إسرائيل تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط.. بدء تنفيذ خطة إينون على أرض الواقع
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
الطاقة تلتزم بـ 300 محول كهرباء لولاية الجزيرةمتابعات – نبض السودان
في عام 1982، قدم أوديد إينون، مستشار رئيس وزراء إسرائيل الأسبق أرييل شارون، وثيقة استراتيجية تحت عنوان "استراتيجية إسرائيل للثمانينيات"، التي وضعت الأسس لتحول إسرائيل إلى قوة إقليمية إمبريالية.
هذه الوثيقة، التي كانت في البداية مجرد رؤية نظرية، بدأت تتحقق على أرض الواقع في السنوات الأخيرة، خصوصًا في سوريا، مما يشير إلى تطور واضح في سياسة إسرائيل تجاه المنطقة.
تفكيك الدول العربية: جوهر خطة إينون لتأمين تفوق إسرائيل
تقوم الخطة على فك الدول العربية الكبرى إلى دويلات صغيرة طائفية وعرقية، وهو ما يضمن تفوق إسرائيل في المنطقة. في هذا السياق، كان الهدف الأساسي هو سوريا، حيث أوصى إينون بتقسيمها إلى دويلات علوية وسنية ودرزية، محاكاةً لما حدث في لبنان خلال الحروب الأهلية في السبعينيات والثمانينيات. يهدف هذا التقسيم إلى إضعاف سوريا وبالتالي ضمان تفوق إسرائيل الإقليمي.
من الصراع الداخلي إلى التدخل الإسرائيلي: تفعيل الخطة على الأرض
بعد أكثر من أربعة عقود من طرح هذه الخطة، بدأت ملامحها تظهر بوضوح في سوريا، حيث أدت الصراعات الداخلية التي تشهدها البلاد إلى تشرذم المجتمع وتفكيك الدولة. هذا الوضع سمح لتدخلات إقليمية ودولية، بما في ذلك التدخلات الإسرائيلية، بأن تصبح أكثر وضوحًا.
في ديسمبر 2024، استغلت إسرائيل الوضع الداخلي في سوريا لتنفيذ ضربات جوية على أهداف استراتيجية، مؤكدة بذلك أنها تعمل على تنفيذ خطتها في الواقع. تزامن ذلك مع إعلان إسرائيل عن إقامة "منطقة سيطرة" داخل الأراضي السورية، مما يهدف إلى إقامة منطقة عازلة تأمين حدودها الشمالية.
الخطط الدفاعية: تعزيز السيطرة الإسرائيلية على الحدود السورية
كشف تقرير عن وجود خطة إسرائيلية جديدة لحماية الحدود مع سوريا، حيث تتضمن هذه الخطة ثلاثة مستويات دفاعية. الأول يتمثل في إنشاء منطقة حدودية عازلة داخل الأراضي الإسرائيلية، بينما يتضمن الثاني نشر نظام دفاع أمامي داخل الأراضي السورية. أما الثالث فهو فرض نزع السلاح في جنوب سوريا، ما يعكس مساعي إسرائيل لضمان أمنها على حساب الأراضي السورية.
التدخل العسكري الإسرائيلي: من التصريحات إلى الضربات الجوية
في إطار تنفيذ الخطة، وجهت إسرائيل تهديدات واضحة لحكومة سوريا الانتقالية برئاسة أحمد الشرع، على خلفية الأحداث التي شهدتها مناطق مثل جرمانا وصحنايا، حيث يسكن أفراد الطائفة الدرزية. هذه التهديدات لم تقتصر على التصريحات بل امتدت إلى تحركات عسكرية، حيث شنت إسرائيل ضربات جوية ضد مواقع عسكرية سورية، بما في ذلك بالقرب من القصر الرئاسي في دمشق، في رسالة تهديد واضحة.
خلاصة: هل نعيش اليوم في "الواقع الميداني" لخطة إينون؟
التحركات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة تؤكد أن خطة "أوديد إينون" ليست مجرد أفكار نظرية بل أصبحت استراتيجية ميدانية تُنفذ على الأرض. من خلال استغلال الفوضى الداخلية في سوريا، تسعى إسرائيل إلى تقسيم البلاد وزيادة ضعفها لضمان تفوقها الإقليمي واستمرار أمنها في منطقة الشرق الأوسط.