×



klyoum.com
syria
سورية  ٢٥ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
syria
سورية  ٢٥ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار سورية

»سياسة» الوسط»

جرعات زائدة!؟ .. د. نهلة عيسى ..

الوسط
times

نشر بتاريخ:  الخميس ٢٦ أيار ٢٠٢٢ - ٠١:٥٨

جرعات زائدة!؟ .. د. نهلة عيسى ..

جرعات زائدة!؟ .. د. نهلة عيسى ..

اخبار سورية

موقع كل يوم -

الوسط


نشر بتاريخ:  ٢٦ أيار ٢٠٢٢ 

جرعات زائدة ..

يتفاقم يوماً تلو الآخر سوء الأوضاع الخدمية والمعيشية في سورية جراء الحصار, وصمت الجبهات منذ سنوات, وفشل المبادرات السياسية على اختلافها, وتراجع الاهتمام الإقليمي والدولي بالملف السوري باعتباره ملفاً 'بائتاً', إذا قيس بملف الاشتباك الروسي الأوكراني وتداعياته السياسية والاقتصادية, والكباش العالمي حوله.

والمشكلة أن تردي الأوضاع المعيشية, وغياب الحلول حتى 'التسكينية' منها, يبدو أشبه بالتدحرج العشوائي من قمة جبل, لأن المتدحرج ليس ضامناً وصوله الأرض حياً, وإن وصل حياً لا يمكنه التكهن بنوع وحجم الاصابات التي ستطاله, والتي ربما تقعده عن الحراك, ناهيك عما سيتركه فعل التدحرج كرهاً من أعطاب نفسية, وقيمية, واجتماعية ليس من السهل التعامل معها, وليس من اليسير علاجها, خاصة في ظل عدم الاعتراف أن هناك خللاً قد وقع!؟.

وأعتقد أن السوريين يعيشون في نفق النكران قبل الحرب بسنوات طويلة, إلا أن الحرب وتبعاتها وصلت بالنكران إلى أوجه, ولدي مثال: فقد تعطلت سيارتي طوال الأسبوعين الماضيين, فغرقت في مستنقعات ورش الإصلاح, ومافيا سيارات الأجرة, حيث الجميع بلا استثناء طبيب بيده وحده العلاج والشفاء, متجهم, تجهم العارف الحكيم, قليل الكلام, ساخر النبرة, متعال, شديد الترفع عن الرد على الأسئلة, شيخ كار, ومعلم, وخبير, وأول من فعل, وخير من قام, وسيد من تفحص موتور, أو فك برغي, أو وضع يده على 'دركسيون', أو نفخ دولاب, أو أوصل زبون إلى وجهته, أي أنهم جميعاً عباقرة مكرسون, وآتون بما لم تأتيه الأوائل, ولن تأتيه الأواخر, ووحدي من كنت الغبية!!

والحقيقة أن هذا السلوك, وهذا الاحساس المتضخم بالذات, على ضآلة الذات, هو سلوك عدد كبير من الناس الآن, حيث يتعامل الواحد منهم مع الآخرين باعتباره يملك براءة اختراع ما يفعله وما يقوم به, وأعظم شخص في مضماره أنجبته البشرية, وأن لا وقت لديه للتعامل مع جهلك الذي لا يغتفر بأهميته, ويشعرك أنه ذاهب بعد ثوان إلى السويد ليستلم جائزة نوبل لإصلاح الحنفيات, أو قلي البطاطا, أو روي النكات, أو تحميص الفستق, أو إعطاء الدروس الخصوصية, أو قطع الرؤوس, أو بناء بيوت عشوائية, أو كتابة البوستات!!

والمصيبة أن هؤلاء, وفيهم (الطبيب, والوزير, والمقاول, والطالب, والحرامي, والفاسد, والمزارع, وبائع الفروج, و و و الخ) يتحدثون, وكأن ما يقولونه هو حكمة الحياة مقطرة, وفصل كل فعل وقول, حيث الأنا بلا سبب يستدعي ذلك, سوى إصابة الجميع باضطراب ما بعد الصدمات, متورمة إلى حدود لا يمكن أن تسعها أرض, أو تحتملها سماء, ولا عجب, ألسنا أحفاد عمرو بن هند, المعتدي, الجائر, القائل: إذا بلغ لنا الفطام صبياً, تخر له الجبابر ساجدينا, وألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا!؟ ليدفع بعد ذلك حياته على يد عمرو بن كلثوم ثمناً لجهله, ولكن جيناته الجاهلة لم تمت, فهي فينا حية لا تموت, وربما حربنا الممتدة خير دليل!!

تعطلت سيارتي, فذكرتني بكل اعطالنا, حيث هناك شيء ما (إضافة لكل ما سبق) ليس مفهوماً, ولا صائباً, ولا مطمئناً, ولا معلناً يحدث في ذواتنا, بيوتنا, شوارعنا, أعمالنا, أعصابنا, وقلبي يقف على رؤوس أصابعه متوجساً من هذا المحسوس, المهموس به, من أن يتحول في لحظة إلى قنبلة محشوة بالغضب المر, يصعب إبطالها, في ظل واقع يصر فيه الجميع أنهم على صواب, لتُسدل ستائر الغموض على الحرب وأسبابها, وصناعها, وتجارها, ولنبقى جميعنا خارج كل مساءلة أو حتى مجرد سؤال: عن لماذا حدث ما حدث, ومن أي خروق دخل الآخرون علينا, خاصة وأن حناجر المجتمعين في كل مكان, مصرة على أننا أنبياء, والآخرون جحيم, وكلنا لا يعرف من فتح لهم الباب!؟.

تعطلت سيارتي, فتعاطيت مكرهة جرعة زائدة من التفاخر المريض, وأصغيت مضطرة, صامتة, عشرات المرات لبشر يقولون لي: دكتورة أنت لا تعرفين!! وهم يتحدثون عن قصص وأمور كانت قد نستها جدتي قبل أن تموت لأنها بديهيات, وقوطعت في أسئلتي, باعتبار أن أسئلتي حمقاء, وكانت جريمتي بما أنني لا أفهم 'بجوان الكولاس', فيجب أن لا أسال عن جوان الكولاس, وأن لا أعترض على أن التكسي الذي أدفع له مبلغاً وقدره, يبدو وكأنه مزرعة خنازير, وأن لا أقول عن شيء ولو سهواً أو مجاملة: أعرف, كيف أعرف أنا .. في حضرة سادة العارفين!؟.

تعطلت سيارتي, فقضيت أسبوعين وأنا أهز رأسي كالطفلة المطيعة, أداري أن يُسمع صوتي, لئلا يخدش معزوفة 'الأنا' الوطنية, وأكتشفت نعمة الصمم في بلاد, حتى الرصاص لم يخرس فيها الأنا, وترفض أن تسمع, لعلها تخشى أن تفهم, أن الأنا كانت مفتاح عبور الشياطين لنا, أو لعلها لا تريد أن تعترف أن الزمان غير الزمان, وأننا جميعاً حكاماً ومحكومين بحاجة للخروج من نفق النكران!؟.

صفحتنا على فيس بوك

أخر اخبار سورية:

"التربية السورية" تضع خطة لتصنيف المدارس الخاصة.. ما هدفها؟

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1637 days old | 977,919 Syria News Articles | 5,161 Articles in Apr 2024 | 35 Articles Today | from 61 News Sources ~~ last update: 5 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



جرعات زائدة!؟ .. د. نهلة عيسى .. - sy
جرعات زائدة!؟ .. د. نهلة عيسى ..

منذ ٠ ثانية


اخبار سورية

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل