الشخير قد يقتـ.ـلك.. دراسة تحذر من "القاتـ.ـل الصامت الليلي"
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
إجراءات عسكرية في بورتسودانوكالات – نبض السودان
حذّرت دراسة علمية حديثة من أن الشخير الليلي المنتظم قد يكون مؤشرًا خطيرًا على الإصابة بأمراض صحية مزمنة، من أبرزها ارتفاع ضغط الدم، وهو ما قد يرفع بدوره مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو فشل القلب، في حال لم يتم الانتباه لهذه العلامة التحذيرية الشائعة.
وأجرت الدراسة، التي تُعد الأكبر من نوعها حتى الآن، جامعة فليندرز الأسترالية، واستهدفت تحليل العلاقة بين الشخير المنتظم والحالات الصحية المزمنة المرتبطة بالقلب والدورة الدموية.
الرجال متوسطي العمر والأكثر سمنة في دائرة الخطر
سلّطت نتائج الدراسة الضوء على أن الرجال في منتصف العمر، الذين يعانون من زيادة الوزن، ويشخرون بانتظام أثناء النوم، هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، خاصة عندما يكون الشخير مصحوبًا بانقطاع التنفس أثناء النوم، وهي حالة تؤدي إلى توقف التنفس بشكل متكرر خلال الليل، دون أن يشعر بها المريض.
وأكد الباحث الرئيسي في الدراسة، باستيان ليشات، أن هذه النتائج تمثل تحولًا في فهم الأطباء والخبراء لظاهرة الشخير، وقال: "لأول مرة نتمكن من إثبات وجود علاقة قوية ومباشرة بين الشخير المتكرر وارتفاع ضغط الدم، وهو ما يمثل علامة فارقة في مجال أبحاث النوم وصحة القلب".
نتائج دقيقة من مراقبة النوم في المنازل
اعتمدت الدراسة على مراقبة متعددة أثناء النوم الليلي داخل منازل المشاركين، باستخدام تقنيات حديثة لقياس معدلات الشخير ومدى تكرار انقطاع التنفس، وهو ما منح الباحثين بيانات موضوعية ودقيقة عن العلاقة بين اضطرابات النوم وارتفاع ضغط الدم.
وذكر ليشات أن نحو 15 بالمئة من المشاركين، ومعظمهم من الرجال الذين يعانون من السمنة، يشخرون لأكثر من 20 بالمئة من وقت نومهم، وتبيّن أنهم يواجهون احتمالات أكبر للإصابة بضغط دم مرتفع يصعب السيطرة عليه بالأدوية.
الشخير: خطر صحي يجب إدراجه في أنظمة الوقاية
أوصت الدراسة بضرورة التعامل مع الشخير باعتباره عامل خطر صحي رئيسي، ينبغي أن يُدرج ضمن بروتوكولات الفحص الطبي لأمراض القلب وارتفاع الضغط. وأضاف ليشات: "غالبًا ما يُنظر إلى الشخير كأمر مزعج فقط، لكنه في الحقيقة قد يكون ناقوس خطر مبكر لمشاكل أكبر بكثير".
ودعا إلى زيادة الوعي المجتمعي والطبي بهذه المسألة، خاصة في ظل ارتفاع معدلات السمنة، وتزايد الضغوط النفسية وقلة النوم الجيد، وهي عوامل تزيد من انتشار الشخير واضطرابات النوم.
انقطاع التنفس يزيد المخاطر إلى الضعف
من جانبه، أكد مدير مركز أبحاث النوم بجامعة فليندرز والمشارك في الدراسة، البروفيسور داني إكيرت، أن الخطر يتضاعف بشكل كبير عندما يكون الشخير مصحوبًا بانقطاع التنفس أثناء النوم، وهي حالة لا ينتبه لها الكثير من المرضى رغم آثارها العميقة على صحة القلب.
وأشار إلى أن "البيانات أوضحت أن الأشخاص الذين يعانون من الشخير المنتظم لديهم ضعف احتمالات الإصابة بضغط دم مرتفع غير منضبط، وتتفاقم المخاطر بدرجة أكبر عند اقتران الشخير بانقطاع التنفس الليلي المتكرر".
ضغط الدم المرتفع… بوابة الأمراض المزمنة
وأوضح إكيرت أن ارتفاع ضغط الدم هو بوابة للكثير من الأمراض المزمنة، منها أمراض القلب التاجية، والسكتات الدماغية، وكذلك الفشل الكلوي، مؤكدًا أن رصد الشخير قد يكون خطوة وقائية فعالة لكشف الخلل قبل فوات الأوان.
وأوصى بضرورة الفحص المبكر للأشخاص الذين يشخرون بانتظام، خاصة من يعانون من زيادة الوزن أو سبق أن عانوا من مشاكل في القلب أو الكلى، داعيًا إلى دمج فحوصات اضطرابات النوم ضمن السياسات الصحية الوقائية.