الصين تدعو رعاياها إلى مغادرة السودان على الفور
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
وجه الحقيقة إبراهيم شقلاوي : السودان والصين بعيدا عن المزايدة السياسيةبورتسودان "المنهارة إنسانيا" لا تزال تحت قصف المسيرات
دعت الصين اليوم الخميس رعاياها إلى "مغادرة السودان على الفور"، بعد خمسة أيام من الضربات بالمسيرات التي استهدفت مدينة بورتسودان التي تتخذها الحكومة المرتبطة بالجيش مقراً لها.
وجاء في بيان نشرته سفارة بكين عبر منصات التواصل الاجتماعي أن "هذه التوصيات تتعلق بالرعايا الصينيين وليس المؤسسات"، من دون مزيد من التفاصيل.
ويأتي ذلك بعدما أفادت "منظمة العفو الدولية" الحقوقية بأن دولة الإمارات قدمت أسلحة صينية الصنع لقوات الدعم السريع التي تخوض حرباً ضد الجيش منذ عامين.
وسط حالة من التوتر والهلع لم تعهدها العاصمة الإدارية الموقتة للحكومة السودانية بورتسودان من قبل، شهدت المدينة فجر اليوم الخميس (الخامس على التوالي) إطلاق كثيف للمضادات الأرضية للتصدي لسرب من المسيرات كانت تستهدف مقر الكلية الجوية.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر أصوات المضادات الأرضية المتواصلة وتصاعد ألسنة النيران في سماء المدينة.
يأتي هذا التصعيد من قبل "الدعم السريع" بتزايد الهجمات الجوية ليعكس الأوضاع المتوترة التي تعيشها مدينة بورتسودان وسكانها.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن طائرات من دون طيار استهدفت، اليوم الخميس، القاعدة البحرية الرئيسة في السودان، في بورتسودان (شرق) المقر الموقت للحكومة، للمرة الثانية خلال الأسبوع الراهن، على ما أفاد مصدر في الجيش اتهم قوات "الدعم السريع" بشنّ هذه الهجمات.
وقال المصدر مشترطاً للوكالة عدم الكشف عن هويته "المسيرات تعاود الهجوم على قاعدة ’فلامينغو‘ البحرية شمال بورتسودان"، حيث استهدفت هذه القاعدة أمس الأربعاء بهجوم مماثل.
وتعرضت مواقع عدة في بورتسودان، على مدار خمسة أيام متتالية، لهجمات بطائرات مُسيّرة، منها قاعدة عثمان دقنة الجوية، وقاعدة فلامينغو البحرية، وكذلك مطار المدينة، ومستودعات الوقود الاستراتيجية، والميناء البحري، وغيرها.
وتسببت الانفجارات التي وقعت في هذه المدينة عبر المسيرات بحسب شبكة "أطباء السودان" في إصابة 17 شخصاً بينهم تسع حالات باختناق يجري علاجها بأحد المستشفيات.
وحذرت الشبكة من التبعات الصحية التي ستصيب المواطنين القاطنين بالقرب من مواقع الحرائق، داعية السلطات الصحية لرفع حالة الطوارئ في مستشفيات المدينة.
وفي كوستي داخل ولاية النيل الأبيض (جنوب)، أفاد المصدر ذاته بأن قوات "الدعم السريع" أصابت "بثلاث مسيرات مستودعات الوقود التي تزود الولاية"، مشيراً إلى "اشتعال النيران فيها".
وأدت ضربات أول من أمس الثلاثاء إلى إلحاق أضرار في البنى التحتية الاستراتيجية داخل بورتسودان، بما في ذلك المطار المدني الأخير الذي لا يزال يعمل داخل البلاد، وفي قاعدة عسكرية ومحطة كهرباء ومستودعات وقود والميناء الرئيس للبلاد.
السفارة الصينية
في الموازاة، أصدرت السفارة الصينية داخل السودان اليوم بياناً حثت فيه المواطنين الصينيين على مغادرة البلاد خلال أسرع وقت ممكن، مشيرة إلى تدهور الوضع الأمني وتزايد الأخطار الأمنية.
