إغلاق ماسنجر نهائيًا على هذه الأجهزة في ديسمبر

متابعات- نبض السودان

في خطوة مفاجئة أثارت جدلًا واسعًا بين المستخدمين حول العالم، أعلنت شركة ميتا المالكة لتطبيق فيسبوك عن إغلاق تطبيق "ماسنجر" المخصص لأجهزة ماك وويندوز نهائيًا، وذلك اعتبارًا من 15 ديسمبر المقبل، في قرار وصفه البعض بأنه نهاية لحقبة طويلة من التواصل عبر الحواسيب المكتبية والمحمولة.

بداية الإغلاق والتحول إلى نسخة الويب

وجاء هذا القرار بعد فترة قصيرة من قيام ميتا في سبتمبر 2024 بتحويل تطبيق "ماسنجر" إلى نسخة ويب تقدمي (PWA)، وهي النسخة التي تعمل من خلال المتصفح مباشرة دون الحاجة لتثبيت برنامج منفصل، وهو ما أثار موجة من الجدل والاستياء بين المستخدمين الذين يفضلون التطبيقات المستقلة لأسباب تتعلق بالسهولة والسرعة.

وتشير مصادر الشركة إلى أن قرار الإغلاق يأتي ضمن خطة لتوحيد تجربة المستخدم عبر مختلف الأجهزة والمنصات، بما يضمن تطوير بيئة أكثر تكاملًا بين فيسبوك وماسنجر في المستقبل.

إشعارات ما قبل الإغلاق

بدأت ميتا بالفعل في إرسال إشعارات داخلية لمستخدمي التطبيق، تُخبرهم بأن خدمة "ماسنجر" على أجهزة ويندوز وماك ستتوقف خلال 60 يومًا، وأنه لن يكون بإمكانهم تسجيل الدخول إلى التطبيق بعد 15 ديسمبر، حيث سيتم إعادة توجيه المستخدمين تلقائيًا إلى واجهة فيسبوك على المتصفح للوصول إلى محادثاتهم.

وأكدت صفحة الدعم الفني الخاصة بـ"ماسنجر" أن التطبيق سيتوقف تمامًا عن العمل بعد انتهاء المهلة، ونصحت المستخدمين بـحذفه من أجهزتهم، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن توجه شامل من ميتا لتشجيع استخدام النماذج الحديثة للتطبيقات.

خيارات بديلة للمستخدمين

وبديلًا عن التطبيق، أوضحت ميتا أن مستخدمي نظام ويندوز يمكنهم استخدام تطبيق فيسبوك الرسمي لسطح المكتب، والذي يتيح الوصول إلى الرسائل والمحادثات مباشرة. أما المستخدمون على نظام ماك، فيمكنهم الاعتماد على واجهة الويب الخاصة بفيسبوك للدخول إلى حساباتهم والتفاعل مع الرسائل.

كما شددت الشركة على أهمية تفعيل ميزة "التخزين الآمن" وإعداد رقم تعريف شخصي (PIN) قبل الانتقال إلى نسخة الويب، وذلك لضمان حفظ سجل المحادثات والبيانات بشكل آمن في أثناء عملية التحويل.

السبب وراء إغلاق ماسنجر على الحواسيب

وفقًا للخبراء، فإن السبب الرئيسي لإيقاف تطبيق ماسنجر على الحواسيب هو التحول التقني نحو الاعتماد الكامل على الواجهات المستندة إلى الويب، وهي سياسة جديدة تتبناها ميتا ضمن خطتها لتبسيط خدماتها وتقليل التكاليف التقنية الخاصة بالصيانة والتحديث.

ويبدو أن ميتا ترى في هذا التوجه فرصة لدمج أدوات التواصل داخل بيئة موحدة يسهل تطويرها ومتابعتها أمنيًا، بدلاً من صيانة تطبيقات مستقلة على أنظمة تشغيل متعددة.

انتقادات من المستخدمين

مع ذلك، أثار هذا القرار موجة انتقادات واسعة بين المستخدمين، خاصة أولئك الذين يعتمدون على تطبيق "ماسنجر" في التواصل المهني واليومي من خلال أجهزة الحواسيب المكتبية، حيث يرون أن الوصول عبر المتصفح أقل كفاءة وأبطأ، ولا يوفر نفس الخصائص التي يقدمها التطبيق المستقل.

كما أعرب بعض المستخدمين عن قلقهم من فقدان سجل محادثاتهم في حال لم يتم تفعيل ميزة "التخزين الآمن"، خاصة أن التطبيق سيُغلق بشكل نهائي ولن يكون متاحًا حتى للاطلاع على الرسائل القديمة.

ميتا تدافع عن قرارها

من جانبها، أكدت ميتا أن القرار يأتي ضمن استراتيجية شاملة لتحديث منظومة التواصل التي تقدمها الشركة، مشيرة إلى أن النسخ الجديدة من ماسنجر على المتصفح ستقدم مزايا محسّنة وأداءً أسرع، مع تكامل أكبر مع أدوات الذكاء الاصطناعي والمساعدات الذكية التي تعمل ميتا على تطويرها.

وأضافت الشركة أن هذه الخطوة لا تعني توقف ماسنجر بالكامل، بل تحوله إلى نموذج أكثر حداثة واستدامة يتماشى مع التوجه العالمي نحو تطبيقات الويب التقدمية، وهو ما وصفته بأنه “تحول طبيعي في دورة حياة التطبيقات الرقمية”.

التوجه نحو المستقبل

يرى محللون في قطاع التقنية أن ميتا تسعى من خلال هذا القرار إلى تعزيز مكانتها في مجال الخدمات السحابية والتكامل بين المنصات، في ظل منافسة قوية من شركات مثل مايكروسوفت، وأبل، وجوجل التي تتجه جميعها نحو بيئة تشغيل متصلة تعتمد على المتصفح بدلاً من التطبيقات التقليدية.

ومع اقتراب الموعد النهائي في ديسمبر، يُنصح المستخدمون باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية بياناتهم وتحديث إعداداتهم قبل توقف الخدمة نهائيًا، لتجنب فقدان أي معلومات مهمة.

اخبار السودان على مدار الساعة