اخبار سوريا
موقع كل يوم -بزنس2بزنس سورية
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
في زمن بات فيه الإبداع مرتبطاً بالحاجة، برز تطبيق 'شام كاش' كمنصة استثمارية غير تقليدية لمن يبحث عن مورد دخل بأقل التكاليف.
وخاصة في دمشق وريفها، لم يعد الربح يتطلب رأس مال ضخم أو مؤهلات أكاديمية، بل فكرة ذكية، وهاتف بيد المستثمر، وحركة مالية لا تستدعي حتى مغادرة الحي.
وجد العديد من السوريين أن الاستثمار في تطبيق 'شام كاش'، وخصوصًا في العاصمة دمشق وريفها، من أكثر الأعمال المريحة والمربحة في آنٍ واحد.
ويقوم هذا الاستثمار البسيط بحسب مصادر بزنس 2بزنس على تحويل أموال الموظفين إلى حساب المستثمر ليقوم المستثمر فوراً بتقبيضهم مستحقاتهم المالية المحوّلة مقابل عمولة يتم الاتفاق عليها، ثم يقوم المستثمر، الذي يتلقى الأموال من الموظفين، بمراجعة كوة 'شام كاش' في المصرف المركزي وسحب أمواله كاملة من دون أي عمولة.
ونظرًا لأن العمولة المحددة في شركات الحوالات تبلغ 3000 ليرة لكل 500 ألف ليرة، والموظف يحتاج للتنقل بسيارة ودفع أجرة الطريق والتعرض للتعب والانتظار، فإن المستثمر يأخذ عمولة حسب الاتفاق، تتراوح بين 5 و10 آلاف ليرة مقابل تقبيض الموظف كامل المبلغ دون ترك أي كسور في التطبيق.
هذا الاستثمار انتشر بنسبة كبيرة في الفترة الأخيرة، خاصة مع صرف المنحة، ولاقى ارتياحاً كبيراً لدى بعض الموظفين، كما شكّل فرصة عمل للعاطلين عن العمل.
إذ أن يومية المستثمر قد تتجاوز أحياناً 200 ألف ليرة حسب المبالغ التي يقوم بتوظيفها.
من جهة أخرى، أثار هذا النشاط استياء شركات الصرافة، حيث فقدت حصتها من هذه الحوالات المقدرة بـ 3000 ليرة لكل 500 ألف ليرة.
ولدى الحديث مع أحد المسؤولين عن تطبيق 'شام كاش' وسؤاله عن قانونية هذا النوع من الاستثمار، أعرب عن استغرابه من قدرة الشعب السوري على ابتكار هذه الفكرة دون وجود قانون ينظمها أو يضبط المخالفات المتعلقة بها.
ولم يخفِ المسؤول نية الشركة محاسبة كل من يسيء استخدام التطبيق، وفي حال ورود شكاوى ضد أي مستثمر أو شخص يقوم بجمع الحسابات، فسيتم الادعاء عليه قضائياً وملاحقته.
ومن المؤكد أن كوة 'شام كاش' في المصرف المركزي ملزمة بصرف جميع الأموال الموجودة في حساب المراجع، سواء كان موظفاً أو مستثمراً يعمل على جمع الأموال مقابل عمولة.
واللافت في الأمر هو قدرة السوريين على اكتشاف فرص استثمار وإبداع وسائل عمل من لا شيء، مدفوعين بالحاجة من جهة، وبوجود مساحة للبحث في خيارات التطبيق وإمكانيات توظيفه والاستفادة منه من جهة أخرى.
طلال ماضي