وحذرت السفارة من نقص إمدادات المياه والكهرباء والوقود، ونصحت المواطنين بالإجلاء عبر السفن إلى السعودية أو عبر الرحلات الجوية الدولية المتاحة أو من خلال السفر براً إلى مصر.
في غضون ذلك، أفادت منظمة العفو الدولية في تقرير أصدرته اليوم، بأن الإمارات زودت قوات "الدعم السريع" بأسلحة صينية تستخدمها في الحرب. وأورد التقرير أن أسلحة متطورة تشمل قنابل موجهة ومدافع ميدانية أعادت الإمارات تصديرها من الصين "تمت مصادرتها في الخرطوم، إضافة إلى استخدامها في دارفور، في انتهاك فاضح لحظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة".
حسم المعركة
في الأثناء، أكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية نبيل عبدالله تماسك الجيش وثقة الشعب فيه لحسم المعركة مع ميليشيات "الدعم السريع".
وتابع عبدالله في تصريحات صحافية "نحن في السودان والقوات المسلحة واثقون تماماً من أننا سننتصر في هذه الحرب التي اعتبرناها تحدياً لكرامتنا الوطنية وحرباً وجودية من أجل أن تستقر البلاد، وأن تنعم أجيالنا القادمة بوطن واحد موحد متماسك وقوي".
وأضاف المتحدث باسم الجيش "سيسجل التاريخ خلال هذه المرحلة الهامة أننا أمة رفضت أن تركع وواجهت كل المصاعب والتحديات وانتصرت"، متابعاً "قواتنا المسلحة بخير وشعبنا السوداني بخير، وإرادتنا وعزيمتنا ماضية لن تنكسر إطلاقاً مهما ظنوا".
وندد عبدالله بالقوى و"الأيادي الخارجية التي تقف من خلف الميليشيات الإرهابية ومحاولاتهم اليائسة لتركيع الشعب السوداني". وأضاف قائلاً "يظنون أننا دولة فقيرة وأمة يمكن أن تكون مقهورة لينفردوا بها لكي يحققوا مآربهم في السودان، ولكن هيهات".
وتابع المتحدث "سنؤكد للعالم ومحيطنا العربي والإقليمي والدولي أننا أمة أبية وقوية، إرادتها ماضية وأبناؤها لن يتنازلوا عن أي شيء على حساب كرامتهم وعزتهم الوطنية".
ونوه الناطق الرسمي للجيش السوداني بحتمية النصر للقوات المسلحة وشعب السودان مهما بذل الأعداء، مضيفاً "نحن بخير والقوات المسلحة بخير ندير معركتنا وحربنا هذه ونحن موقنون بأن النصر آت لا محالة مهما بذلت الأموال المشبوهة (فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة) ثم يهزمون وسيضرب السودان مثلاً أعلى في البسالة والتضحية والفداء".
محور دارفور
وفي محور دارفور، شهدت مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور أمس الأربعاء قصفاً من قبل قوات "الدعم السريع" على الأحياء السكنية بصورة عشوائية.
وبحسب مصادر عسكرية فإن القصف المدفعي أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ثمانية آخرون بينهم أربعة نساء وطفلة تبلغ من العمر عام ونصف العام.
من ناحيته، أكد المفوض الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك، مقتل 40 مدنياً في هجمات لـ"الدعم السريع" على الفاشر ومخيم أبو شوك خلال الأيام الماضية.
فيما أشار المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين بدارفور، آدم رجال إلى رصد انتهاكات ارتكبت بحق النازحين في طريق الفاشر- زمزم- طويلة منها 350 حالة اغتصاب وإطلاق نار على مدنيين في شمال دارفور خلال أسبوع واحد.
وأصبحت طويلة التي تبعد عن الفاشر نحو 68 كيلومتراً، مركزاً لتجمع مئات الآلاف من النازحين الذين فروا من الفاشر وقراها ومخيمي زمزم وأبو شوك.
