اخبار السودان

نبض السودان

سياسة

بعد فشلها.. الإمارات تنقل المواجهة مع السودان إلى ميدان آخر

بعد فشلها.. الإمارات تنقل المواجهة مع السودان إلى ميدان آخر

klyoum.com

متابعات- نبض السودان

في خطوة مفاجئة، علّقت الإمارات التعاملات التجارية مع السودان، وجمّدت حركة الطيران والشحن البحري بين البلدين، لتدخل العلاقات بين الخرطوم وأبوظبي مرحلة جديدة من التصعيد، وسط جدل سياسي واقتصادي واسع.

ويرى مراقبون أن هذه القرارات تعكس تحولًا كبيرًا في سياسة الإمارات تجاه السودان، بعد فترة من الحفاظ على توازن نسبي، خاصة في ظل اتهامات الحكومة السودانية للإمارات بدعم قوات الدعم السريع.

اجتماع أمني سوداني ورد رسمي

عقب إعلان القرارات الإماراتية، عقد مجلس الأمن والدفاع السوداني اجتماعًا برئاسة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، دعا فيه لاتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لمواجهة هذه الإجراءات.

وأكد المجلس أن السودان قادر على حماية مصالحه الحيوية والحفاظ على مقدراته، مشيرًا إلى أن هذه القرارات ستؤثر مباشرة على التجارة البحرية، من خلال ارتفاع التكاليف وتعطيل سلاسل التوريد والمواد الأساسية.

تفاصيل القرارات الإماراتية

في 6 أغسطس 2025، منعت الإمارات الطائرات السودانية من الهبوط في مطاراتها، ثم منعت السفن التي ترفع العلم السوداني من الإبحار إلى ميناء بورتسودان، وعلقت كافة التعاملات البحرية بما في ذلك الشحن العابر.

ورغم استمرار الحرب في السودان منذ منتصف أبريل 2023، حافظ البلدان على النشاط التجاري والاقتصادي، لكن إدخال الاقتصاد في الصراع يكشف عن تحول في طبيعة المواجهة

الاتهامات السودانية والخلافات الدبلوماسية

في مايو الماضي، أعلنت الحكومة السودانية قطع العلاقات مع الإمارات، ووصفتها بـ"دولة عدوان"، متهمة إياها بدعم هجمات دقيقة على مدينة بورتسودان باستخدام أسلحة حديثة. كما قدّم السودان شكوى لمحكمة العدل الدولية يتهم فيها أبوظبي بالتورط في إبادة جماعية ضد مجتمع المساليت في دارفور.

لكن المحكمة رفضت الدعوى بعد انسحاب الإمارات من المادة التاسعة من اتفاقية الإبادة الجماعية، ما زاد من توتر العلاقات

أبعاد اقتصادية للتصعيد

رئيس نادي رجال وسيدات الأعمال السوداني، زاهر صديق، اعتبر القرارات الإماراتية تصعيدًا جديدًا في الصراع، محذرًا من آثار مباشرة مثل اختناق التجارة البحرية، وتعطيل التجارة العابرة، وارتفاع التكاليف.

وأضاف أن الأضرار طويلة المدى تشمل تآكل الثقة التجارية وزيادة عزلة السودان، ما قد يدفع الخرطوم لتعزيز شراكاتها مع دول مثل الصين وروسيا وتركيا، وتسريع تطوير موانئ بديلة مثل ميناء سواكن

احتمالات الرد السوداني

توقع زاهر أن تتخذ الخرطوم إجراءات مضادة تشمل تجميد استثمارات إماراتية أو وقف صادرات الذهب إلى أبوظبي، التي تُعد المستورد الأكبر للذهب السوداني.

كما أشار إلى أن السودان قد يبحث عن شركاء جدد لتطوير موانئه مثل قطر أو تركيا، بهدف تقليل الاعتماد على الشركاء التقليديين.

التدخلات العسكرية في قلب الأزمة

أستاذ العلاقات الدولية، عبد الرحمن أبو خريس، أوضح أن قرار الإمارات منع الطيران السوداني مرتبط باتهامات الخرطوم لأبوظبي برعاية قوات الدعم السريع، وبتورط مرتزقة أجانب، بينهم نحو 80 مقاتلًا من كولومبيا، في تشغيل أسلحة وطائرات مسيّرة لصالح المليشيا.

وأضاف أن السودان يتحرك دبلوماسيًا وقضائيًا، مقدمًا شكاوى لمجلس الأمن ومطالبًا باعتبار الإمارات داعمًا أساسيًا للدعم السريع.

البعد الدولي والضغط الأمريكي

أشار أبو خريس إلى وجود تيار داخل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدعو لتصنيف قوات الدعم السريع "مليشيا إرهابية" وفرض حظر سلاح على الإمارات، خاصة بعد ضبط أسلحة أمريكية وصلت إلى السودان عبر أبوظبي.

واعتبر أن منع الطيران ربما يكون ردًا على هذه الضغوط، لكنه توقع استمرار التجارة بين البلدين خاصة في قطاع الذهب، رغم احتمال توقفها مستقبلاً

تصريحات الخبراء العسكريين

الخبير العسكري اللواء عوض عبد الرحمن وصف القرارات الإماراتية بأنها استمرار لعدوانها على السودان، بهدف إجبار الحكومة والجيش على التفاوض بعد فشل حليفها في السيطرة على الحكم بالقوة.

وأكد أن الجيش السوداني في وضع قوي وقادر على الرد، داعيًا لتعزيز التحرك الدولي وكشف الدور الإماراتي في المحافل الإقليمية والدولية.

منعطف خطير في العلاقات

تأتي هذه القرارات الإماراتية كأحد أخطر فصول التصعيد بين البلدين، ليس فقط على الصعيد السياسي والعسكري، بل الاقتصادي أيضًا، ما يفرض على السودان البحث عن بدائل استراتيجية وتنويع تحالفاته الدولية، لتخفيف آثار هذه القرارات على اقتصاده وأمنه القومي.

*المصدر: نبض السودان | nabdsudan.net
اخبار السودان على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com