800 أسرة سودانية تواجه الموت البطيء في تشاد
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
وزير العدل الجديد يتولي مهامه بمراجعة عدد من القوانين الاتحاديةمتابعات – نبض السودان
تعيش أكثر من 800 أسرة سودانية أوضاعًا إنسانية مأساوية في مدينة الطينة التشادية، بعد فرارها من مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، هربًا من النزاع المتصاعد والحصار الخانق الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة
هذه الأسر، التي قطعت مئات الكيلومترات سيرًا على الأقدام وسط مخاطر الحرب، استقرت مؤقتًا في مركز استقبال بامي جورا بمدينة الطينة، بانتظار ترحيلها إلى مخيم أردمي شرقي تشاد، لكنها وجدت نفسها في مواجهة أزمة إنسانية أخرى تحت رحمة الطبيعة ومحدودية الإمدادات
العراء والبرد والمطر.. اللاجئون يفترشون الأرض
قالت حليمة خاطر، وهي ربة أسرة فرت من مخيم زمزم في أبريل الماضي، إنهم يفترشون الأرض حاليًا في مركز "بامي جورا"، بلا خيام تؤويهم أو مساعدات غذائية كافية، بينما تتساقط الأمطار بغزارة، ما يهدد حياة الأطفال وكبار السن ويضاعف من معاناة الأسر
وأضافت أن كثيرًا من الأطفال أصيبوا بنزلات حادة وأمراض جلدية، بينما لا يتوفر أي دعم طبي أو دوائي في المنطقة، وسط تجاهل تام من الجهات المعنية
أوضاع مأساوية وسط صمت المنظمات الدولية
من جهته، وصف صدام علي، أحد المواطنين الذين يستضيفون عددًا من اللاجئين السودانيين في مدينة الطينة، الأوضاع بأنها كارثية بكل المقاييس، مشيرًا إلى أن مركز بامي جورا مكتظ باللاجئين، الذين لا يجدون ما يسد رمقهم أو يقيهم من الأمطار والبرد
وأوضح صدام أن هؤلاء الفارين قطعوا أكثر من 300 كيلومتر من شمال دارفور إلى تشاد، بحثًا عن الأمن والغذاء والدواء، لكنهم اصطدموا من جديد بجدار من الإهمال والمآسي
نداءات استغاثة إلى مفوضية اللاجئين
طالب صدام علي، والمئات من اللاجئين، المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالتدخل الفوري والعاجل لنقل الأسر إلى مخيمات أكثر استعدادًا لاستقبالهم، وعلى رأسها مخيم "أردمي" شرقي تشاد، الذي يتمتع ببنية تحتية أفضل نسبيًا، قبل أن تنهار أوضاعهم أكثر مع استمرار الأمطار
وحذّر من أن عدم التحرك السريع قد يؤدي إلى كارثة إنسانية حقيقية، خصوصًا في ظل تفشي الأمراض المعدية بسبب انعدام الصرف الصحي والنظافة، وانخفاض المناعة بين الأطفال وكبار السن
أزمة إنسانية جديدة على حدود السودان وتشاد
ما يحدث في مدينة الطينة التشادية ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة معاناة النازحين السودانيين، الذين لم تسعفهم الظروف ولا المنظمات الإنسانية، وظلوا عالقين بين مطرقة الحرب وسندان التشرد والجوع
وتُعد هذه الأزمة مثالًا صارخًا على فشل المجتمع الدولي في احتواء الكارثة السودانية، التي تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، دون حلول جذرية أو حتى تحركات إغاثية عاجلة تخفف من معاناة الضحايا