اخبار السودان

نبض السودان

سياسة

حينما يصبح علف الحيوانات غذاءً للناس.. مأساة الفاشر

حينما يصبح علف الحيوانات غذاءً للناس.. مأساة الفاشر

klyoum.com

متابعات – نبض السودان

تعهدت لجان أحياء الخرطوم بحري بالعمل المشترك مع الأطراف المعنية لفك الحصار عن مدن الفاشر والدلنج وكادوقلي، مؤكدة على أهمية إنشاء ممرات آمنة تمكن المواطنين من الخروج الآمن، وتُسهّل دخول المساعدات الإنسانية العاجلة، مع توجيه اتهام مباشر لقوات الدعم السريع باتباع سياسة "التجويع" في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، للسيطرة عليها عسكريًا وسياسيًا

استمرار الحرب يفاقم المأساة الإنسانية

وفي بيان رسمي صدر يوم الثلاثاء 5 أغسطس 2025، قالت لجان أحياء بحري إن المعاناة المستمرة للشعب السوداني ما هي إلا نتيجة مباشرة لاستمرار الرحب، لافتة إلى أن المدنيين في مدينة الفاشر يتعرضون لأساليب ممنهجة لتجويعهم، وذلك من خلال منع وصول المساعدات الإنسانية، وفرض الحصار الكامل على المدينة، في إطار سعي قوات الدعم السريع للهيمنة على المدينة واستخدام المدنيين كورقة ضغط.

تجاهل إقليمي ودولي للمأساة المتفاقمة

وانتقدت لجان أحياء بحري صمت المجتمعين الإقليمي والدولي تجاه الأزمة الإنسانية المتصاعدة في مدينة الفاشر، محذرة من مغبة تجاهل هذه الكارثة، التي قد تؤدي إلى نتائج كارثية على المدنيين العزل، مطالبة بفتح ممرات إنسانية آمنة على الفور، لتسهيل وصول المساعدات والإمدادات الطبية والغذائية، وإنقاذ من تبقى من سكان المدينة المحاصرة

"الأمباز" يتحول إلى غذاء للبشر.. ونداء عاجل لكشف الجريمة

وأكد البيان أن الوضع في الفاشر بلغ حدًا غير مسبوق من الانهيار، حيث أصبح علف الحيوانات المعروف بـ"الأمباز" غذاءً أساسيًا يُستهلك من قبل السكان، في صورة مأساوية تعكس عمق الكارثة، ووصف البيان هذه الحالة بأنها جريمة مكتملة الأركان، مطالبًا بضرورة كشفها وتوثيقها من خلال الحملات الإعلامية، والعمل على فضح ممارسات التجويع الجماعي أمام الرأي العام العالمي

دعوة لتكاتف الجهود من جميع الأطراف لفك الحصار

وناشدت لجان أحياء بحري جميع شركاء المقاومة ولجان الأحياء والقوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، بالإضافة إلى الوكالات التابعة للأمم المتحدة، بتكثيف الجهود العاجلة لفك الحصار عن مدينة الفاشر، وإنشاء ممرات آمنة لخروج المدنيين، وتوفير الغذاء والدواء ووسائل الإغاثة الطارئة

أوضاع متدهورة في الدلنج وكادوقلي أيضًا

وعبرت اللجان عن بالغ أسفها لتدهور الأوضاع في مدينتي الدلنج وكادوقلي، مؤكدة أن نفس السياسات المستخدمة في الفاشر تُمارس بدرجات متفاوتة في هذه المناطق، في محاولة لتركيع المدنيين وفرض واقع جديد باستخدام أدوات الحرب النفسية والاقتصادية، وأبرزها التجويع المتعمد

حرب متعددة الأوجه تقتل ببطء

كما أشار بيان لجان أحياء بحري إلى أن ما يحدث لا يمكن فصله عن الحرب التي تدور رحاها في السودان، حيث لا تقتصر المعارك على الجبهات العسكرية، بل تمتد لتشمل أساليب غير تقليدية، أبرزها حرمان السكان من الطعام والدواء، واستخدام الحصار كوسيلة لترهيبهم وتجريدهم من مقومات الحياة

صرخة إنسانية إلى المجتمع الدولي

وطالبت اللجان منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الكبرى بعدم الاكتفاء ببيانات القلق، والانتقال إلى العمل الفعلي عبر إرسال بعثات إنسانية عاجلة إلى المدن المتضررة، وعلى رأسها الفاشر، وإجبار الأطراف المتحاربة على السماح بوصول المساعدات، والعمل على ضمان سلامة المدنيين

لا مكان للصمت.. والمحاسبة ضرورة

وختم البيان بالتأكيد على ضرورة تحميل المسؤولية الكاملة للأطراف التي تستخدم سياسة التجويع، معتبرة أن هذه الأفعال تشكل جرائم حرب ينبغي ملاحقة مرتكبيها، ودعت المنظمات الحقوقية لتوثيق الانتهاكات تمهيدًا لمحاكمة كل من ثبت تورطه في تعذيب وتجويع السكان الآمنين

*المصدر: نبض السودان | nabdsudan.net
اخبار السودان على مدار الساعة