اخبار السودان

نبض السودان

سياسة

مسؤول مصري يحذر من عبث إثيوبي يهدد 160 مليون مصري وسوداني

مسؤول مصري يحذر من عبث إثيوبي يهدد 160 مليون مصري وسوداني

klyoum.com

أخر اخبار السودان:

الجيش يحول نيالا إلى جهنم

متابعات- نبض السودان

أطلق وزير الموارد المائية والري المصري، الدكتور هاني سويلم، تحذيرات قوية من ما وصفه بـ"العبث الإثيوبي الخطير" في إدارة سد النهضة، مؤكداً أن السلوك غير المنضبط من الجانب الإثيوبي يشكل تهديداً مباشراً لملايين المصريين والسودانيين الذين يعتمدون على مياه النيل الأزرق كمصدر رئيسي للحياة والزراعة.

تحذيرات من كارثة مائية تلوح في الأفق

وأوضح سويلم خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم، أن غياب التعاون والشفافية في تبادل البيانات من جانب إثيوبيا يعقّد بصورة كبيرة حسابات التصرفات المائية ويزيد من احتمالات وقوع أخطار جسيمة على دولتي المصب. وأشار إلى أن النماذج الرياضية الحديثة قادرة على توقع كميات الأمطار وتوقيتها بدقة متناهية إذا توفرت البيانات المطلوبة، لكن ما تمارسه أديس أبابا من تعتيم متعمد يجعل إدارة الموارد المائية في غاية الصعوبة ويضع المنطقة أمام مخاطر فيضان أو جفاف مفاجئ.

عبث إثيوبي وتلاعب في التوقيتات

وأضاف الوزير أن ما حدث خلال الأسابيع الماضية كشف تهوراً واضحاً في إدارة السد الإثيوبي، حيث تم حجز كميات ضخمة من المياه بصورة مفاجئة قبل ما وصفته الحكومة الإثيوبية بـ"افتتاح السد"، ثم جرى تصريفها بشكل عشوائي دون مبررات فنية أو مائية، وهو ما وصفه بـ"العرض الإعلامي الخطير". وأوضح أن الفيضان الطبيعي يستمر عادة نحو أربعة أشهر تبلغ خلالها المياه ذروتها ثم تنخفض تدريجياً، وهي دورة يعتمد عليها السودان بشكل أساسي في تحديد مواسم الزراعة، إلا أن هذا النمط تم كسره بشكل متعمد من قبل الجانب الإثيوبي.

“استعراض مائي خطير”

شدد وزير الري على أن تشغيل مفيض السد لا يتم إلا في حالات الطوارئ القصوى، وقد لا يُستخدم لعقود طويلة، إلا أن ما أقدمت عليه إثيوبيا خلال ما سُمّي بالافتتاح كان مجرد “استعراض مائي” يهدف إلى إظهار تدفق المياه بغرض الدعاية السياسية، وليس وفق أسس تشغيلية علمية، مشيراً إلى أن السد بدون تدفق المياه يبدو ككتلة خرسانية صامتة، لذلك أرادت أديس أبابا تصوير مشهد الاصطناعي لتوهم العالم بفاعلية المشروع.

تهديد مباشر لملايين المواطنين

وأكد سويلم أن هذا العبث يمثل تهديداً مباشراً لأكثر من 40 مليون سوداني و120 مليون مصري يعيشون في دولتي المصب، مشيراً إلى أن أي تصريف عشوائي أو مفاجئ للمياه قد يؤدي إلى فيضانات مدمرة في السودان أو نقص حاد في الحصة المائية لمصر، وهو ما ينعكس على الأمن الغذائي والاقتصادي للبلدين.

تحذيرات مصر القديمة تتأكد

ولفت الوزير إلى أن ما حدث مؤخرًا يثبت صحة تحذيرات القاهرة التي أطلقتها منذ أكثر من 13 عامًا، مؤكداً أن الأزمة لم تنته بانتهاء عملية الملء كما يروّج الجانب الإثيوبي، بل إن الخطر الحقيقي يبدأ مع التشغيل الطويل الأمد للسد، خاصة في حال قيام إثيوبيا بتغيير معدلات تصريف المياه من دون إخطار مسبق أو تنسيق مع دول المصب.

خطر يفوق الجفاف

وقال سويلم إن الفيضان المفاجئ الناتج عن تصريف كميات ضخمة من المياه قد يكون أكثر خطورة من فترات الجفاف الطويلة، لأنه يؤدي إلى تدمير الأراضي الزراعية والبنية التحتية، فضلاً عن إغراق قرى ومناطق سكنية بالكامل، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف ما سماه “العبث الإثيوبي الممنهج” والضغط نحو اتفاق قانوني ملزم يضمن أمن وسلامة شعوب حوض النيل.

دعوة لتكاتف مصري سوداني

وأكد الوزير أن مصر والسودان تقفان على خط واحد في مواجهة هذا التحدي، مشيراً إلى ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق الفني بين البلدين لتقليل الأضرار المحتملة ومواجهة أي سيناريوهات غير متوقعة قد تنتج عن التصرفات الإثيوبية غير المسؤولة.

*المصدر: نبض السودان | nabdsudan.net
اخبار السودان على مدار الساعة