اخبار السودان

نبض السودان

سياسة

الدعم السريع ترفع الراية البيضاء.. إعلان مفاجئ بانتهاء الحرب

الدعم السريع ترفع الراية البيضاء.. إعلان مفاجئ بانتهاء الحرب

klyoum.com

متابعات- نبض السودان

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً على الساحة السياسية والعسكرية، أعلنت رئيس المجلس الاستشاري لقوات الدعم السريع المتمردة انتهاء ما وصفته بـ"المعركة العسكرية" ضد القوات المسلحة السودانية، مؤكدة انتقال قوات الدعم السريع إلى ما أسمته "مرحلة تأسيس الدولة السودانية الجديدة".

دعم سريع يعلن نهاية القتال والانتقال لـ"بناء الدولة"

جاء هذا الإعلان المفاجئ خلال مخاطبة جماهيرية في ولاية جنوب دارفور، حيث أكدت القيادات الاستشارية للدعم السريع أن صفحة المواجهة العسكرية قد طويت، معلنين دخولهم في "معركة جديدة" تتمثل في ما سموه "تأسيس الدولة العادلة".

وشدد المتحدث باسم المجلس الاستشاري للدعم السريع على أن هذه المرحلة الجديدة ستركز على بناء مؤسسات مدنية وتهيئة بيئة سياسية "تراعي العدالة والمساواة لكل السودانيين"، دون تقديم تفاصيل عن الكيفية التي سيتم بها تحقيق ذلك في ظل الانقسام الحاد بين الدعم السريع والجيش السوداني.

الجيش السوداني يرد: الخرطوم والنيل الأبيض تحت السيطرة الكاملة

يأتي هذا التصريح المثير للجدل بعد ساعات فقط من إعلان الجيش السوداني استكمال السيطرة العسكرية على ولاية الخرطوم وولاية النيل الأبيض، وتحرير منطقة "الصالحة" التي كانت تُعد آخر معقل لقوات الدعم السريع في العاصمة.

وقال متحدث باسم القوات المسلحة إن القوات السودانية باتت تسيطر بالكامل على المواقع الاستراتيجية في الخرطوم، مشيراً إلى أن ما تبقى من جيوب للمتمردين يجري التعامل معها عبر "عمليات تمشيط وتطهير دقيقة".

دعم سريع في دارفور: "انتهت الحرب.. وبدأت مرحلة التحرير السياسي"

خلال مخاطبة نظمتها قوات الدعم السريع في جنوب دارفور، قالت القيادات العسكرية والمدنية التابعة لهم إنهم دخلوا الآن "مرحلة العمل السياسي"، معلنين أن جهودهم القادمة ستنصب على "تحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية في السودان".

وأضاف البيان أن الدعم السريع لم يعد يسعى للسيطرة على المدن أو خوض معارك ميدانية، بل يوجه اهتمامه نحو ما وصفه بـ"النضال المدني والمؤسسي"، في خطوة وصفها مراقبون بأنها محاولة لإعادة التموضع السياسي بعد الخسائر الميدانية.

تساؤلات عن الهدف من إعلان الدعم السريع

أثار هذا الإعلان تساؤلات عميقة في الأوساط السياسية السودانية، حيث رأى محللون أن توقيت إعلان انتهاء المعركة قد يعكس تراجعاً في قدرات الدعم السريع، خصوصاً بعد تقدم الجيش في العديد من المواقع الحاسمة، وتراجع وجود المليشيا في مناطق كانت تعتبر حيوية.

وفي المقابل، يرى آخرون أن هذه التصريحات قد تكون جزءاً من مناورة سياسية تهدف إلى كسب التأييد الشعبي أو الدولي، لا سيما في ظل تقارير تتحدث عن تدهور الوضع الإنساني والأمني في مناطق النزاع.

دعم سريع والواقع الميداني: تباين صارخ

وفي الوقت الذي تتحدث فيه قوات الدعم السريع عن "نهاية المعركة"، تشير الوقائع على الأرض إلى استمرار المواجهات في مناطق متفرقة من إقليم دارفور وولايات كردفان، حيث يتهم الجيش قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، وفرض سلطتها بقوة السلاح على السكان.

ويؤكد محللون عسكريون أن "انتهاء المعركة" لا يمكن تأكيده إلا بوجود اتفاق سياسي شامل يوقع عليه الطرفان، مشيرين إلى أن أي تصريحات أحادية الجانب لا تغيّر من الواقع العملياتي شيئاً.

دعم سريع والضغط الدولي

من جهة أخرى، يشير مراقبون إلى أن هذا الإعلان قد يكون محاولة لامتصاص الضغط الدولي المتزايد على الدعم السريع، خصوصاً بعد تقارير حقوقية تتهم عناصرها بارتكاب فظائع في مناطق النزاع، وقد تكون هذه الخطوة بمثابة "إعادة تلميع" لصورة القوات أمام الرأي العام العالمي.

ماذا بعد إعلان "انتهاء المعركة"؟

رغم الجدل الكبير الذي أثاره تصريح الدعم السريع، إلا أن المتابعين للشأن السوداني يرون أن المرحلة القادمة ستكون مليئة بالتعقيدات، ما لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية حقيقية تضمن وقف القتال وتحقيق العدالة الانتقالية، ومعالجة جذور الأزمة.

وفي ظل غياب أي مؤشرات رسمية من الجيش السوداني تدعم هذا الإعلان، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مدى واقعية تصريحات الدعم السريع، وما إذا كانت تمهيداً لتفاوض قادم أم انسحاباً تحت وطأة الضغط العسكري.

*المصدر: نبض السودان | nabdsudan.net
اخبار السودان على مدار الساعة