معلومات حصرية عن نمط حياة عمر البشير داخل مجمع سكني شمال السودان
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
ما الذي يحدث لجسمك إذا نمت أقل من 8 ساعات؟في تطور نادر يكشف جانباً خفياً من المشهد السوداني، أفادت مصادر إعلامية بأن الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، الذي أطاح به الجيش في أبريل 2019 بعد ثلاثة عقود من الحكم، يقيم حالياً في مجمع سكني داخل قاعدة مروي الطبية شمال البلاد، بعيداً عن الأضواء السياسية، وتحت إجراءات أمنية مشددة. هذا الكشف، الذي بثته قناة “الحدث”، يأتي في وقت تتصاعد فيه الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ويعيد تسليط الضوء على مصير أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في تاريخ السودان الحديث.
بعد احتجازه في سجن كوبر الشهير، ثم نقله لاحقاً إلى مستشفى لتلقي العلاج، تشير التقارير إلى أن البشير انتقل إلى مقر إقامة خاص داخل قاعدة مروي، حيث يعيش برفقة عدد من كبار المسؤولين السابقين في نظامه، من بينهم بكري حسن صالح، عبد الرحيم محمد حسين، ويوسف عبد الفتاح. هؤلاء القادة، الذين كانوا يوماً في قلب السلطة، يعيشون اليوم في عزلة شبه كاملة، بعيداً عن أي نشاط سياسي أو اجتماعي، في ظل ظروف إقامة تثير تساؤلات حول طبيعة احتجازهم.
بحسب تقرير القناة السعودية ، يظهر البشير في مجمع سكني راقي، مزود بخدمة الإنترنت عبر نظام “ستارلينك”، ومولد كهربائي يعمل بشكل دائم. ويبدأ يومه بممارسة رياضة المشي فجراً، ثم قراءة الكتب، ويختمه بجلسات جماعية مسائية مع رفاقه. ورغم امتلاكه لهاتف نقال يتيح له متابعة تطورات الأحداث، إلا أن البشير لا يشارك في أي فعاليات سياسية أو اجتماعية خارج المجمع السكني، ولا يتخذ قرارات ذات طابع عام، ما يعكس عزلة سياسية تامة لكن لايمكن الجزم بذلك.
في السابق، كان البشير ورفاقه يغادرون مقر إقامتهم ثلاث مرات أسبوعياً لمراجعة المستشفى، لكن في الأسابيع الأخيرة، بات الطاقم الطبي يزورهم داخل المجمع، في خطوة تشير إلى تعزيز إجراءات العزل. ويُمنع دخول أي طعام من الخارج، باستثناء الفاكهة، فيما يتولى ضباط مختارون إعداد وجباتهم اليومية، وفقاً لما ورد في التقرير المصور.
تأتي هذه المعلومات في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية بشأن تسليم البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت بحقه مذكرة اعتقال بتهم تتعلق بالإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية في دارفور. ووفقاً لتقرير نشرته وكالة “أسوشيتد برس” في أغسطس الماضي، فإن البشير نُقل إلى مروي لتلقي رعاية طبية أفضل، بعد تدهور حالته الصحية، حيث يعاني من ارتفاع ضغط الدم ومضاعفات مرتبطة بتقدمه في السن. كما نُقل معه وزير الدفاع السابق عبد الرحيم محمد حسين، الذي يواجه هو الآخر تهماً أمام المحكمة الدولية.
في ظل الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح الملايين، تبرز إقامة البشير في مروي كعنصر رمزي يعكس تعقيدات المشهد السياسي السوداني. فبينما تتبادل الأطراف السيطرة على المدن، وتتصاعد الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، يظل مصير البشير معلقاً بين مطالب العدالة الدولية وواقع داخلي شديد التعقيد.
في تقرير نشره موقع “Ground News” خلال سبتمبر، أشار إلى أن بعض الموالين للبشير يخططون للعودة إلى المشهد السياسي عبر الانتخابات بعد انتهاء الحرب، في وقت لا تزال فيه قيادات من حزب المؤتمر الوطني المحظور تنشط في مناطق النزاع. هذه التحركات، وإن كانت محدودة، تعكس استمرار تأثير البشير في خلفية المشهد، رغم عزله وعزلته.
في النهاية، يبقى وجود عمر البشير في قاعدة مروي الطبية، بعيداً عن ساحات القتال والمحاكمات، تجسيداً لحالة من التجميد السياسي، وسط صراع مفتوح على مستقبل السودان، حيث تتقاطع الحسابات المحلية والدولية، وتبقى الأسئلة معلقة حول العدالة، والمحاسبة، وإمكانية العودة.