من أجل حذاء.. سوق بندسي يتحول لساحة دم
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
خطر يواجه سكان منطقة بري في الخرطوموسط دارفور- نبض السودان
شهدت مدينة بندسي التابعة لولاية وسط دارفور حادثة دموية مأساوية أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص، وذلك عقب شجار نشب في سوق المدينة بين أحد جنود قوات الدعم السريع وتاجر محلي، مما أدى إلى تصاعد الأحداث نحو مواجهات مسلحة أوقعت قتلى بينهم مدنيون أبرياء.
الحادثة بدأت بخلاف على ثمن حذاء
وبحسب ثلاثة مصادر متطابقة، فإن الحادثة وقعت يوم الخميس الماضي، حيث رفض أحد جنود الدعم السريع دفع ثمن حذاء اشتراه من أحد التجار في سوق بندسي، مما أدى إلى مشادة كلامية تطورت إلى شجار. وفي لحظة تصعيد مفاجئة، أطلق الجندي النار على التاجر فأرداه قتيلًا في الحال، بينما كانت في الموقع امرأة وطفلها سقطا قتيلين أيضًا نتيجة إطلاق النار العشوائي، بحسب “دارفور24”.
شقيق التاجر يرد بإطلاق النار على الجندي
في أعقاب الحادثة، رد شقيق التاجر القتيل بإطلاق النار من داخل متجره، ما أدى إلى مقتل الجندي على الفور، لترتفع حصيلة الضحايا إلى أربعة قتلى بينهم مدنيون وأفراد من الدعم السريع، ما أشعل فتيل التوتر في المدينة الهادئة نسبيًا.
توتر أمني واستنفار قبلي خطير
وأشار مصدر أهلي شريطة عدم الكشف عن اسمه، إلى أن الحادثة أثارت توترًا أمنيًا واسعًا في بندسي، حيث بدأ أقارب الضحايا، من الجانبين، حشد مسلحين استعدادًا لمواجهة محتملة، خاصة في ظل انتماء القتلى إلى قبائل مختلفة ومنتسبي الدعم السريع.
تدخل عاجل لقيادة الدعم السريع لمنع انفجار الوضع
وسرعان ما تحركت قيادة قوات الدعم السريع بولاية وسط دارفور بقيادة القائد محمد آدم البنجوس لاحتواء الموقف قبل تفاقمه، وتم عقد مؤتمر صلح عاجل يوم السبت الماضي بمشاركة الأطراف المتنازعة وأعيان المجتمع المحلي، حيث تم التوصل إلى تسوية سلمية لمنع تجدد الصراع.
اتفاق صلح وتحديد الديات ووقف الحشود
بحسب المصدر، التزم الطرفان خلال مؤتمر الصلح بدفع دية قدرها 100 مليون جنيه سوداني لكل قتيل، كما تم الاتفاق على منع أي مظاهر للحشد القبلي أو التواجد المسلح داخل سوق بندسي، بالإضافة إلى وقف أي تحركات عسكرية غير مصرح بها حفاظًا على الأمن والاستقرار في المدينة.
البنجوس: لا تستر على الجناة ودور القبائل مهم
وفي كلمته أمام الحضور، شدد القائد البنجوس على ضرورة عدم التستر على الجناة، مؤكدًا أن القانون يجب أن يُطبق على الجميع دون استثناء، داعيًا قواته إلى التحلي بالانضباط والابتعاد عن التورط في صراعات قبلية.
كما وجّه دعوة صريحة إلى زعماء القبائل لأداء دورهم في تهدئة النفوس ومنع اندلاع أي مواجهات، مع التأكيد على أن المؤسسة العسكرية ليست طرفًا في النزاعات المجتمعية ويجب أن تظل ضامنة للأمن وليس جزءًا من المشكلة.
استقرار نسبي بعد تدخل السلطات
وقد ساهمت التحركات العاجلة من قيادة الدعم السريع والزعامات القبلية في تهدئة الموقف نسبيًا، إلا أن الأوساط المحلية ما تزال تترقب بحذر أي تطورات جديدة قد تعيد إشعال التوتر، خاصة في ظل هشاشة الوضع الأمني في أجزاء من إقليم دارفور. ومثيرة جدًا