سلسلة الثقافة الشعبية غير المادية في الأحساء تُدشَن بمعرض كتاب الرياض
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
قرار بفصل البنين عن البنات في جميع مدارس العام والخاص بالخرطوممتابعات – نبض السودان
انسدل ستار تدشين كتاب سلسلة الثقافة الشعبية غير المادية في الأحساء بمعرض الكتاب في الرياض والمتوافق مع العام الثقافي للحرف اليدوية 2025م، حيث أصدر مركز المؤلف للنشر والتوزيع بالتعاون مع دار عالم حروف للنشر والتوزيع للوكيل الأدبي د. عبدالله بن عيسى البطيّان.
الجدير بالذكر أن السلسلة تكونت من أربعة أجزاء تضمنت: أحازيها، ألعب وأنا صغير وكبرت، الباعة المتجولون، قصص الحساويات. وهذه العناوين ضمن ذاكرة السعودية للتعابير الشفهية وحفظ التراث حيث تم حصر الألفاظ والأسماء والألعاب الشعبية والقصص التراثية وتوليف أحداث وسيناريوهات في إطار يتناسب مع حفظ الأثر الاجتماعي والاقتصادي ويثري الساحة التاريخية بالسرد السعودي.
أحازيها والذي ضم بين دفتيه 123 صفحة نقلت آثار الأحازي التي تناقلتها الجدات والمتوافقة مع مصادر ومراجع وطنية موثوقة عن سامعيها شفهيًا ومدونيها في مصادرهم لتكون محل مضاف للنقل المسند مذيّل المصدر.
ألعب وأنا صغير وكبرت والذي ضم بين دفتيه 212 صفحة نقل الألعاب الشعبية والتعابير للاعبيها مع وصف اللعبة والصناعات المستخدمة من البيئة التي لعب بها أهلها وكما تم ذكر الفنون الشعبية وقصائد كان على إثرها قواسم امتدت ليومنا الحاضر قام عليها الصغار والكبار بما يتناسب مع الأيام والمواسم والأعياد الوطنية.
الباعة المتجولون والذي ضم بين دفتيه 120 صفحة في عنوان هو الأوحد من نوعه والمضاف للمكتبة العربية عمومًا والوطنية خصوصًا ليتم حصر المهن وما يضاف لاستدامة الاقتصاد وفق رؤية الوطن 2030 مع ذكر اللوائح والانظمة القانونية لاستخراج التراخيص اللازمة لكل مهنة مصنفة في السوق السعودي.
قصص الحساويات والذي ضم بين دفتية 107 صفحات جمع 28 قصة تم توليفها باللهجة الدارجة حفظت الموروث والزمكان اللفظي للنساء وما يدور بينهن من مواقف وطرائف وأحداث ذات الصلة بطابع تراثي كـ: ضرس غزال، يهبل، عووش، سعيّدة أم الخلاجين، حور، روزنة، زحلوقه، ريال نبابي، أم السعف والليف، سوسن ناقصة العقل، سماح هبّة الريح، ريم الكذابة، رانيا، فاطمة والفهلوة، لولوة والشيخ حسن… والكثير من المواقف المسكوت عنها مجتمعيًا أو غائبة عن المدونين رصدت بالكتابة الشفهية مثلما ينطقها أهلها تمامًا.
من جانب آخر كان للباحث د. عبدالله البطيّان مصادر موثوقة استند عليها الباحث كأعلام هذا المنهج مثل د. سمير الضامر، د. عبدالله الطاهر، أ. يوسف الخميس وآخرين محل تقدير، كما شارك في تقديم السلسلة م. عبدالله الشايب، والاعلامي أ. راشد القناص، والباحث الشيخ طارق الفياض، والاعلامي الشاعر عبداللطيف الوحيمد.
ومن البوادر الملفته وجود عنصر البيذانة في تصميم غلاف السلسلة كما تم اختيار واجهة بوابة مدينة الجرن في الأحساء، وكان ضمن عناصر التراث اختيار خط المسند الحسائي مساند للخط المهند العربي متصدر واجهة كل عنوان، بالاضافة لاسم الباحث واسم السلسلة.
وحيث جذور الأحساء الحية: كنز "الثقافة الشعبية غير المادية" يروي حكايات الوطن
تزخر محافظة الأحساء، الواحة التاريخية المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، بكنوز لا تُقدَّر بثمن؛ كنوز لا تُرى بالعين المجردة فحسب، بل تُسمع وتُمارَس وتُورث عبر الأجيال. إنها كنوز الثقافة الشعبية غير المادية، التي تشمل الفنون الأدائية، الحكايات الشفوية، المهن والحرف اليدوية، وطقوس الحياة الاجتماعية، والتي باتت اليوم في صدارة اهتمام الوعي الوطني عبر مشروع توثيقها.
سلسلةٌ تحفظُ روحَ التراث
تُعدّ سلسلة توثيق الثقافة الشعبية غير المادية في الأحساء، التي أُطلقت ضمن جهود وطنية حثيثة، بمثابة سجلٍ حيّ يحمي الذاكرة من النسيان.
إنها لا تقتصر على مجرد جمع المعلومات، بل هي تجسيدٌ للهوية الوطنية، وحماية للتراث السعودي الأصيل من الاندثار، فكل لحن "سامري"، وكل خطوة في رقصة "الهيدة"، وكل مهارة في "حياكة السدو" أو "دق الحب"، وكل نكهة في "الأكلات الشعبية"، تمثل فصلاً أصيلاً من تاريخنا الممتد.
ولها أهمية وطنية وجاذبية للقارئ والباحث والمهتم في حدٍ سواء إنّ نشر مقطوعات ومواد عن هذه السلسلة في موضع الفخر والاعتزاز داخل وخارج المملكة العربية السعودية يكتسب أهمية قصوى لسببين رئيسيين:
حفظ التراث الوطني: تساهم هذه السلسلة في ترسيخ الاعتزاز بالهوية الثقافية للمملكة، وتضمن استمرار هذا الإرث لوصوله إلى الأجيال القادمة كما نصت على ذلك مستهدفات رؤية المملكة 2030.
جاذبية القراء: يميل القارئ دائمًا إلى ما يلامس وجدانه ويُعيده إلى جذوره. هذه الموضوعات تقدم للقارئ المحلي والعربي نافذةً فريدة على التفاصيل الدقيقة للحياة في الأحساء، مُقدمةً قصصًا إنسانية عميقة ومهارات يدوية ساحرة. إنها مادة غنية تجمع بين التوثيق التاريخي والجمالية الفنية، مما يجعلها مادة في التراث الإنساني متميّزة ومُلهمة.
ندعو القراء إلى متابعة هذه السلسلة الفريدة التي تُبصرنا بعمق تاريخنا وتُحيي فينا الشغف بتراثنا اللامادي، فمن لا يعرف ماضيه لا يستطيع بناء مستقبله بثقة، إنها دعوة لاستكشاف جمال الروح الأحسائية، وعمق الإرث السعودي المتجذر.