لماذا قررت أمريكا الآن تخفيف العوقبات الطبية عن سورية؟

بعد أكثر من عام على تفشي فيروس كورونا في العالم، وما رافقه من عقوبات اقتصادية أمريكية خانقة على عديد الدول من بينها سورية ، وحرمانها من الحصول على المساعدات الطبية اللاذزمة لمواجهة الوباء، قررت الآن الولايات المتحدة الأمريكية منح إعفاءات لتغطية الأنشطة المتعلقة بكوفيد 19 في سورية وإيران وفنزويلا.

وتشمل هذه المعاملات والأنشطة تسليم أقنعة الوجه وأجهزة التنفس الصناعي وخزانات الأكسجين واللقاحات وإنتاج اللقاحات واختبارات كوفيد-19 وأنظمة تنقية الهواء والمستشفيات الميدانية المرتبطة بالوباء، ودعا مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في الخزانة الأمريكية المهتمين بتقديم الإغاثة المتعلقة بكوفيد-19 لإيران وسوريا وفنزويلا للاستفادة من الإعفاءات والاستثناءات والتراخيص المتاحة المتعلقة بالمساعدة الإنسانية.

طوال الأشهر الماضية تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية لانتقادات دولية عديدة بشأن سياساتها الاقتصادية الهادفة إلى قتل الشعوب وحرمانها من أبسط حقوقها الصحية لمواجهة وباء عالمي، إلا أن واشنطن لم تكترث لتلك الانتقادات، واستمرت في فرض العقوبات لتحقيق أهدافها السياسية.

الولايات المتحدة التي تدعي حماية حقوق الإنسان كل يوم، كانت السبب الرئيسي في وفاة العشرات من الأبرياء في تلك الدول، نتيجة عدم حصولهم على المساعدات الصحية اللازمة، كما ساهمت سياسة واشنطن الوحشية بتفشي الوباء بشكل أوسع في مناطق النزاعات، لكنها اليوم وفي ظل التقارب الروسي الأمريكي الأخير تجد نفسها مضطرة لتقديم تنازلات، فتوجهت إلى الجانب الإنساني التي تبرع الولايات المتحدة في اللعب على أوتاره.

لكن وبعد كل ذلك هل يصدق احد أن واشنطن تبحث عن حماية حقوق الإنسان في العالم؟