الأقمار الصناعية تكشف كارثة تصنعها المليشيا حول الفاشر
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
الأغذية العالمي يعلن إرسال أموال للأسر المحاصرة في الفاشرمتابعات- نبض السودان
كشف تقرير جديد صادر عن مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لكلية الصحة العامة في جامعة ييل، عن توسع غير مسبوق في نطاق السواتر الترابية التي تقيمها مليشيا الدعم السريع حول مدينة الفاشر، بالتزامن مع محاولات مئات المدنيين الفرار سيرًا على الأقدام من المدينة المحاصرة منذ ما يقارب العام.
حصار خانق يطوق الفاشر
أوضح التقرير أن الدعم السريع عززت حصارها للفاشر، آخر عاصمة إقليمية في دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، عبر تشييد سواتر ترابية وخنادق جديدة، إضافة إلى استمرار القصف العشوائي للأحياء السكنية. وأكد أن هذه التحصينات باتت تقترب من إحاطة المدينة بالكامل، ما يجعل الخروج منها شبه مستحيل.
صور الأقمار الصناعية تكشف التفاصيل
اعتمد التقرير على مصادر مفتوحة وصور أقمار صناعية حديثة، أظهرت أن مليشيا الدعم السريع بدأت توسيع نطاق السواتر اعتبارًا من 26 سبتمبر 2025، ليصل طولها إلى أكثر من 68 كيلومترًا. وخلال الفترة من 22 إلى 26 سبتمبر فقط، أضيفت ثلاثة كيلومترات جديدة غرب الفاشر، حيث لم يتبق سوى 3 إلى 4 كيلومترات لإكمال الطوق الترابي المحيط بالمدينة.
عمليات حرق وتطهير قسري
وثق فريق ييل لحقوق الإنسان نمطًا متكررًا من الهجمات التي وصفها بأنها تتماشى مع "عمليات تطهير"، مشيرًا إلى عمليات حرق متعمد داخل مخيم أبوشوك للنازحين. وأكد أن القوات تنفذ هذه الاعتداءات من منزل إلى آخر، ما أدى إلى تدمير واسع وتشريد جديد وسط النازحين.
قصف جوي ومدفعي يطال المدنيين
أشار التقرير إلى استمرار القصف على حي الدرجة جنوب مخيم أبوشوك، وهو من المناطق القليلة التي ما تزال مكتظة بالسكان داخل الفاشر. كما تحدث عن هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت خلال الأسابيع الماضية أسواقًا ومساجد في الحي ذاته، وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، الأمر الذي أثار إدانات واسعة من جهات رسمية محلية ودولية.
تصعيد عسكري متعدد الاتجاهات
أظهرت صور الأقمار الصناعية التي جُمعت في سبتمبر 2025، أن الدعم السريع تواصل الهجمات متعددة الاتجاهات على الفاشر مستخدمة الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيّرة. وأكد التقرير وجودها في الجهة الشمالية الغربية قرب مخيم أبوشوك ومجمع اليوناميد السابق، ما يعكس تكتيكًا عسكريًا يهدف إلى خنق المدينة من كافة الجوانب.
مقابر جديدة تكشف حجم الكارثة
رصد مختبر ييل عبر صور ملتقطة بين 18 و26 سبتمبر 2025، أكثر من 70 تلة دفن جديدة في الفاشر خلال أقل من أسبوع، وهو مؤشر مروع على ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين. ويرى التقرير أن تزايد المقابر الجماعية يعكس تسارع وتيرة العنف، بالتوازي مع الحصار وتقييد منافذ الهروب.
محاولات الفرار وإغلاق الممرات
لأول مرة، وثق التقرير وجود مجموعات كبيرة من المدنيين تحاول الخروج باتجاه السواتر الترابية، وهو ما اعتبر أول دليل بصري مباشر على حركة نزوح جماعي من داخل المدينة. لكن تشديد مليشيا الدعم السريع لنقاط الخروج في الساتر الترابي يؤكد استمرار سيطرتها على طرق الفرار، ما يعرض المدنيين لخطر مباشر أثناء محاولاتهم الهروب.