المسؤولة الأمريكية السابقة جانيت ماكيليغوت تؤكد تورط الإمارات في تجنيد مرتزقة كولومبيين لتنفيذ إبادة جماعية في السودان
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
تحذير أممي مرعب بشأن جيل كامل من أطفال السودانأثارت جانيت ماكيليغوت، المسؤولة الأمريكية السابقة في البيت الأبيض والخبيرة في الشؤون الدبلوماسية المتعلقة بالسودان، جدلاً واسعًا بتصريحات نارية اتهمت فيها دولة الإمارات العربية المتحدة بالضلوع في عمليات تجنيد مرتزقة كولومبيين لتنفيذ فظائع في إقليم دارفور لصالح ميليشيا الدعم السريع، بما في ذلك تدريب أطفال على القتال، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية.
في مقطع مصور نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي من لوس أنجلوس، كشفت ماكيليغوت تفاصيل صادمة حول عملية عابرة للحدود تشمل تجنيد مقاتلين كولومبيين عبر شركة إماراتية تُدعى “Global Security Group” بالتعاون مع شركة كولومبية تُعرف بـ”International Services Agencies”. ووفقًا لماكيليغوت، تم نقل هؤلاء المرتزقة إلى السودان عبر ليبيا، حيث يُدفع لكل مقاتل 2600 دولار شهريًا، بينما يحصل قادة الكتائب على 3600 دولار، تحت ذريعة حماية البنية التحتية النفطية.
تفاصيل مروعة من دارفور
بحسب ماكيليغوت، فإن المهمة الحقيقية لهؤلاء المرتزقة تتجاوز الحماية إلى تنفيذ عمليات قتل ممنهجة في دارفور. وأوضحت أنه فور وصولهم إلى ليبيا، صادرت قوات تابعة للجنرال خليفة حفتر جوازات سفرهم وبطاقاتهم الشخصية، وأُبلغوا بأن “الطريق الوحيد للعودة إلى الوطن هو بقتل كل من في الفاشر”. وأشارت إلى مقتل أكثر من 150 مرتزقًا كولومبيًا، فيما تمكن 50 إلى 80 آخرين من الفرار.
والأكثر إثارة للقلق، وفقًا لماكيليغوت، هو تورط هؤلاء المرتزقة في تدريب أطفال سودانيين تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عامًا على القتال، وهو ما يُعد انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني وقوانين مكافحة الإرهاب الأمريكية. وأضافت: “هؤلاء لا يحمون شيئًا، إنهم يعلّمون الأطفال كيف يقتلون مواطنيهم”.
تحقيق استقصائي يكشف الشبكة
تدعمت اتهامات ماكيليغوت بتقرير استقصائي سابق نشره الصحفي الكولومبي سانتياغو رودريغيز ألفاريز على منصةLa Silla Vacía، والذي وثّق تفاصيل تجنيد المرتزقة ونقلهم عبر الإمارات وليبيا إلى السودان. كما أشارت ماكيليغوت إلى أن الأمم المتحدة أدانت تجنيد الأطفال لصالح ميليشيا الدعم السريع، فيما حاول الرئيس الكولومبي وقف هذا التدفق الخطير للمرتزقة المدعوم من الإمارات.
رفض صومالي ودعوات للمحاسبة
كما سلّطت ماكيليغوت الضوء على رفض البرلمان الصومالي محاولات الإمارات استخدام موانئ البلاد كنقاط عبور لهؤلاء المرتزقة، واصفًا ذلك بـ”شحن غير مباشر للإبادة الجماعية”. وأكدت أن مدينة نيالا في دارفور أصبحت مركزًا رئيسيًا لعمليات تهدف إلى “إبادة سكان دارفور حرفيًا”.
نداء إنساني عاجل
اختتمت ماكيليغوت تصريحها بنداء إنساني ملح، داعية إلى وقف قصف الفاشر، وتمويل الإبادة الجماعية، واستيراد المرتزقة، ومنع السلطات الليبية من احتجاز المقاتلين في حرب “لم يفهموها بالكامل”. وشددت على ضرورة تحرير سكان دارفور المحاصرين الذين يعانون من الجوع والخوف.
إدانة غير مسبوقة
يُعد تصريح ماكيليغوت، بصفتها مسؤولة أمريكية سابقة تتمتع بمصداقية وخبرة عميقة في الملف السوداني، واحدًا من أقوى الإدانات العلنية للدور الإماراتي في تغذية الحرب في السودان عبر المرتزقة واللوجستيات السرية لصالح الدعم السريع. ويبرز هذا التصريح الحاجة الملحة لتدخل دولي لمحاسبة الجهات التي تمكّن هذه الجرائم وتدعمها، في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية في دارفور.