اخبار سورية
موقع كل يوم -نداء بوست
نشر بتاريخ: ٤ أب ٢٠٢١
خاص - بيروت
في تطوّر دراماتيكي خطير استدعى تدخّلاً سياسياً وعسكرياً لضبط الأوضاع الأمنية على الأرض، تجاوز لبنان أزمة كادت أن تجرّ البلاد إلى ما لا يُحمد عقباه، خاصة في ظل الاحتقان الشعبي الكبير.
وكادت أن تتحوّل الحادثة الثأرية إلى مواجهة طائفية ومذهبية، عندما حصل اشتباك مسلح بين مجموعة من أنصار 'حزب الله'، وعشائر العرب في منطقة 'خلدة' جنوبي بيروت، وأدى إلى مقتل 4 من عناصر 'الحزب'.
وفي تفاصيل الاشتباك، أطلق أحد أبناء عشائر عرب 'خلدة' من 'آل غصن'، النار على العنصر في 'حزب الله'، 'علي شبلي' خلال حفل زفاف في بلدة 'الجيّة' جنوب بيروت، وذلك على خلفية ثأر قديم، وانتقاماً لمقتل شقيقه 'حسن غصن' (14 سنة) في آب/ أغسطس العام الماضي، خلال اشتباك مسلح بين أبناء 'خلدة' وعناصر موالية للحزب.
واتُهم 'علي شبلي' بقتل بقتل الفتى 'غصن' بشكل متعمّد، وانطلاقاً من مبدأ الثأر الذي تعمل به العشائر، راقب شقيق 'غصن' قاتل شقيقه، وأطلق النار عليه خلال حفل الزفاف، فأرداه قتيلاً ثمّ سلّم نفسه بعد ذلك للأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية معترفاً بفعلته.
وفي اليوم التالي للحادثة، وخلال تشييع 'شبلي' في منطقة 'خلدة'، حصل الاشتباك الذي سقط فيه أربعة قتلى وعدد من الجرحى، وكاد يتحول إلى حرب مذهبية 'سنية - شيعية' في لبنان ومواجهة مفتوحة بين الطرفين.
وقد اختلفت رواية كلّاً من الطرفين حول حادثة الاشتباك، فقد قال 'حزب الله'، في بيان صادر عنه، إنّ موكب تشييع 'شبلي' تعرّض لكمين في منطقة 'خلدة' خلال مرور موكب التشييع إلى منزل العائلة الكائن في المنطقة، ما أدّى إلى سقوط عدد من عناصره ومؤيّديه بين قتيل وجريح.
في حين قالت عشائر عرب 'خلدة' إنّ اتصالات جرت معهم من أجل تأمين مرور آمن لموكب الجنازة إلى منزل العائلة، وقد التزموا بذلك، وأكدت أنّ المشاركين بالموكب أطلقوا عبارات استفزازية ضد أبناء العشائر، وقاموا بإطلاق الرصاص على صورة للفتى المقتول 'حسن غصن'، فضلاً عن تمزيقها، وهو ما استفزّ شبّان المنطقة الذين أطلقوا النار ما أدّى إلى سقوط قتلى قبل أن يتدخّل الجيش اللبناني ويطوّق الاشتباك ويحول دون تطوّره أو امتداده إلى مناطق أخرى، وقد واكب كل ذلك حركة اتصالات كثيفة على أكثر من مستوى وبين أكثر من طرف صبّت كلّها في خانة التهدئة وقطع الطريق على أزمة سنّية شيعية في البلاد.
وبعد تطور الأمور إلى اشتباكٍ مسلّح، صدر بيان شديد اللهجة للجيش هدّد بإطلاق النار على كلّ مسلّح يتواجد على الطريق في منطقة 'خلدة'، وكل من يُقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر، وسارع بعدها السياسيون إلى إطلاق دعوات إلى التهدئة وإدانة الحادثة.
يشار إلى أن الوضع الاقتصادي والانسداد السياسي الحاصل في لبنان خلق حالة من الاحتقان بين اللبنانيين في ظل تخوف من انجرار البلاد إلى فوضى شاملة وحرب مفتوحة تؤدي إلى انهيار الأوضاع وانفلات الأمور.