وأكد رجال وصول مساعدات إنسانية من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى منطقة طويلة، ستوزع على 220 ألف شخص، لكنه أفاد بأن أعداد النازحين كبيرة جداً في طويلة، وهذه المساعدات تغطي قلة منهم.
وحث المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين المنظمات الدولية والمحلية على توفير الغذاء ومواد الإيواء إلى النازحين في طويلة، إضافة إلى معالجة الصرف الصحي لتفادي حدوث أمراض.
خلية أزمة
إلى ذلك، اتخذت ولاية الخرطوم تدابير لمجابهة تداعيات الهجوم الذي شنته مسيرات "الدعم السريع" على مستودعات المشتقات البترولية ببورتسودان وآثارها على حياة المواطنين وتوافر السلع الضرورية والخدمات.
وقرر اجتماع اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمة بولاية الخرطوم برئاسة والي الخرطوم أحمد عثمان تكوين خلية أزمة لمتابعة تطورات الموقف يومياً مع تنظيم عمليات سحب الوقود والمواد الغذائية والإغاثات.
مساعدات إنسانية
وأكدت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في السودان ليني كنزلي، أن البرنامج يعتزم توسيع نطاق عملياته في ولاية الخرطوم لدعم مليون شخص خلال الشهر المقبل، وأشارت إلى وصول أول قافلة مساعدات تحمل 70 طناً مترياً من الإمدادات الغذائية إلى وسط الخرطوم، خلال الأسبوع السابق، تكفي نحو 8 آلاف شخص في حي بُري.
وأفادت المتحدثة بأن البرنامج يحتاج 700 مليون دولار، خلال الفترة من أبريل (نيسان) إلى سبتمبر (أيلول) 2025، داعية إلى توفير وصول مستدام وتمويل إضافي لتوسيع نطاق عمليات إنقاذ الأرواح ومنع تفاقم ظروف المجاعة.
ونوهت كنزلي إلى أن البرنامج يسعى إلى الوصول لـ 7 ملايين شخص بحلول منتصف العام الحالي، على أن ينصب تركيزه على المناطق المعرضة لخطر المجاعة وبؤر الجوع الساخنة، موضحة أن البرنامج استطاع الوصول إلى 4 ملايين شخص خلال مارس (آذار) الماضي، حيث أعطى الأولوية للأشخاص الذين يعانون من أشد مستويات الجوع.
وأشارت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي إلى أن البرنامج قدَّم مساعدات إلى 1.6 مليون فرد في المناطق المعرضة لخطر المجاعة حيث دعمت 4 من كل 5 أشخاص في 27 منطقة حرجة.
ويعاني 24.6 مليون سوداني من الجوع الشديد، فيما تعاني 10 مناطق منها المجاعة وسط مخاوف من تمددها إلى 17 منطقة أخرى.
خوف أممي
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الأربعاء عن "قلقه العميق" إزاء الهجمات التي شنّتها في الأيام الأخيرة طائرات مسيّرة على مدينة بورتسودان، محذّراً من أن هذه الضربات تمثّل "تصعيداً كبيراً" في الحرب الدائرة في السودان بين الجيش وقوات "الدعم السريع".
وقال المتحدّث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، في بيان إن "هذا التصعيد الكبير قد يؤدّي إلى سقوط ضحايا مدنيّين على نطاق واسع وتدمير أكبر للبنية التحتية الحيوية" في المدينة الواقعة على البحر الأحمر والتي استُهدف العديد من المواقع الاستراتيجية فيها بطائرات مسيّرة.
وأضاف أن هذه الهجمات على "نقطة الدخول الرئيسة للمساعدات الإنسانية إلى السودان" تهدّد أيضاً "بزيادة الحاجات الإنسانية وتعقيد عمليات الإغاثة" في بلد تمزّقه منذ عامين حرب بين الجيش وقوات "الدعم السريع".
وأعرب غوتيريش أيضاً عن "الانزعاج إزاء تمدّد النزاع إلى منطقة فرّ إليها العديد من النازحين من العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى".
وأرجع دوجاريك سبب تمدد الحرب إلى "غياب الإرادة السياسية لدى الأطراف للعودة إلى طاولة المفاوضات".