اخبار سوريا
موقع كل يوم -الوكالة العربية السورية للأنباء
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
اللاذقية-سانا
تشهد بلدة سلمى في ريف اللاذقية الشمالي عودة تدريجية للحياة، بعد سنوات طويلة من التهجير والدمار الذي طال بنيتها التحتية ومنازل سكانها، جراء قصف النظام البائد، وسط مؤشرات على التعافي.
ازدياد في أعداد الزوار من السيّاح والعائلات العائدة من المخيمات خلال الأسابيع الماضية، إلى جانب المبادرات الفردية والمجتمعية لإعادة إعمار ما تضرر في البلدة التابعة لمنطقة الحفة، واستعادة الطابع الاجتماعي والسياحي الذي لطالما ميّز المنطقة.
وبين رئيس دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل في منطقة الحفّة بشير غزيل في تصريح لمراسل سانا، أن الحياة بدأت تعود بالفعل إلى البلدة، حيث باشرت العديد من الأسر أعمال ترميم جزئية، فيما بدأت المقاصف المحلية باستئناف نشاطها وتقديم خدماتها للزائرين، ولا سيما كهف العدرا، الذي لطالما كان وجهة مفضلة للأهالي والسياح في فصل الصيف.
عصب انتعاش الحياة
وأشار غزيل إلى الجهود التي تبذلها الجهات الرسمية بالتنسيق مع الجمعيات والمنظمات الأهلية لدعم عودة الأهالي، وتقديم التسهيلات الممكنة في ظل الظروف الراهنة، مبيناً أن عودة السكان تشكّل العصب الأساسي لانتعاش الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياحية في المنطقة.
من جهته، أوضح مختار البلدة جاسم محمد إبراهيم، أن سلمى كانت وستبقى واحدة من أبرز وجهات الاصطياف للزوار من مختلف المحافظات وحتى من خارج البلاد، لما تشتهر به من مناخ معتدل، وتفاحها الشهير، ومياهها الجبلية الباردة.
الإصرار وإعادة الألق
وأضاف إبراهيم: إن ما تعرضت له البلدة من دمار لم يُضعف من عزيمة سكانها الذين أصرّوا على العودة، مؤكداً أن هذا الإصرار كفيل بإعادة الألق للبلدة من جديد.
بدورها، استحضرت المغتربة راما حويسين ذكريات الطفولة في البلدة التي غادرتها قبل أكثر من 12 عاماً بعد تعرّض منزل العائلة للقصف، معربةً عن سعادتها بالعودة إلى مسقط رأسها والاستمتاع بسحر الطبيعة التي تتميز بها المنطقة.
وفي السياق ذاته، أبدى محمد حويسين تفاؤله بعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي قريباً، بفضل عزيمة الشباب وارتباطهم العميق بأرضهم.
وفي خطوة إيجابية، أعاد بعض أصحاب المقاصف المحلية افتتاح منشآتهم أمام الزوار، بعد إجراء عمليات ترميم بسيطة، وبدؤوا بتقديم الخدمات الأساسية، من بينهم محمد الشعلان، الذي أكد أن العودة ضرورية، معرباً عن أمله في تحسّن الأوضاع بما ينعكس إيجاباً على الحركة السياحية، ويعيد بلدة سلمى إلى موقعها الطبيعي على الخارطة السياحية.