اخبار السودان

نبض السودان

سياسة

التفاصيل الكاملة لجلسة مجلس الأمن حول السودان

التفاصيل الكاملة لجلسة مجلس الأمن حول السودان

klyoum.com

متابعات – نبض السودان

عقد مجلس الأمن الدولي، الجمعة 27 يونيو 2025، جلسة إحاطة مفتوحة تلتها مشاورات مغلقة حول الوضع في السودان. وقام الاجتماع عملًا بالقرار 2715 الصادر في الأول من ديسمبر 2023، الذي طلب من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم إحاطة كل 120 يومًا حول جهود الأمم المتحدة لدعم السودان في مساره نحو السلام والاستقرار.

واستمع المجلس إلى إحاطة من مارثا بوبي مساعدة الأمين العام للشؤون الأفريقية في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام، إذ قدمت بوبي لمحة عامة عن تدهور الوضع الأمني في السودان. والتي أفادت بأن الأوضاع الأمنية في السودان لا تزال متردية، وتتسم بتغير خطوط المواجهة، وتزايد الهجمات الجوية العشوائية في كثير من الأحيان من قِبل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، واستمرار الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات.

دعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء معاناة السودانيين

وعبرت بوبي عن القلق إزاء الاستخدام المتزايد للأسلحة المتطورة، بما في ذلك الطائرات المُسيّرة بعيدة المدى. ولفتت إلى التقارير الأخيرة عن وقوع اشتباكات عنيفة في منطقة المثلث الحدودية بين السودان وليبيا ومصر، قائلة إنها شملت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وقوات تابعة للجيش الوطني الليبي، واصفة ذلك بأنه "تصعيد خطير".

وأدان مجلس الأمن هجومًا نفذه عناصر سودانية يُشتبه في انتمائهم إلى قوات الدعم السريع على بعثة "مينوسكا"، ما أدى إلى مقتل جندي حفظ سلام. وقالت المسؤولة الأممية إن الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي في السودان تتواصل، معددة العنف الجنسي، واستهداف العاملين في المجال الإنساني، وتضاعف القتل التعسفي للمدنيين، مع تسجيل عمليات إعدام بإجراءات موجزة، خاصة في الخرطوم، واستمرار الحصار والهجمات على الفاشر من قبل قوات الدعم السريع، بما في ذلك تجنيد الأطفال في دارفور.

وأشارت إلى أداء رئيس الوزراء كامل إدريس اليمين وبدئه تشكيل "حكومة الأمل" المؤلفة من 22 وزارة يقودها تكنوقراط. وقالت إن الخلافات داخل "تحالف التأسيس" بقيادة الدعم السريع مستمرة حول تشكيل "الحكومة الموازية".

وفي ظل اتساع رقعة الصراع، دعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء معاناة السودانيين ومنع تصعيد قد يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة.

مندوب السودان

بدوره طالب مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير الحارث إدريس، مجلس الأمن والمجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف تدفقات السلاح إلى "مليشيا" الدعم السريع من دولة الإمارات وشركاء إقليميين، مؤكدًا أن هذا الدعم العسكري هو السبب الوحيد في استمرار النزاع في البلاد.

دعا السفير الحارث إدريس إلى تصنيف قوات الدعم السريع كـ"مجموعة إرهابية"، مشددًا على ضرورة انسحاب عناصرها إلى معسكرات مخصصة لهم

ودعا السفير إلى تصنيف قوات الدعم السريع كـ"مجموعة إرهابية"، مشددًا على ضرورة انسحاب عناصرها إلى معسكرات مخصصة لهم وإخلاء منازل المدنيين، تنفيذًا لالتزامات اتفاق جدة.

وأكد إدريس أن السودان يتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة في جهود مبعوثه الخاص، كما يعمل مع الإيقاد والاتحاد الأفريقي لتنشيط خطة وطنية لحماية المدنيين، تتسم بالملكية الوطنية كما نص عليها القرار 2736. وأعلن أن السودان سيقدّم خلال الشهر المقبل خطة وطنية متكاملة لحماية المدنيين إلى مجلس الأمن.

الولايات المتحدة

من جانبها، أكدت السفيرة دوروثي شيا، الممثلة الأميركية بالإنابة لدى الأمم المتحدة، خلال كلمتها أمام مجلس الأمن الدولي، أن النزاع في السودان يُعدّ أكبر أزمة إنسانية في العالم حاليًا، ووصفتها بأنها "أزمة من صنع الإنسان تمامًا"، مشيرة إلى أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع تستخدمان منع وصول المساعدات كسلاح حرب، مما يؤدي إلى مجاعة وسقوط ضحايا وتبديد الموارد.

وشددت شيا على ضرورة التزام جميع أطراف النزاع، بما فيها الجيش والدعم السريع، بتأمين وصول المساعدات الإنسانية، وأعلنت عن مقترح أميركي من ثلاث خطوات تشمل: إزالة العقبات البيروقراطية أمام دخول الإمدادات، فتح جميع المعابر الحدودية لأغراض إنسانية، وتسريع إصدار التأشيرات وتصاريح العاملين الإنسانيين خلال أسبوع.

