وباء يضرب نيالا وارتفاع خطير في عدد الحالات
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
بالأرقام.. وثائق جديدة تكشف رواتب المرتزقة في حرب السودانمتابعات- نبض السودان
كشفت مصادر طبية بمدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور، عن تزايد مثير للقلق في حالات الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي خلال الأشهر الأخيرة، وسط ظروف صحية صعبة تعيشها المدينة بعد الحرب. وأكد مصدر طبي من مستشفى نيالا التعليمي أن المستشفى سجل أكثر من 30 حالة إصابة خلال الفترة الممتدة من يونيو وحتى أغسطس الجاري، محذرًا من أن العدد الحقيقي قد يكون أكبر بكثير، إذ إن بعض الحالات لا تصل أصلًا إلى المرافق الصحية بسبب ضعف الإمكانيات الطبية والخوف من ارتفاع تكلفة العلاج
حالات متزايدة خارج المستشفيات الرسمية
وبحسب شهادات من داخل عيادات خاصة بالمدينة، فإن حجم الإصابات المتزايدة بات يثير القلق، حيث كشف أحد الأطباء أنه استقبل وحده 7 حالات خلال الأسبوع المنصرم، من أصل 15 حالة في أغسطس فقط. وأوضح أن المرض ينتشر بشكل ملحوظ بين فئة الشباب من الجنسين، وبينهم وافدون من ولاية الخرطوم التي دفعت ظروف الحرب ببعض سكانها للنزوح إلى دارفور
انتشار النوع "P" بين المصابين
أشارت المصادر الطبية إلى أن أغلب الإصابات المسجلة تعود إلى النوع "P" من التهاب الكبد الوبائي، وهو من الأنواع الخطرة التي تحتاج إلى رعاية خاصة وأدوية مستمرة، الأمر الذي يزيد من خطورة الموقف الصحي في نيالا، خصوصًا مع ضعف المنظومة الصحية بعد الحرب
تحويل المرضى إلى ولايات أخرى بسبب نقص العلاج
ونتيجة لشح الأدوية الضرورية لعلاج التهاب الكبد الوبائي، اضطرت بعض العيادات والمرافق الصحية إلى تحويل المرضى إلى مدن أخرى مثل الضعين بشرق دارفور والدبة في الولاية الشمالية، حيث تتوفر الأدوية بشكل أفضل نسبيًا. هذه التحويلات تمثل عبئًا إضافيًا على المرضى وأسرهم، الذين يعانون من ارتفاع تكاليف النقل والعلاج
أزمة الدواء وارتفاع الأسعار
أحد الأطباء أوضح أن انعدام بعض الأدوية الأساسية وارتفاع أسعار أخرى فاقم الأزمة، حيث قفز سعر الجرعة العلاجية من 10 و12 ألف جنيه قبل الحرب إلى 45 ألف جنيه حاليًا، وهو ما أدى إلى وفاة بعض المرضى لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف العلاج. هذا الارتفاع الكبير يعكس حجم الانهيار الاقتصادي وتأثير الحرب على القطاع الصحي بالولاية
ضياع السجلات الصحية يزيد الأزمة
وأكد مصدر من وزارة الصحة الولائية أن الوضع الصحي تفاقم بشكل خطير بعد سقوط قيادة الجيش في نيالا على يد قوات الدعم السريع في أكتوبر 2023، حيث تعرضت مقار الوزارة لعمليات تخريب أدت إلى ضياع وتلف ملفات وسجلات آلاف المرضى المصابين بأمراض مزمنة وأخرى وبائية، وهو ما جعل متابعة حالات التهاب الكبد وغيره من الأمراض أكثر صعوبة
مخاطر تفشي وبائي يهدد الإقليم
ويرى مراقبون أن تزايد هذه الحالات في نيالا قد يقود إلى موجة وبائية جديدة تهدد الإقليم بأكمله، خصوصًا مع ضعف الرقابة الصحية وانعدام حملات التوعية، فضلًا عن النزوح الكبير الذي شهدته المنطقة بسبب الحرب، ما يزيد من احتمالات انتقال العدوى عبر المخالطة والظروف المعيشية السيئة
دعوات عاجلة لتدخل صحي
أطلق أطباء ومهتمون بالشأن الصحي نداءات عاجلة لوزارة الصحة الاتحادية والمنظمات الدولية بالتدخل السريع، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية العاجلة لمستشفيات وعيادات نيالا، والعمل على إنشاء مركز ميداني خاص بأمراض الكبد في جنوب دارفور، تحسبًا لأي تفشٍ وبائي واسع
الوضع الصحي في دارفور تحت المجهر
الأزمة الصحية في نيالا تضاف إلى سلسلة من التحديات الطبية والإنسانية التي تعاني منها ولايات دارفور منذ اندلاع الحرب، حيث تواجه المستشفيات نقصًا حادًا في الكوادر الطبية والأدوية، مع ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض معدية أخرى مثل الملاريا وسوء التغذية
خطر صامت يهدد حياة السكان
يؤكد الأطباء أن التهاب الكبد الوبائي من أخطر الأمراض التي تتطلب متابعة دقيقة وعلاجًا مستمرًا، وأن تجاهل الأزمة الحالية قد يفتح الباب أمام كارثة صحية صامتة تهدد حياة المئات وربما الآلاف من سكان نيالا ودارفور عمومًا