(7) إخفاقات بروتوكولية سعودية .. عمار العركي
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
ما الذي يحدث لجسمك إذا نمت أقل من 8 ساعات؟*1* أول ما يلفت الانتباه هو الإشارة العلنية إلى إعادة جدولة زيارة رئيس الوزراء إلى المملكة، وهو أمر غير مألوف بروتوكولياً، إذ جرت العادة أن تبقى مثل هذه الترتيبات في الإطار الدبلوماسي المغلق، لأن إعلانها يوحي بوجود تأجيل أو اعتذار مسبق، وهو ما يضعف من صورة المقام السوداني.
*2* ثم يأتي نقل وزير الخارجية السعودي لتحيات وتمنيات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد إلى رئيس الوزراء السوداني، بينما الأعراف الدبلوماسية تقتضي أن تُوجَّه مثل هذه الرسائل إلى رئيس الدولة أو رأس السيادة، لا إلى رئيس الوزراء، الأمر الذي يعكس خللاً في توازن المقامات الرسمية.
*3* يضاف إلى ذلك أن اللقاء جرى في مقر إقامة رئيس الوزراء، لا في مقر رسمي أو دار ضيافة حكومية، وهو ما يهبط بمستوى اللقاء من إطار الزيارة الرسمية إلى ما يشبه الزيارة المجاملة، ويؤكد أن التعامل تم على نحو لا يراعي الوزن البروتوكولي الكامل.
*4* كما أن البيان الرسمي تضمّن تفاصيل شخصية تتعلق بالعلاج الذي تلقاه رئيس الوزراء في مستشفى سعودي، وهذا خلط بين ما هو شخصي وما هو رسمي، فالعلاقات بين الدول تُبنى على المصالح المشتركة لا على الخدمات الفردية.
*5* ويتضح أيضاً ضعف الرد السوداني في تبادل التحيات، إذ في الوقت الذي نقل فيه وزير الخارجية السعودي تحيات القيادة العليا في المملكة، جاء رد رئيس الوزراء بصيغة عامة تتحدث عن الشكر للملك وولي العهد والحكومة والشعب، من دون أن يشير إلى أنه ينقل بدوره تحيات رئيس مجلس السيادة أو القيادة السيادية في السودان، وهو ما أخلّ بمبدأ التكافؤ البروتوكولي.
*6* وأخيراً، فإن التعامل مع زيارة معايدة مريض طريح الفراش الأبيض باعتبارها زيارة رسمية، ونشر تفاصيلها في الإعلام بصفة بروتوكولية، يُظهر خفضاً غير مباشر لقيمة المقام الرسمي، إذ كان الأجدى إبقاء الأمر في إطار الزيارة الإنسانية الخاصة بعيداً عن البيانات الرسمية.
*7* وتبرز كذلك ملاحظة دقيقة، فلو كان وزير الخارجية السعودي ينقل فقط تحيات رئيس الوزراء السعودي (ولي العهد) إلى نظيره السوداني لكان ذلك بروتوكولياً صحيحاً، لكن أن تُنقل تحيات الملك وولي العهد معاً إلى رئيس الوزراء السوداني من دون ذكر رئيس مجلس السيادة، فهذا ما أحدث الخلل وأظهر السودان وكأنه بلا رأس سيادة مقابل القيادة السعودية.