لوحت واشنطن بمحاسبة الجهات التي تُعيق إيصال المساعدات، وستأخذ مدى تعاون الأطراف في الاعتبار عند تحديد التمويل والشراكات

وأضافت أن واشنطن ستُحاسب الجهات التي تُعيق إيصال المساعدات، وستأخذ مدى تعاون الأطراف في الاعتبار عند تحديد التمويل والشراكات. كما دعت إلى إعادة تشكيل فريق خبراء لجنة القرار 1591 دون تأخير، وفرض عقوبات على المتورطين في ارتكاب الفظائع، مؤكدة أن تأخير التعيينات يُبقي المجلس في جهل بشأن ما يحدث على الأرض.

واختتمت السفيرة الأميركية كلمتها بالإشادة بدور غرف الاستجابة للطوارئ في إيصال المساعدات وحماية المدنيين، ووصفت جهودهم بأنها "بطولية وأساسية لبقاء الملايين من السودانيين".

المملكة المتحدة

وخلال كلمته، أكد السفير جيمس كاريوكي، نائب الممثل الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، أن المدنيين السودانيين، ولا سيما النساء والفتيات، يتحملون العبء الأكبر من النزاع، مشددًا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.

ودعا كاريوكي طرفي النزاع إلى احترام التزامات اتفاق جدة وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية وفقًا للقانون الدولي، مشيرًا إلى أن السودان يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية وأخطر البيئات على العاملين في المجال الإنساني.

شدد نائب الممثل الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة على أن "لا حل عسكريًا لهذا الصراع"، مشيرًا إلى أن فرض هياكل حكم موازية أو تغييرات دستورية أحادية يعمّق الأزمة

وأوضح أن المملكة المتحدة ساهمت في مؤتمر لندن الأخير بحشد أكثر من مليار دولار للمساعدات، مؤكدًا أن هذه الجهود لن تؤتي ثمارها دون تأمين الوصول الإنساني ورفع القيود. وعبّر عن دعم بلاده لدعوات الأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية، مطالبًا جميع الأطراف بضمانات أمنية حقيقية وتحسينات ملموسة في الميدان.

وفي ختام كلمته، شدد كاريوكي على أن "لا حل عسكريًا لهذا الصراع"، مشيرًا إلى أن فرض هياكل حكم موازية أو تغييرات دستورية أحادية يعمّق الأزمة، ودعا إلى احترام سيادة السودان ووحدته، مؤكدًا دعم المملكة المتحدة لعملية سياسية شاملة بقيادة مدنية تُفضي إلى السلام والديمقراطية.

الصين

اعتبر ممثل الصين في مجلس الأمن الدولي أن تعيين رئيس الوزراء كامل إدريس وبدء تشكيل مجلس وزراء مدني يمثلان خطوات إيجابية في اتجاه تنفيذ خارطة الطريق السياسية في السودان، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم هذه الجهود دون فرض شروط أو تدخلات خارجية.

وأكد المندوب الصيني أن للسودان الحق السيادي في اختيار مسار تنميته وتحديد ترتيباته المؤسسية بما يتماشى مع ظروفه الوطنية، مشددًا على ضرورة احترام سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه.

حذر المندوب الصيني من مغبة "تكرار أخطاء الماضي"، داعيًا جميع الأطراف إلى الامتناع عن فرض حلول خارجية أو الترويج لمعايير لا تنسجم مع الواقع السوداني

وحذّر من مغبة "تكرار أخطاء الماضي"، داعيًا جميع الأطراف إلى الامتناع عن فرض حلول خارجية أو الترويج لمعايير لا تنسجم مع الواقع السوداني، مشيرًا إلى أهمية التعلّم من دروس التاريخ وتجنّب الاشتراطات غير الواقعية.

روسيا الاتحادية

أعرب الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، خلال الجلسة، عن قلق بلاده إزاء التدهور المتواصل في الوضع الإنساني بالسودان، مشيرًا إلى أن خطط الاستجابة تعاني من نقص حاد في التمويل، وهو ما يزيد من صعوبة الأوضاع على الأرض.

وأشار نيبينزيا إلى أن السلطات السودانية اتخذت خطوات تهدف إلى حماية المدنيين وضمان الاستقرار، إلا أن البلاد ما تزال تواجه أزمات صحية حادة ونقصًا في الأدوية وانتشارًا للأمراض، إضافة إلى زعزعة الاستقرار في شرق السودان، بالتزامن مع ضعف وصول المساعدات الإنسانية.

شدد الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة على ضرورة وضع الخطوات التي اتخذتها الحكومة السودانية في الاعتبار خلال تقييم الأوضاع

وشدد على ضرورة وضع الخطوات التي اتخذتها الحكومة السودانية في الاعتبار خلال تقييم الأوضاع، محذرًا من تبنّي مقاربات غير محايدة أو منحازة.

وأقر المندوب الروسي بالصعوبات التي تواجه وصول المساعدات الإنسانية عبر تشاد، داعيًا في الوقت ذاته إلى التنسيق مع السلطات المركزية، مع التزام الهياكل الإنسانية بالحياد والطبيعة غير السياسية للعمل الإغاثي.

وأكد نيبينزيا أن روسيا ستواصل دعمها للشعب السوداني دون فرض شروط، بالتعاون مع شركائها، لا سيما في العالمين العربي والإسلامي، قائلًا إنهم لن يضعوا أي شروط على وصولها.

*المصدر: نبض السودان | nabdsudan.net
اخبار السودان على مدار الساعة