اخبار السودان

أثير نيوز

سياسة

خطر الإشاعة علي الأمن… بقلم عقيد شرطة د . عادل يوسف حاج علي

خطر الإشاعة علي الأمن… بقلم عقيد شرطة د . عادل يوسف حاج علي

klyoum.com

من المسلمات أن الهدف من الاشاعه دائما هو عقل الإنسان وقلبه ونفسه وليس جسده .

فكما أن الاسلحه تستهدف جسد الإنسان

فإن الاشاعه الامنيه تستهدف قلب وعقل الإنسان

لذلك تكمن هنا خطورتها لانك إذا نلت من عقل وقلب الإنسان فإن ذلك ينتقل تلقائيا الي جميع أعضاء جسمه وبالتالي ينعكس ذلك في تصرفاته من خلال تحطيم معنويات الشخص المستهدف .

ورغم تعدد انواع الشائعات مثل إشاعة الخوف – إشاعة الامل أو التمني -اشاعة الحقد – إشاعة المزاح أو الهزار – إشاعة النصح – إشاعة التلميع أو الظهور .

رغم تعدد انواعها إلا أن أخطر أنواع الشائعات هو الشائعه الامنيه

ذلك أن الأمن ضد الخوف

والخوف بمعناه الحديث يعني التهديد الشامل سواء كان للجوانب الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية

فالامن يعني تهيئة الظروف والمناخ المناسب للانطلاق الي تحقيق الاستراتيجية المخططة في الدولة للتنمية الشامله بهدف تأمين الدولة من الداخل والخارج الأمر الذي يدفع التهديدات ضد الدولة باختلاف أبعادها وبالقدر الذي يمكن الفرد من أداء واجباته باطمئنان مما ينعكس إيجابا في عملية العائد والمردود من هذه الخدمات للمواطن المتلقي للخدمة

لذلك تكمن خطورة الشائعه الامنيه في أنها تعطل جميع مستويات الحياة ويصبح هنالك قصور واضح في تأدية كل الأعمال .

فإذا تم إطلاق شائعه أن هنالك قوة مسلحه تهاجم المواطنيين وتعترض طريقهم في الشارع العام بعد المغرب فإن الشخص الذي اعتاد علي العمل حتي الساعه التاسعه مساءا فإنه سيغلق مكان خدمته أو مكان عمله ويرجع الي منزله الساعه الرابعه عصرا خوفا علي نفسه من تلك القوة المسلحه وبالتالي هنالك حوالي خمس ساعات مهدرة يوميا كان يمكن أن تساهم في عجلة التنمية في البلد خاصه في قطاع الصناعه .

فإذا نلت من اطمئنان الشخص وزرعت في نفسه بعض الهواجس فإنك تلقائيا قد نلت من الدوله وعطلت اهم كادر بها وهو العنصر البشري

فكل الأعمال يتم إتقانها اذا كان فاعلها مطمئن لا يخشي علي نفسه وبالعكس يحدث كثيرا من الفشل للأعمال اذا كان فاعلها غير مطمئن علي نفسه أو أسرته

هذا النوع من الشائعات للاسف تكرر كثيرا في هذه الحرب التي فرضت علي الجيش السوداني .

فكثيرا ما تطلق شائعه أن المليشيا علي مقربه من المنطقه المحددة فينعكس ذلك علي المواطنيين وخوفا من افعال المليشيا الهمجيه علي أسرهم يقومون باخلاء هذه المنطقة وبالتالي يحصل كثيرا من الفوضي مثل السرقات والنهب .

والي أن يتأكد المواطن من كذب الشائعه يكون الشائعه قد أدت غرضها وزرعت الرعب في قلوب المواطنيين ولو مؤقتا .

لذلك يصبح مظهر وجود القوات النظامية في الشوارع من المسائل المطمنه المواطنيين .

بالاضافه الي الدور الكبير الذي يجب أن تطلع به وسائل الإعلام في نشر رسائل الاطمئنان للمواطنيبن وتدريب المواطنيين للتصدي لمثل هذه الشائعات .

فالمواطن بامتلاكه لهاتف ذكي يمكن أن يكون حائط سد ضد هذه الشائعات وخاصة الامنيه منها .

لان كثيرا من الشائعات ينتهي مفعولها إذا وجدت عمل مضاد لها مدعوم بالصور والتسجيلات وبالتالي انعدام أثرها .

والله من وراء القصد

*المصدر: أثير نيوز | atheernews.net
اخبار السودان على مدار الساعة