قابع في ظلال العشق.. عصام زروالي

كقابع في الظلال… أحياناً ما أطل على نور خافت يهزهز أجفاني الرخوة, وشبه انعدام في الرؤية, إنه اللاوعي من نوع ٱخر, لا يلاحظه سوى من غاص في بحر الحب دون بذلة غوص.

فقط احبس أنفاسك وبادر في الغوص, وكأنك داخل رواية تخوض حرباً ضد القراصنة, تغرق السفينة, تحبس أنفاسك, وتتبع الكنز, الحلم المنشود.

منذ رؤيتك لفيلم رومانسي عن حلاوة الحب لا غير لا عن مرارته, وأنت في الثامنة من العمر, يقبع حلم بين أوصالك, حلم لا ترضى الإعتراف به, وكأنك لا تعلم بوجوده في أوصالك حتى, ذاك الحلم هو العاطفة الجياشة, الحب الكامل الذي سيصبح بعد بلوغك اللحظة كابوساً مرعباً يتخلل أحداثه بعض وحوش ضارية, وحوش بشرية, وحوش وهمية, وحوش حقيقية في صورة كيان.

وفي ظل الخربشات التي تتخلل قصتي التي لا أعرف هل هي سوداء أم بيضاء؟ في ظل هذا أعانقها فيختفي السواد من منآي وتترسب رغبتي في ضمها, ضغط مفاصلها, خنقها دون الموت.. فلا الأيام التي نهشتني تركت لي قلباً لأحبها رغم أنني حقا أحبها, ولا كل ما مر من نقطة البداية إلى اليوم تركني أكرهها أو لا أكرهها. فقط تفاصيل تتعدى المليون تخوض حرباً وأنا أجهل ساحة الحرب, هل في قلبي أم في عقلي؟ المهم أنني أعرف أن الحرب تتضمن أكثر من مليون طرف: الشك, اليقين, الحب, الشوق, الدهشة, الغضب, الرعشة, الخوف ,الفقدان, نبض خافت, سريع, أنين, صراخ, فرح, سعادة فائقة, تقلب المزاج -الثقيل منه والخفيف- الهرب, التردد, الرجوع…

تضارب في داخلي موجع أكثر من معنى الوجع ذاته.. فهل أفجر اللغم وينتهي كل شيء بما في ذلك الشيء أنا؟! أم أفكك القنبلة وأواصل المسير بذراع وساق؟ فحرب سبقت هذه أخذت مني ذراعاً وساقاً!

كلما فكرت بهذه الطريقة الغريبة المتضاربة الغامضة المهرولة إلى فوهة الجنون, فقط أتذكر حضنها الدافئ الذي يضمد جراحي مؤقتاً, وكأنني أود الالتصاق بها ما دمت حياً أشهق وأزفر.

إنها 'السوبر نوفا' خاصتي. كياني سعادتي وكذا حزني..

أنا تائه فهل جربت أن تتوه لأربع سنوات؟ أتحدث عن كونك تائهاً في بحر حب على مد البصر.

*كاتب وشاعر من المغرب

*اللوحة للفنانة التشكيلية فايزة الحلبي- سوريا