اخبار السودان

نبض السودان

سياسة

صحيفة فرنسية تتحدث عن السياسة الخارجية لـ الامارات تجاه 3 دول بينها السودان

صحيفة فرنسية تتحدث عن السياسة الخارجية لـ الامارات تجاه 3 دول بينها السودان

klyoum.com

متابعات – نبض السودان

قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي وصفتها بـ "إسبرطة الشرق الأوسط" تميزت منذ أكثر من عقد من الزمن بنزعة انفصالية متشددة عسكرية في كل من اليمن وليبيا والسودان.

وأضافت المجلة في تحليل "جان بيير فيليو" أستاذ العلوم السياسية في جامعة ساينس بو وترجمه للعربية "الموقع بوست" لأكثر من عقد من الزمان، دعمت أبو ظبي القوى الانفصالية في ليبيا، ثم في اليمن، والآن في السودان، مما أدى إلى تفاقم تشرذم العالم العربي.

وقالت "لقد تميزت "اسبرطة الشرق الأوسط"، كما وصفت دولة الإمارات العربية المتحدة، لأكثر من عقد من الزمن بسياسة خارجية شديدة العسكرة وعدوانية بشكل خاص.

وتحمل مثل هذه الاستراتيجية – حسب التحليل- بصمة محمد بن زايد، الرئيس الحالي لاتحاد الإمارات، ويحركها عداء مهووس تجاه "الربيع العربي"، هذه الموجة من الاحتجاجات الشعبية التي هزت ديكتاتوريات المنطقة في عام 2011.

وأضاف "قد تكمن قوة هذه الاستراتيجية في تماسكها المضاد للثورة، لكنها تقود الإمارات العربية المتحدة في العديد من المسارح إلى دعم الحركات الانفصالية، مما يزيد من تجزئة الدول المعنية بدلاً من ضمان شكل من أشكال استعادة الاستبداد".

الانفصالية الجنوبية في اليمن

يقول التحليل "على عكس ليبيا، تدخلت الإمارات العربية المتحدة، في مارس 2015، إلى جانب المملكة العربية السعودية، لدعم الحكومة المعترف بها دولياً في اليمن. إنها مسألة احتواء، ثم صد الحوثيين الموالين لإيران، الذين هم على وشك الاستيلاء على البلاد بأكملها.

وتابع "وتمكنت القوات الإماراتية، التي اشتبكت برا، خلال أشهر قليلة من تحرير عدن، التي كانت عاصمة جنوب اليمن من عام 1967 إلى عام 1990، قبل توحيد البلاد تحت رعاية صنعاء. ثم قرر محمد بن زايد الرهان على الانفصاليين الجنوبيين، وليس على الموالين للحكومة، الذين يعتبرهم مرتبطين أيضًا بجماعة الإخوان المسلمين. وينتج عن ذلك توترات قوية مع الحليف السعودي، لكن الإمارات تفرض خطها بسبب وجودها على الأرض.

يشير تحليل لوموند إلى أنه من الطبيعي أن تصب مثل هذه الانقسامات في مصلحة الحوثيين، الذين يعززون سيطرتهم على بقية البلاد من صنعاء. ونظراً لهذا الفشل الجديد، سحبت الإمارات قواتها من اليمن في فبراير 2020. ومع ذلك، واصلت دعم الميليشيات الانفصالية في هجومها بصيف 2022 على المعسكر الحكومي.

وذكرت أن أبوظبي تشجع، على ساحل البحر الأحمر، وبمنطق محض مضاد للثورة، قوات طارق صالح، ابن شقيق الدكتاتور اليمني السابق علي عبد الله صالح، المتحالفة مع الحوثيين قبل القضاء عليها في عام 2017.

وقالت الصحيفة "ربما تكون الإمارات والسعودية قد اتفقتا على أن يجلس أتباعهما في نفس مجلس القيادة الرئاسي، فهو مجرد تجمع من المعاقل، غير قادر على تقديم بديل جدي للحوثيين".

