اخبار السودان

نبض السودان

سياسة

جريمة بشعة ضد لاجئ سوداني تهز مخيم في أفريقيا الوسطى

جريمة بشعة ضد لاجئ سوداني تهز مخيم في أفريقيا الوسطى

klyoum.com

متابعات- نبض السودان

شهد مخيم "بيراو" للاجئين السودانيين في جمهورية أفريقيا الوسطى جريمة مروعة راح ضحيتها لاجئ سوداني ينتمي لقبيلة التعايشة، وسط تصاعد مخاوف من امتداد العنف العرقي إلى داخل المخيمات التي تضم آلاف الهاربين من ويلات الحرب في السودان.

جريمة داخل مركز اتصالات

في تفاصيل الحادثة، أفاد أحد اللاجئين السودانيين داخل مخيم "بيراو" لموقع "دارفور24″، أن الضحية يُدعى يعقوب عثمان، وهو لاجئ سوداني من قبيلة التعايشة، وقد لقي مصرعه داخل المخيم بطريقة وصفها الشهود بـ"الوحشية"، بعد أن هاجمته مجموعة من أبناء قبيلة الكارا المسلّحين بالأسلحة البيضاء.

وقعت الجريمة مساء الأحد، حينما هاجمت المجموعة المسلحة مركز الاتصالات الذي كان يُديره يعقوب عثمان داخل المخيم، وطالبوه بتسليم جهاز الإنترنت الفضائي (ستارلينك) الذي يستخدمه في تقديم خدمات الاتصالات للاجئين.

رفض التسليم انتهى بالقتل

وبحسب الشهادات، فإن يعقوب رفض تسليم الجهاز، مما دفع المجموعة إلى الاعتداء عليه بالضرب المبرح مستخدمة السكاكين والعصي، ما أدى إلى وفاته على الفور. وأسفر الهجوم كذلك عن إصابة شخصين آخرين بجروح خطيرة، لا تزال حالتهما حرجة.

وأثارت الجريمة حالة من الهلع والقلق وسط قاطني المخيم، حيث أشار اللاجئ الذي تحدث لـ "دارفور24" إلى أن الحادثة "خلّفت ذعراً واسعاً في صفوف اللاجئين، وسط مخاوف من اندلاع اشتباكات قبلية داخل المخيم".

تصاعد التوتر بين التعايشة والكارا

ويأتي هذا الحادث في سياق التوتر المستمر بين قبيلتي التعايشة السودانية والكارا المقيمة في جمهورية أفريقيا الوسطى، والذي تصاعد منذ يونيو الماضي، على خلفية نزاعات أهلية مسلحة بدأت في المناطق الحدودية بين البلدين، وتسببت في مقتل العشرات.

تعود جذور الأزمة إلى صراعات طويلة الأمد بين القبيلتين، تفاقمت مؤخراً بسبب التدفق الكبير للاجئين السودانيين إلى جمهورية أفريقيا الوسطى هرباً من الحرب التي اندلعت في السودان منذ منتصف أبريل من العام الماضي.

اللاجئون في دائرة الخطر

الحادثة تثير مخاوف جدية من امتداد العنف القبلي إلى داخل مخيمات اللاجئين، التي من المفترض أن تكون مناطق آمنة للهاربين من النزاعات، لكنها الآن أصبحت بؤراً محتملة للعنف والتصفيات العرقية.

ويحذر نشطاء ومنظمات حقوقية من أن ضعف الرقابة الأمنية داخل المخيمات، ووجود خلفيات قبلية متوترة بين قاطنيها، قد يؤدي إلى تكرار مثل هذه الحوادث، ما يتطلب تدخلاً عاجلاً من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لضمان سلامة اللاجئين.

نزوح جماعي وأرقام صادمة

وبحسب إحصائيات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد لجأ أكثر من 38 ألف سوداني إلى جمهورية أفريقيا الوسطى وحدها، من أصل 4.1 ملايين شخص فرّوا إلى دول الجوار منذ اندلاع الحرب في السودان.

ورغم ضخامة الأعداد، تعاني معظم المخيمات من ضعف في البنية التحتية ونقص في الخدمات الأساسية، وغياب للرقابة الأمنية الفعالة، مما يجعل اللاجئين عرضة لانتهاكات متعددة تشمل السرقة والعنف والابتزاز، وأحيانًا القتل.

منطقة "أم دافوق".. نقطة التماس والاحتقان

تقع بلدة "أم دافوق" السودانية على الحدود المباشرة مع جمهورية أفريقيا الوسطى، وهي تعتبر نقطة ساخنة لتقاطع النزاعات بين القبائل السودانية والمجموعات المسلحة القادمة من العمق الإفريقي.

وتعيش قبيلة التعايشة في هذه المنطقة، بينما تنشط قبيلة الكارا داخل الأراضي الوسط إفريقية، ما يجعل الحدود بين البلدين ساحةً للتوترات القبلية المسلحة، والتي بدأت تنعكس سلبًا على أوضاع اللاجئين في المخيمات المجاورة.

دعوات للتدخل العاجل

ناشطون ومنظمات مدنية سودانية وجهوا نداءات استغاثة للمجتمع الدولي، مطالبين بتوفير حماية أمنية حقيقية داخل مخيمات اللاجئين السودانيين في أفريقيا الوسطى، وتكثيف الرقابة على الجماعات المسلحة التي تستغل الوضع الهش داخل تلك التجمعات.

كما دعوا إلى ضرورة فتح تحقيق عاجل في حادثة مقتل يعقوب عثمان وتقديم الجناة إلى العدالة، تفاديًا لتكرار مثل هذه الجرائم التي قد تجرّ المنطقة إلى موجة عنف أوسع نطاقًا.

مستقبل اللاجئين على المحك

تسلط هذه الحادثة الضوء على هشاشة أوضاع اللاجئين السودانيين في دول الجوار، وخاصة في المناطق غير المستقرة سياسيًا وأمنيًا مثل جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث تتحول المخيمات من ملاذات آمنة إلى مصائد للموت والصراع العرقي.

ويُعد هذا الحادث تذكيرًا قاسيًا بحجم المعاناة التي يواجهها اللاجئون، والضرورة القصوى لتحرك المنظمات الدولية والحكومات المعنية لحمايتهم وضمان أمنهم وسلامتهم في أماكن النزوح.

*المصدر: نبض السودان | nabdsudan.net
اخبار السودان على مدار الساعة