مسؤول رفيع: أي مبادرة سلام لا تشارك فيها الحكومة مرفوضة
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
رنين مني أبو العزائم تكتب من هوالفرد نوبل تاجر الموت؟متابعات- نبض السودان
أكد السفير السوداني في الأردن حسن صالح سوار الذهب أن أي مبادرة سلام لا تشارك فيها الحكومة السودانية الشرعية تعد مرفوضة بالكامل، مشددًا على أن السودان يرحب فقط بالمبادرات التي تنسجم مع رؤى الدولة ومؤسساتها الرسمية.
وأوضح سوار الذهب، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالعاصمة الأردنية عمان اليوم الجمعة، أن مصر ستظل دائمًا الداعم الرئيسي لوحدة السودان وشرعية مؤسساته، مؤكدًا أن العلاقات بين القاهرة والخرطوم علاقات تاريخية واستراتيجية عميقة تمتد عبر عقود طويلة من التعاون والتكامل السياسي والاقتصادي.
مصر والسودان.. علاقات تاريخية واستراتيجية
وقال السفير السوداني إن ما قامت به مصر تجاه السودان لا يمكن إنكاره أو تجاهله، بدءًا من استضافة الطلاب السودانيين في الجامعات والمدارس المصرية، مرورًا بتعزيز مسارات التعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة والنقل، وصولًا إلى دعم مؤسسات الدولة السودانية خلال فترات الأزمات.
وأضاف أن مصر تمثل الشقيقة الكبرى للسودان، فيما يشكل السودان عمقًا استراتيجيًا للأمن القومي المصري، مشيرًا إلى أن العلاقة بين البلدين تقوم على أسس من الدعم المتبادل والتعاون المستمر بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
مواقف تاريخية تعكس وحدة المصير
ونوّه سوار الذهب إلى المواقف التاريخية للسودان تجاه مصر، مشيرًا إلى مشاركة أكثر من 10 آلاف مقاتل سوداني في حرب أكتوبر عام 1973، وهو ما يعكس عمق التضامن والتكامل بين الشعبين في مواجهة التحديات، مؤكدًا أن التاريخ يجسد تلاحمًا مصيريًا لا يمكن فصله بين البلدين.
وحدة السودان خط أحمر
وحول الوضع الداخلي في السودان منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023، شدد السفير سوار الذهب على أن أي محاولات لتقسيم السودان أو المساس بوحدته الوطنية مرفوضة تمامًا، موضحًا أن حتى المتمردين أنفسهم لا يسعون إلى الانفصال، بل يحاولون السيطرة على الحكم، وهو ما يواجهه الجيش والشعب معًا من أجل الحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها.
وأكد أن الجيش السوداني والشعب يقفان صفًا واحدًا ضد أي محاولات لتفكيك الدولة أو المساس بسيادتها، مشيرًا إلى أن وحدة السودان ليست مجرد خيار سياسي، بل قضية وجود وكرامة وطنية لا يمكن التفريط فيها.
شروط الحوار الوطني
وفي حديثه عن فرص التسوية، أوضح السفير أن السودان يرحب بأي مبادرة للحل السلمي شريطة أن تكون متوافقة مع الرؤية التي تطرحها الحكومة الشرعية، وأن تتم بمشاركة الدولة ومؤسساتها، مؤكدًا أن أي مبادرة خارج هذا الإطار تعتبر مرفوضة وغير شرعية.
كما شدد على أن أهم الشروط لأي عملية حوار ناجحة تشمل تسليم سلاح المتمردين وإخلاء المناطق التي استولوا عليها، حتى يمكن ضمان تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن الحوار دون نزع سلاح المليشيات لا يحقق الاستقرار المنشود.
موقف السودان من مبادرات الوساطة
وأشار سوار الذهب إلى أن الحكومة السودانية تتعامل بانفتاح إيجابي مع الجهود الإقليمية والدولية، لكنها في الوقت نفسه ترفض أي محاولات لتجاوز مؤسسات الدولة أو فرض حلول خارج إطارها الشرعي، موضحًا أن الحلول المفروضة لا يمكن أن تصمد في ظل غياب إرادة الدولة وسيادتها على كامل أراضيها.
كما لفت إلى أن السودان ما زال يواجه تحديات إنسانية وأمنية واقتصادية كبيرة نتيجة الحرب، إلا أن تماسك الدولة ومؤسساتها العسكرية والسياسية ما زال صامدًا في وجه كل الضغوط، مؤكدًا أن السودان قادر على تجاوز أزمته بالحوار الوطني الداخلي وليس بالوساطات المنحازة.
رسالة السفير للمجتمع الدولي
وختم السفير تصريحاته بالتأكيد على أن السلام الحقيقي في السودان لن يتحقق إلا من خلال احترام سيادة الدولة والاعتراف بشرعية مؤسساتها، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة الشرعية في جهودها لاستعادة الأمن والاستقرار، بدلًا من التعامل مع أطراف خارجة عن القانون أو دعم مبادرات لا تمثل الدولة السودانية.