الإمارات وتقسيم ليبيا

وفي الشأن الليبي تقول الصحيفة الفرنسية إنه وبعد الحرب الأهلية التي أدت في ليبيا إلى الإطاحة بالعقيد القذافي في سبتمبر 2011، قررت أبوظبي الاعتماد على الجنرال حفتر، حاكم طبرق في عهد معمر القذافي، من 1981 إلى 1986، قبل أن ينشق ويلجأ إلى الولايات المتحدة.

وقالت "لم تكتف أبوظبي بتشجيع خليفة حفتر على بدء حرب أهلية ثانية في مايو 2014، بل شاركت طائرات إماراتية في قصف طرابلس بعد ثلاثة أشهر. ومع ذلك، فشل أنصار خليفة حفتر في الاستيلاء على العاصمة، ومن هنا انقسمت البلاد بين حكومتين، إحداهما معترف بها من قبل الأمم المتحدة في طرابلس، والأخرى يسيطر عليها خليفة حفتر في بنغازي.

وتابعت "على الرغم من الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على شحنات الأسلحة، يستفيد خليفة حفتر من التدفق المستمر للأسلحة الإماراتية، بما في ذلك المروحيات من أصل بيلاروسي".

واستدركت "رفضت الإمارات أي تقاسم للسلطة في ليبيا الموحدة، ودفعت خليفة حفتر إلى شن حرب أهلية ثالثة في أبريل 2019، لم تسفر إلا عن إلقاء حكومة طرابلس في أحضان تركيا، دون وضع حد للاستقطاب بين غرب وشرق ليبيا".

واستطردت "قد لاحظ محمد بن زايد هذا الفشل المرير، ويستخدم الآن بنغازي ومنطقتها كمختبر لتعاونه العسكري مع روسيا، التي يدعمها بشكل أو بآخر بشكل سري. وقد برز هذا البعد الروسي منذ سقوط الدكتاتور الأسد في دمشق في ديسمبر 2024 وانسحاب المنشآت الروسية التي كانت موجودة سابقاً على الساحل السوري إلى معقل خليفة حفتر. وتطوير قاعدة معطن السرة الجوية جنوبي ليبيا له عواقب وخيمة في هذا الصدد".

الإمارات مع قوات الدعم السريع

وفي الشأن السوداني تفيد لوموند أن الإمارات تقوم بتجنيد مرتزقة في السودان، لتعبئتهم في اليمن، من قوات الدعم السريع، وهم أنفسهم من الميليشيات المشاركة، منذ عام 2003، في الإبادة الجماعية في دارفور.

وقالت إن قائد الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، يقوم بتطوير أنواع مختلفة من الاتجار، وخاصة الذهب، بين معقله في غرب السودان والسوق الإماراتية في دبي. وتعززت العلاقات بين محمد بن زايد وحميدتي.

وأكدت أن هذا التحالف المضاد للثورة اندلع في أبريل 2023 عندما اشتبكت قوات الجيش مع قوات "حميدتي" في الخرطوم، ثم في بقية أنحاء البلاد.

وقالت إن الإمارات تواصل تقديم الدعم غير المشروط لـ”حميدتي”، فيما تقف مصر خلف الجنرال البرهان، والسعودية تحاول عبثا المصالحة بين بينهما. وكما هو الحال في ليبيا، تُتهم أبو ظبي بانتهاك الحظر الدولي على شحنات الأسلحة، وقد أكدت بلغاريا مؤخرًا أنها سلمت للإمارات آلاف القذائف التي عثر عليها في أيدي قوات الدعم السريع.

إلى ذلك، شجعت الإمارات “حميدتي” على إعلان حكومة منافسة للحكومة السودانية، في أبريل/نيسان الماضي، مهددة السودان بالتقسيم، فيما استمرت المجازر التي ترتكبها قوات الدعم السريع وأعوانها في دارفور. وفق التحليل.

وخلصت صحيفة "لوموند" بالقول "بذلك تصل المأساة السودانية إلى ذروة الكارثة التي تمثلها الاستراتيجية الانفصالية لدولة الإمارات العربية المتحدة من حيث المعاناة الجماعية للسكان المعنيين وتفكك النظام الإقليمي".

*المصدر: نبض السودان | nabdsudan.net
اخبار السودان على مدار الساعة