كتب مهندس مصطفى عبدالعزيز : الأمن السيبراني والهوية الرقمية: خط الدفاع الأول في معركة حماية الدولة السودانية
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
ترشيح سفير وزيرا للخارجية وقرار سيادي بإيقاف التنقلاتفي زمنٍ تحولت فيه الحروب من ميادين القتال إلى فضاءات الأثير والشبكات، بات الأمن السيبراني لا خيارًا، بل ضرورة وجودية لأي دولة تسعى للحفاظ على سيادتها وهيبتها ووعي شعبها.
اليوم، تواجه الدولة السودانية هجمة إعلامية ممنهجة وممولة، تستهدف معنويات الشعب، وتحاول طمس حقائق النصر في معركة الكرامة الوطنية، مستخدمة أخطر أدوات العصر: الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق (Deepfake). إنها حرب معلومات، تُشنّ بعقول باردة وأدوات ناعمة، لكنها لا تقل فتكًا عن الرصاص والمدافع. فالصورة المفبركة، والتسجيل المزيّف، والخبر الكاذب، كلها أسلحة تُستخدم لزرع الشك، وبث الهزيمة النفسية، وتقويض النسيج الوطني.
وقد كانت توجيهات رئيس الوزراء السوداني في هذا السياق واضحة وحاسمة لذا نقول
> "التركيز على الأمن السيبراني بات أولوية وطنية لحماية الدولة ومقدراتها، ودعم البنية التحتية الرقمية، وإنفاذ قوانين صارمة لحماية معلومات الشعب السوداني وأمنه وحقوقه".
السيادة الرقمية تبدأ من تحصين الفضاء السيبراني
إن المعركة على السيادة لم تعد فقط على الأرض، بل أصبحت في "الفضاء السيبراني"، حيث تُصنع الرواية وتُدار الحرب النفسية. والسبيل لحمايتها يبدأ من:
تأسيس بنية تحتية رقمية محمية بقوانين أمن معلومات حديثة ونافذة.
اعتماد الهوية الرقمية كآلية موحدة لكل المعاملات الحكومية للمواطنين، بما يضمن السرعة، الشفافية، والحماية، ويشكّل اللبنة الأساسية في مشروع التحول الرقمي.
بناء كوادر سودانية مؤهلة تقود هذا المسار، وتضمن ألا تكون مفاتيح الدولة الرقمية في يد شركات أجنبية أو جهات غير وطنية.
المؤسسات الوطنية.. العمود الفقري للحماية
ولا يمكن الحديث عن الأمن السيبراني دون الإشارة إلى المؤسسات التقنية الوطنية، وعلى رأسها مركز النيل للأبحاث التقنية، الذي نطالب بعودته الفورية إلى الواجهة، ليقود معركة التأمين والتطوير السيبراني، بما يمتلكه من خبرات تراكمية ومعرفة دقيقة بواقع البلاد واحتياجاتها.
كذلك، يجب تأهيل شركات سودانية تكنولوجية، ومنحها الفرصة للمشاركة في بناء نظام الأمن السيبراني الوطني، وفق معايير احترافية، وبإشراف أجهزة الدولة المعنية.
الرسالة للمسؤولين:
نقولها اليوم بوضوح لكل مسؤول عن الملف التقني أو الأمني أو المعلوماتي:
أنتم خط الدفاع الأول عن الدولة السودانية في وجه حرب إلكترونية لا تعرف هوادة.
لا مجال للتراخي، ولا مكان للمجاملة. فكما كان جنود الكرامة في الميدان أسودًا لا يلينون، فليكن رجال التقنية والسيبراني سيوفًا رقمية تحمي الظهر وتحرس الوعي.
الخاتمة:
التحول الرقمي ليس ترفًا، بل واجب وطني، والهوية الرقمية ليست مجرد وسيلة، بل درع سيادي، والأمن السيبراني لم يعد فرعًا من الأمن، بل قلبه النابض.
لنحمِ السودان بإرادة واعية، وسواعد وطنية، وقوانين صارمة، ووعي يقظ.
فالسيادة تبدأ من الشبكة… وتنتهي عند المواطن.