شعار الذكرى 71 للقوات المسلحة.. رسائل سيادية مشفّرة
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
وزير العدل يناقش معالجة أوضاع المعتقلين وحصانة الشرطيمتابعات – نبض السودان
أزاحت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية الستار عن الشعار الرسمي للاحتفال بالذكرى الواحدة والسبعين لتأسيس الجيش، في مناسبة تحمل دلالات تتجاوز البعد الاحتفالي لتلامس عمق اللحظة الوطنية، وسط صراع عسكري محتدم يشهده السودان منذ أبريل 2023.
الشعار جاء محمّلاً بالرموز المكتوبة والبصرية التي تجسّد المعاني السيادية والتاريخية للقوات المسلحة، وتعكس حضورها المستمر كفاعل رئيسي في مسيرة الدولة السودانية منذ نشأتها الحديثة عام 1954.
دائرة زرقاء تحيط بالكيان العسكري
يتصدر الشعار إطارٌ دائري باللون الأزرق، كُتب في أعلاه “القيادة العامة للقوات المسلحة”، في تثبيت للمرجعية العليا للجيش، فيما يظهر في أسفله عبارة “العيد الواحد والسبعون للقوات المسلحة”، ليؤطّر هذا الشكل هيكل المناسبة ويحدد صاحب الذكرى.
البندقية في الرقم.. وتاريخ لا يغيب
في مركز الشعار، يظهر الرقم (71) بوضوح، في إشارة مباشرة إلى عدد سنوات تأسيس الجيش، وقد اتخذ الرقم (1) شكل بندقية مرفوعة، لتكون بمثابة إعلان بصري بأن المؤسسة العسكرية السودانية لا تزال الحارس الأمين لتراب الوطن.
وإلى جانب الرقم، كُتب التاريخ 1954 – 2025، في توثيق زمني صريح يربط بين جذور التأسيس وبُعد الاستمرارية، ويُذكّر بدور الجيش في فترات الاستقلال والانتقال، بل وفي التوترات الكبرى التي عصفت بالسودان.
خريطة الوطن داخل الرقم
من أبرز مكونات الشعار، تظهر خريطة السودان باللون الأبيض داخل الرقم (7)، ما يمنح البُعد الوطني صفة التجذر داخل بنية الجيش ذاته، ويُوحي بأن السودان، بمساحته ووحدته، يظل حاضنًا لمهمة القوات المسلحة الأولى.
ألوان العلم والسيادة في الخلفية
ألوان علم السودان الأربعة (الأحمر، الأسود، الأخضر، الأبيض) حضرت بشكل جليّ في خلفية الشعار، في تأكيد لهوية الدولة وانحياز الجيش لها، رغم ما يثار من جدل حول مواقفه السياسية خلال النزاعات.
وفي أعلى الشعار، تبرز شِعارة الجمهورية: النسر مع الشريط المُعنون بـ”الجمهورية السودانية”، وهو رمز للسيادة والوطن، ويُعيد للأذهان مكانة القوات المسلحة كأحد أعمدة الدولة الوطنية.
شطر من الشعر.. وعدٌ بالصمود
في أسفل الشعار، يظهر نص أحمر يقول: “نحن في الشدة بأس ينجلي”، وهو شطر شعري يحمل بين طيّاته تعبيرًا عن الصمود والإقدام، ويُقرأ ضمن السياق الراهن باعتباره رسالة معنوية إلى القوات والمجتمع، في وقت تشهد فيه البلاد معارك ممتدة في الخرطوم ودارفور وكردفان.
رمزية متشابكة بين الماضي والحاضر
يأتي إطلاق الشعار في لحظة سياسية حساسة، حيث تتواصل الاشتباكات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، ما يجعل الرموز البصرية مثل البندقية والخريطة والنسر تحمل أبعادًا إضافية، أقرب إلى الرسائل الموجّهة، سواء داخليًا للجنود، أو خارجيًا للمراقبين الإقليميين والدوليين.