ماذا تفعل مليشيا الدعم السريع الآن في الفاشر؟
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
ظهور مختلف لوالي الشماليةالفاشر – نبض السودان
رجّح مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل للصحة العامة أن مليشيا الدعم السريع تنفذ حاليًا عمليات تطهير عرقي ممنهجة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في ظل حصار خانق وقيود إنسانية قاتلة.
وأشار التقرير إلى أن ما يجري يمثل مرحلة جديدة من الفظائع الجماعية في الإقليم، مع تصاعد مؤشرات الإبادة الجماعية والعقاب الجماعي ضد المدنيين العالقين داخل المدينة.
وبحسب تحليل صور الأقمار الصناعية والبيانات مفتوحة المصدر، وثّق المختبر عمليات حرق متعمد لمنازل المدنيين في حي الدرجة الأولى قرب سوق نيفاشا، حيث أظهرت صور ملتقطة في 8 أكتوبر 2025 أضرارًا حرارية متسقة مع هجمات حرق ممنهجة، امتدت على مساحة تُقدّر بنحو 1,700 متر مربع. كما رُصد نمط مشابه في معسكر أبو شوك للنازحين في 18 سبتمبر، وفي معسكر زمزم الذي أُحرق في أبريل الماضي، إلى جانب أكثر من 100 قرية بشمال دارفور منذ أبريل 2024.
وأكد التقرير أن القوات تنفذ عمليات تفتيش من منزل إلى منزل على أساس إثني، في ما وصفه بأنه "نمط متكرر من الاستهداف العرقي"، مشيرًا إلى أن حي الدرجة الأولى يُعد من آخر المناطق المأهولة بالمدنيين في المدينة.
كما وثّق المختبر استهدافًا متكررًا للملاجئ والمطابخ المجتمعية، التي تُعد شريانًا حيويًا لتوفير الغذاء في ظل المجاعة المستمرة. وأظهرت صور الأقمار الصناعية أضرارًا في مأوى يضم مطبخًا مجتمعيًا بين 27 سبتمبر و4 أكتوبر، فيما أسفر قصف في 30 سبتمبر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 23 آخرين. كما رُصد هجوم بطائرة مسيّرة على سوق "أبو قرون" في الحي ذاته، أسفر عن 7 قتلى و20 جريحًا.
ويكشف التقرير أن الفاشر باتت محاصرة بالكامل بجدار ترابي بطول 57 كيلومترًا، مع تعزيز نقاط التفتيش، خاصة عند "بوابة مليط" شمال المدينة. ونقلت شهادات ناجين عن تعرضهم للاعتقال التعسفي، والابتزاز، والاختفاء القسري، والإعدام الميداني للرجال والفتيان، والاعتداءات الجنسية ضد النساء والفتيات أثناء محاولات الفرار.
ورصد المختبر تحركات لوجستية متقدمة لقوات الدعم السريع، شملت عربات مدرعة وشاحنات ثقيلة بين معسكر زمزم والفاشر، بالتزامن مع هجوم بري من جهتي الشمال الشرقي والجنوب الغربي في 7 أكتوبر.
ويخلص التقرير إلى أن استهداف المناطق السكنية بالحرق المتعمد يشير إلى نية مبيتة لتنفيذ عمليات تطهير عرقي، في امتداد لنمط مستمر منذ أكثر من عامين ونصف. ويُحذر من تصاعد الهجمات مع استمرار الحصار، واصفًا الوضع بأنه "السيناريو الأسوأ للمدنيين المحاصرين".
واعتمد التقرير على منهجية دقيقة دمجت بين صور الأقمار الصناعية، بيانات الاستشعار الحراري، وشهادات من مصادر مفتوحة، رغم التحديات الكبيرة التي تواجه التوثيق في السودان، ومنها ضعف توفر البيانات، وانحياز التغطية الإعلامية، وصعوبة رصد الانتهاكات الجنسية والاعتقالات.