الجيش يُفاجئ الدعم السريع بهجوم جوي صاعق في أم صميمة
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
408 ماكينة.. أسرار الحرب الخفية على الجنيه السودانيمتابعات- نبض السودان
شنّ سلاح الجو التابع للقوات المسلحة السودانية، صباح الإثنين 4 أغسطس 2025، سلسلة من الغارات الجوية المركزة على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في بلدة أم صميمة، بولاية شمال كردفان، كما امتدت الهجمات إلى تجمعات أخرى للدعم السريع غرب قرية أبو قعود، التي تبعد حوالي 50 كيلومترًا عن مدينة الأبيض، عاصمة الولاية.
الغارات جاءت ردًا على تحركات مريبة للدعم السريع
جاءت هذه الضربات الجوية بعد رصد تحركات ميدانية وصفت بالنشطة لقوات الدعم السريع في المناطق والقرى المحيطة بالأبيض، خلال أيام الجمعة والسبت والأحد، والتي رُجّح أنها تهدف إلى إعادة التموضع والتمدد في نطاقات استراتيجية قريبة من المدينة.
وتسعى قوات الدعم السريع، عبر هذه التحركات، إلى الحد من تمدد الجيش السوداني نحو محلية بارا الواقعة شرق مدينة الأبيض، والتي تخضع لسيطرتها منذ أشهر، في ظل تصاعد العمليات العسكرية من جانب القوات المسلحة.
وكان الجيش السوداني قد أطلق، نهاية الأسبوع الماضي، عمليات عسكرية انتهت بمعارك قوية في بلدة أم سيالة، ما دفع بالدعم السريع إلى محاولة إعادة توزيع قواته في نطاق القرى القريبة من الأبيض.
مدفعية ثقيلة تدك أوكار الدعم السريع غرب أبو قعود
وبجانب الغارات الجوية، استخدم الجيش السوداني المدفعية الثقيلة بكثافة ضد قوات الدعم السريع غرب قرية أبو قعود، في عمليات متزامنة تهدف إلى ضرب مراكز الإمداد والقيادة والانتشار، وفق ما أكدته مصادر ميدانية تحدثت إلى موقع "الترا سودان".
وأكدت المصادر أن الجيش يستخدم تكتيكًا مزدوجًا يجمع بين الهجمات الجوية والضربات المدفعية، لإرباك صفوف الدعم السريع ومنعهم من إعادة ترتيب قواتهم في محيط الأبيض.
الحياة تستمر في الأبيض رغم تهديدات الدعم السريع
رغم التهديدات المتكررة لقوات الدعم السريع باجتياح مدينة الأبيض، أكدت نادين، وهي من سكان المدينة، في حديث لـ"الترا سودان"، أن الحياة تسير بصورة طبيعية، مضيفة أن السكان لم يعودوا يتأثرون بمثل هذه التهديدات نظرًا لاعتيادهم على التوترات الأمنية المستمرة.
وأوضحت أن السوق في الأبيض يعمل دون توقف، وأن السكان يُواصلون حياتهم اليومية كالمعتاد، قائلة: "مررنا بفترات أصعب من الآن، ومع ذلك لم تتوقف حياتنا".
أوضاع إنسانية متدهورة في مراكز الإيواء
وفي الوقت الذي تواصل فيه القوات المسلحة عملياتها ضد الدعم السريع، يواجه آلاف المدنيين النازحين أوضاعًا إنسانية صعبة في مراكز الإيواء المنتشرة بمدينة الأبيض، والمُخصصة لاستقبال الفارين من القرى والمناطق المتأثرة بالاشتباكات مثل الدبيبات والخوي وأم صميمة والحمادي.
وشدّدت نادين على ضرورة تدخل المنظمات الإنسانية والسلطات المحلية بشكل عاجل لمعالجة الوضع الإنساني في هذه المراكز، التي تُعاني من نقص في الغذاء والرعاية الصحية والخدمات الأساسية.
الأبيض بين مطرقة القتال وسندان الصمود
تشير التطورات الأخيرة في محيط الأبيض إلى مرحلة جديدة من التصعيد العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط مخاوف من تمدد المعارك إلى داخل المدينة، رغم أن الحياة اليومية لا تزال مستمرة وسط حالة من الترقب والقلق الشعبي.
وتُجمع تقارير ميدانية على أن مدينة الأبيض تحولت إلى مركز استراتيجي في صراع السيطرة بين الجانبين، ما يجعلها عرضة لمزيد من التصعيد ما لم يتم التوصل إلى تهدئة ميدانية خلال الفترة القادمة.