هل يزيد الطين بلة ؟! معاقبة 150 سرفيساً وباصاً بحرمانهم من المازوت بعد أن باعوه في السوق السوداء

سيرياستيبس

تخوف كبير من قرار صادر عن محافظة دمشق يقضي بمعاقبة 150 وسيلة نقل عامة من سرافيس وباصات وحرمانها من التزود بمادة المازوت لعدم التزامها بخطوط عملها على الرغم من منطقية القرار وأهميته لضبط عمل وسائل النقل والسرافيس ومراقبتها بالشكل المطلوب.

وتساءل البعض، هل يزيد هذا القرار الطين بله، وخاصة وسط النقص الواضح بعدد السرافيس والباصات في العديد من الخطوط العاملة في العاصمة، مع متاجرة بعض السرافيس بمخصصاتها من المادة وعدم التزامها وعمل البعض منها بمهام أخرى كالمدارس والروضات وغيرها من الجهات، ليحول هذا الأمر دون تخديم المواطنين بشكل مستمر ولاسيما في وقت الذروة، وبالتالي اســتمرار المعانــاة اليومية من الانتظار لساعات لتأمين وسيلة نقل. وللوقوف عند حقيقة الأمر والرد على التساؤلات، تواصلت «الوطن» مع مدير هندسة المرور والنقل في محافظة دمشق ياسر بستوني ليؤكد أن القرار اتخذ بعد متابعة مستمرة من المعنيين في المحافظة من جهة مراقبة عمل الخطوط، والتأكد من عدم الالتزام الكامل من 150 سرفيساً وباصاً صدر قرار بحرمانها من التزود بالوقود لمدة 15 يوماً لعدم تخديمها خطوطها وعدم التزامهم بالعمل ووصولهم نهايتها. وقال بستوني نستمر برصد عمل الخطوط بشكل يومي عملاً بتوجيهات المحافظ، وبناء عليه يتخذ القرار اللازمة بحق السرافيس التي تمت مخالفتها كأن يتم حرمانها لمدة شهر آخر، أو تجديد العقوبة، مضيفاً نأمل الالتزام كي لا يتم اتخاذ إجراءات أكثر صرامة. ونوه بأنه تم تنظيم الضبوط اللازمة بسبب عدم وصول السرافيس إلى نهاية الخط من قبل فرع مرور دمشق وذلك وفقاً للأنظمة والقوانين، على أن يتم حرمان 15 بالمئة من الآليات المخالفة كدفعة أولى من كل خط، ليصار بعد ذلك عند الانتهاء من حرمان الدفعة الأولى، إلى حرمان الدفعة الثانية بنسبة 15 بالمئة أيضاً من كل خط لتشمل جميع الآليات المخالفة وذلك منعاً لتفريغ الخطوط من الآليات العاملة عليها. وحول التخوف الحاصل، أكد مدير هندسة المرور والنقل أنه تمت مراقبة السرافيس والباصات لمدة شهر، ليتبين عدم عملها بشكل مطلق على الخطوط، بحيث تحصل على المادة من دون أي عمل لتخديم المواطنين، مضيفاً إن استمرار وجود هذه الوسائل وعدمه لن يؤثر. ويفهم من حديث بستوني أن وجود هذه الوسائل كعدمه، وبالتالي لا تأثر سلبياً من حرمانها من المازوت. وقال بستوني نحن أمام أمرين لا ثالث لهما، إما التشدد بالعقوبات المفروضة بحق السرافيس والباصات المخالفة وقد يصل إلى إجراءات أكثر صرامة، وإما يدفع هذا الأمر عدداً من وسائل النقل إلى الالتزام والعمل بالخطوط وهو ما تسعى المحافظة لتحقيقه. هذا وبحسب بستوني، تم العمل بموجب الآلية الجديدة عبر مراقبة عمل وسائل النقل العامة على الخطوط ضمن المدينة وخاصة تحت جسر الرئيس وشارع الثورة والتقاطع المروري عند وكالة «سانا» بالبرامكة وبالقرب من اتحاد الفلاحين بالفحامة من خلال المراقبين الذين تم وضعهم لختم البطاقات الشهرية الخاصة بالتزود بالمحروقات لكل آلية تقل ركاباً حصراً عن كل سفرة تقوم بها بعد التدقيق بالبطاقة ورقم لوحة الآلية. مضيفاً إنه تم التدقيق بالبطاقات الشهرية للتزود بالمحروقات منذ بدء عمل المراقبين في 15 آب الماضي حتى نهايته ليتبين استخدام مادة المازوت لغير الغاية المخصصة لها مؤكداً أنه سيتم تنظيم عقوبات أشد في حال تكرار المخالفة، ذاكراً أن عدد السرافيس والباصات العاملة يصل إلى 5800 ومنها ما يدخل إلى العاصمة من الريف، علماً أن جميع الوسائل تزود بمادة المازوت بشكل يومي، وكل خط مفرز على محطة معينة لا يسمح له بالتزود بالمادة من غيرها. وقال يتم أيضاً متابعة عمل الخطوط بعد شكاوى واردة، ليصار فوراً بتوجه المراقبين بتنظيم عمل وسائل النقل وضبطها بالشكل المطلوب، مؤكداً أن الأمر يتم بشكل مفاجئ من دون أي جدول عمل معلن لوجود المراقبين. ويشار إلى أن المحافظة وضعت مراقبين تابعين لمديرية هندسة المرور والنقل بالمحافظة لضبط عمل وسائل النقل العامة من باصات نقل داخلي للقطاعين العام والخاص والباصات والميكروباصات السرافيس من خلال ختم البطاقات الشهرية الخاصة بالتزود بالمحروقات عن كل سفرة يقومون بها.