مواد قاتـ.ـلة في بيتك.. تهدد خصوبة النساء بصمت
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
الجيش يكتسح الدعم السريع والحلو في 3 ساعات ناريةمتابعات- نبض السودان
كشفت دراسات علمية حديثة عن وجود "قنبلة موقوتة" تهدد صحة النساء الإنجابية، تكمن في التعرض اليومي لمواد كيميائية منتشرة في معظم المنتجات الاستهلاكية، دون أن يدرك الناس خطورتها. وأوضحت الأبحاث أن هذه المواد، المعروفة بالمعطلات الهرمونية (EDCs)، يمكن أن تسبب أضرارًا بالغة تؤثر على الجهاز التناسلي للمرأة، منذ وجودها جنينًا في الرحم وحتى ما بعد سن اليأس.
معطلات هرمونية تتسلل بهدوء
هذه المواد الكيميائية المدمّرة للغدد الصماء توجد في عناصر مألوفة داخل المنازل، مثل العبوات البلاستيكية، مستحضرات التجميل، منظفات المنازل، والملابس الجديدة. وتكمن خطورتها في أنها تحاكي الهرمونات الطبيعية للجسم، مما يؤدي إلى اختلالات في النظام الهرموني، تؤثر بشكل خاص على خصوبة المرأة.
تأثيرات تبدأ من الرحم
البروفيسورة مارغوري فان ديرسن، التي قادت مشروع FREIA البحثي، أكدت أن التأثيرات التراكمية لهذه المواد لا تظهر فقط على المدى القريب، بل تمتد إلى مراحل حرجة من حياة المرأة. وقد أظهرت نتائج المشروع أن التعرض حتى لتركيزات منخفضة من هذه المواد، يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات شديدة مثل:
البلوغ المبكر
انخفاض عدد البويضات
صعوبة في الحمل
تقليل فرص نجاح عمليات الإخصاب المساعد
الآثار قد تكون دائمة
وتحذر البروفيسورة من أن التعرض المبكر لهذه المواد، خصوصًا خلال مرحلة الحمل أو الطفولة، قد يترك آثارًا لا تزول، وتستمر في التأثير على الصحة الإنجابية للأنثى لاحقًا، خصوصًا مع تراكم هذه المواد داخل الجسم بمرور الوقت.
مهن تحت الخطر
تشير الأبحاث إلى أن النساء العاملات في صالونات التجميل أو خدمات التنظيف هن الأكثر عرضة للتأثر، نظرًا لتعاملهن المستمر مع منتجات تحتوي على تركيزات عالية من هذه المواد. كما أن النساء الحوامل معرضات لخطر مضاعف، إذ يمكن لهذه المواد أن تؤثر أيضًا على الأجنة والخصوبة المستقبلية للأطفال.
جهود أوروبية للحد من الكارثة
يعمل اتحاد EURION البحثي الأوروبي على تطوير أدوات دقيقة للكشف المبكر عن هذه المواد، مع وضع معايير أكثر صرامة للحد من استخدامها. ونجح هذا الاتحاد حتى الآن في تطوير اختبارات متقدمة تساعد في تقييم حجم المخاطر التي تتسبب بها تلك المعطلات الهرمونية.
خطوات بسيطة للوقاية
رغم هذه التهديدات، هناك إجراءات يمكن لكل امرأة اتخاذها لتقليل خطر التعرض، ومن أهمها:
تجنب تسخين الطعام في عبوات بلاستيكية
غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها
اختيار مستحضرات التجميل بعناية
تقليل استخدام منتجات التنظيف الكيميائية القوية
التحقق من ملصقات المكونات على المنتجات
وعي المستهلك هو خط الدفاع الأول
يشدد الباحثون على أن المعرفة والوعي المجتمعي يمثلان حجر الزاوية في التصدي لهذه الأزمة الصحية. وكلما زادت معرفة النساء بخطورة هذه المواد، زادت فرص اتخاذ قرارات أكثر أمانًا تحمي الخصوبة وصحة الأجيال القادمة.