في 7 دقائق فقط.. كيف سُرقت مجوهرات نادرة من متحف اللوفر؟
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
قصف جوي عنيف يربك الدعم السريعمتابعات- نبض السودان
في حادث هزّ الرأي العام الفرنسي وأثار صدمة واسعة حول العالم، شهد متحف اللوفر الشهير في باريس صباح اليوم الأحد واحدة من أكبر عمليات السرقة في تاريخه الحديث، بعدما أقدم لصوص محترفون على سرقة تسع قطع نادرة من مجوهرات نابليون الثالث والإمبراطورة أوجيني خلال سبع دقائق فقط، من داخل قاعة أبولون التي تُعد من أكثر القاعات شهرة وزيارة في المتحف.
تفاصيل عملية السرقة
وفقًا لما نقلته صحيفة "الباريزيان"، دخل اللصوص إلى قاعة أبولون حوالي الساعة 9:30 صباحًا بالتوقيت المحلي، أي بعد وقت قصير من افتتاح المتحف، وكانوا ملثمين ويستقلون دراجات نارية من طراز TMax. استخدم أفراد العصابة رافعة وسلماً معدنيًا للتسلل إلى شرفة القاعة، قبل أن يحطموا واجهات العرض الزجاجية التي تحتوي على المجوهرات الإمبراطورية.
لم تستغرق العملية سوى سبع دقائق فقط، حيث تمكن اللصوص من انتزاع تسع قطع ثمينة من أصل 23 قطعة معروضة، ضمن مجموعة نادرة توثق فخامة العهد النابليوني الثالث.
قائمة المسروقات
المجوهرات المسروقة شملت طقمًا كاملاً من الحلي الإمبراطوري، وقلادة مرصعة، وزوجًا من الأقراط، وتاجين ملكيين، أحدهما يعود للإمبراطورة أوجيني، بالإضافة إلى دبوس ذهبي مرصع بالأحجار الكريمة. وتعد هذه القطع من أثمن المجوهرات التاريخية في العالم، كونها تحمل توقيع الحرفيين الذين خدموا البلاط الفرنسي في القرن التاسع عشر.
تاج الإمبراطورة يظهر من جديد
وفي تطور لاحق، كشف مصدر مطلع لوكالة "فرانس برس" أنه تم العثور على تاج الإمبراطورة أوجيني متضررًا بالقرب من المتحف، ما يشير إلى احتمال أن يكون اللصوص قد تخلوا عنه أثناء فرارهم. ورغم العثور على التاج، فإن قيمة الخسارة التاريخية والفنية تبقى هائلة، لأن القطع الأخرى لا تُقدّر بثمن من حيث الندرة والأهمية الرمزية.
كنوز نجت من السرقة
ورغم فداحة الحادثة، أكدت إدارة متحف اللوفر أن بعض الجواهر الأسطورية نجت من السرقة، وعلى رأسها ألماسة "الريجنت" الشهيرة بوزن أكثر من 140 قيراطًا والتي تُعد أنقى وأجمل ألماسة في العالم، إضافة إلى ألماسة "سانسي" ذات الـ55.23 قيراطًا، وألماسة "هورتنسيا" الوردية التي تُعد من رموز الأناقة الملكية في فرنسا.
تحقيق موسع وملاحقة أمنية
من جانبها، أعلنت النيابة العامة في باريس فتح تحقيق رسمي بتهمة "السرقة المنظمة"، وأسندت القضية إلى فرقة مكافحة العصابات بالتعاون مع المكتب المركزي لمكافحة تهريب الممتلكات الثقافية. وتشير التقديرات الأولية إلى أن العملية منفذة باحتراف عالٍ وتخطيط دقيق، ما يرجح تورط شبكة منظمة تعمل في تهريب التحف والمجوهرات النادرة عبر الحدود الأوروبية.
تساؤلات حول أمن المتاحف الفرنسية
السرقة الجديدة أعادت الجدل حول ثغرات أنظمة المراقبة في المتاحف الفرنسية، خاصة بعد أن شهدت مؤسسات ثقافية أخرى حوادث مشابهة خلال الأشهر الماضية، ما دفع وزارة الثقافة الفرنسية إلى إجراء مراجعة عاجلة للبروتوكولات الأمنية في المتاحف الوطنية.
ويُعد متحف اللوفر الأكثر زيارة في العالم، إذ استقبل نحو 9 ملايين زائر خلال عام 2024، يشكل الأجانب 80% منهم، مما يجعل أي حادث أمني داخله حدثًا عالميًا يضرب في عمق الثقة السياحية والثقافية لفرنسا.
رمزية القطع المسروقة
تعود المجوهرات المسروقة إلى عهد الإمبراطور نابليون الثالث وزوجته الإمبراطورة أوجيني، اللذين ساهما في ترسيخ ملامح الأناقة الإمبراطورية الفرنسية في القرن التاسع عشر. وتُعتبر هذه القطع جزءًا من الذاكرة الوطنية الفرنسية، حيث كانت تُعرض في قاعة أبولون كمصدر فخر تاريخي يعكس فخامة البلاط الإمبراطوري الفرنسي.
القصة التي لن تنتهي سريعًا
ويرى محللون أن هذه السرقة ستبقى علامة فارقة في تاريخ متحف اللوفر، وقد تستغرق التحقيقات أسابيع وربما أشهرًا لتحديد هوية الجناة واسترداد القطع المسروقة. وفي حين لم تُعلن السلطات بعد عن أي توقيفات، إلا أن كاميرات المراقبة داخل المتحف وحوله سجلت تفاصيل دقيقة قد تكون مفتاح الحل في الأيام القادمة.