ترامب يعرض مليارات الدولارات على إيران.. ما المقابل؟
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
واشنطن تعلن دخول العقوبات على السودان حيز التنفيذمتابعات- نبض السودان
في تطور لافت وغير مسبوق في مسار العلاقات الأميركية الإيرانية، كشفت شبكة CNN الأميركية أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدرس إمكانية توفير ما بين 20 و30 مليار دولار لدعم برنامج نووي مدني جديد في إيران، في إطار مفاوضات تهدف للتوصل إلى اتفاق شامل يضع حداً لتصعيد التوترات النووية والعسكرية بين الطرفين.
اتفاق محتمل دون تخصيب.. والنووي "خط أحمر"
ونقلت الشبكة عن أربعة مصادر مطلعة أن المقترح الأميركي يشمل تخفيف العقوبات والإفراج عن مليارات الدولارات من الأموال الإيرانية المجمدة، مقابل التزام إيران بوقف تخصيب اليورانيوم بالكامل، وهو ما تصفه الإدارة الأميركية بـ"الخط الأحمر" الذي لا يمكن التراجع عنه في أي اتفاق محتمل.
وبحسب التقرير، فإن المسودة الأولية للاتفاق تتضمن عدة حوافز اقتصادية لإيران، من بينها تمويل ضخم لتطوير منشآت طاقة نووية مدنية لا تشمل التخصيب، وهو ما قد يمهّد الطريق أمام تطبيع جزئي للعلاقات بين واشنطن وطهران، بعد سنوات من العقوبات المتبادلة والانخراط في مواجهات مباشرة وغير مباشرة في المنطقة.
لقاء سري في البيت الأبيض قبل الضربات
وأشارت شبكة CNN إلى أن اجتماعًا سريًا مطولاً جرى في البيت الأبيض يوم الجمعة الماضي، قبل يوم واحد فقط من الضربات العسكرية الأميركية ضد إيران، وضم الاجتماع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى جانب شركاء من دول الخليج، وناقش الاجتماع تفاصيل هذه الخطة المقترحة.
المصادر أكدت أن الاجتماع نتج عنه تفاهمات مبدئية حول آلية دعم البرنامج النووي المدني الإيراني، على أن تتحمّل دول الخليج التكلفة المالية، حيث شدد مسؤولون في إدارة ترامب أن الولايات المتحدة "لن تدفع التكاليف بنفسها، لكنها مستعدة لقيادة العملية السياسية".
محادثات في مسقط وسط تصعيد إقليمي
وتزامنًا مع هذه التطورات، استقبل وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، في العاصمة مسقط، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب ستيف ويتكوف، في إطار التحضيرات لانطلاق مفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران برعاية عمانية، وفق ما أوردته وكالة الأنباء العمانية بتاريخ 12 أبريل 2025.
ورغم تصاعد المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين، ووقوع ضربات متبادلة، فإن قنوات التواصل الخلفية لم تتوقف، بل شهدت زخماً إضافياً بعد التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت، ما فتح المجال أمام هذه المبادرة الدبلوماسية المفاجئة.
ويتكوف: نريد سلاماً لا قنبلة
وفي تصريحات أدلى بها عقب وصوله إلى عمان، أكد المبعوث الأميركي ويتكوف أن بلاده تسعى إلى "اتفاق سلام شامل" مع إيران، يضمن عدم انزلاق المنطقة إلى سباق تسلح نووي خطير، مشددًا على أن "امتلاك إيران للسلاح النووي خط أحمر لا يمكن تجاوزه"، لكنه لم ينفِ إمكانية التعاون مع إيران في الطاقة النووية المدنية تحت رقابة صارمة.
دعم من الخليج.. لكن بحذر
ورغم أن إدارة ترامب لا تنوي دفع التكاليف مباشرة، إلا أنها تعوّل على دعم خليجي مالي ولوجستي لإنشاء برنامج طاقة نووي مدني في إيران، يكون خاضعًا للمعايير الدولية للسلامة وعدم الانتشار النووي، وهو ما قد يثير تحفظات قوية في بعض العواصم الخليجية التي لطالما عبّرت عن قلقها من النوايا الإيرانية.
المصادر كشفت أن الفكرة طُرحت سابقًا في جولات تفاوض سرية خلال الأشهر الماضية، لكنها اكتسبت زخمًا جديدًا بعد اندلاع المواجهات الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة، وسط مخاوف دولية من انزلاق الأوضاع نحو حرب شاملة في الشرق الأوسط.
شروط متبادلة ومخاوف مشروعة
وما تزال مواقف الطرفين متباعدة في بعض النقاط، خاصة بشأن تفتيش المواقع النووية الإيرانية، وضمانات عدم تخصيب اليورانيوم مستقبلاً. وتصرّ طهران على حقها في امتلاك دورة وقود نووي مدني كاملة، بينما تشدد واشنطن على ضرورة فرض رقابة صارمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويرى مراقبون أن هذا التحرك الأميركي، إن نجح، قد يعيد تشكيل الخريطة الجيوسياسية في الشرق الأوسط، ويضع حداً لتوترات مزمنة امتدت لأكثر من أربعة عقود، لكنه يواجه تحديات حقيقية من أطراف داخل إيران والولايات المتحدة، إضافة إلى اللوبيات الإقليمية المعارضة لأي تقارب أميركي-إيراني.