاق الجوار وصون كرامة الإنسان
كما تناولت محاور الندوة عدداً من القضايا الملحّة، منها: إصلاح البيوت، وتعزيز أخلاق الجوار، وتمكين الثقافة القرآنية كسلوك حضاري، وترسيخ قيمة الوقت، وصون كرامة الإنسان، والإحسان في العلاقات الأسرية والاجتماعية، وترسيخ حب الوطن كقيمة إيمانية، ونشر ثقافة النظافة باعتبارها مسؤولية جماعية، وضرورة مكافحة الشائعات والتحقق من المعلومات.
اللقاء مشروع نهضوي وضرورة مشاركة التربية
وفي تصريح لمراسلة سانا، ثمّن خطيب جامع الإيمان الدكتور علاء الدين السايق هذا اللقاء التشاركي بين الوزارتين، واعتبره جزءاً من مشروع نهضوي متكامل لتوجيه الخطاب العام نحو قضايا الناس، انطلاقًا من أن رفع مستوى الوعي يبدأ من إدراك الفرد لحقوقه وواجباته، داعيًا إلى تفعيل المنبر والإعلام لبناء خطاب يُرسّخ القيم ويعزّز السلم المجتمعي.
وقد شهدت الندوة تفاعلاً لافتاً من المشاركين، حيث رأت الأخصائية النفسية ميادة كوسا، المتخصصة في تعديل سلوك الأطفال والمراهقين، أن اللقاء يُجسّد نموذجاً للتكامل المؤسسي الذي لطالما كان حلماً، معربةً عن أملها بانضمام وزارة التربية إلى هذا المسار البنّاء، لأنّ الوعي يشكّل القاعدة الأولى في بناء المجتمعات، وهو المدخل الحقيقي لتجديد السلوكيات وتحقيق أثر اجتماعي ملموس.
وتأتي هذه الندوة ضمن جهود وزارة الثقافة لتعزيز التكامل الوطني في صناعة الوعي، وصياغة خطاب جامع وطني يُعبّر عن تطلعات السوريين.