اخبار السودان

أثير نيوز

سياسة

من هو أسامة داؤود؟ سلطان المال أم واجهة التفكيك؟! .. بقلم: المهندس/ خالد مصطفي الصديق الفزازي

من هو أسامة داؤود؟ سلطان المال أم واجهة التفكيك؟! .. بقلم: المهندس/ خالد مصطفي الصديق الفزازي

klyoum.com

صحيح جدًا … ما يحسبه البعض "سلطانًا غير متوّج" للسودان ، هو في الواقع أحد أعمدة النفوذ الاقتصادي المرتبط بالخارج ، وتحديدًا بالإمارات ، والدوائر الغربية ، بل وربما الإسرائيلية أيضًا .

وللتوضيح والتحليل :

???? أولًا : من هو أسامة داؤود عبداللطيف ؟

رجل أعمال سوداني ، مؤسس ورئيس مجموعة DAL ، أكبر تكتل اقتصادي خاص في السودان .

يسيطر على مفاصل الاقتصاد : الغذاء (سيقا ، كابو) ، النقل ، الصناعة ، الاستيراد ، الزراعة ، والاتصالات .

كان مقربًا من نظام الإنقاذ ، ثم وثق علاقاته مع الإمارات بعد الثورة ، ليتحول إلى واجهة نفوذ اقتصادي وسياسي خارجي .

???? ثانيًا : أدوار مشبوهة وتحركات مريبة

???? 1. شريك في صفقات سيادية مع الإمارات

في يونيو 2022م ، كشف داؤود لوسائل الإعلام عن صفقة استراتيجية ضخمة مع الإمارات بقيمة 6 مليارات دولار ، تشمل :

بناء ميناء جديد على البحر الأحمر شمال بورتسودان (بتكلفة 4 مليارات دولار) ، بشراكة بين مجموعة دال وموانئ أبو ظبي (ADQ) .

منطقة تجارة حرة وصناعية على غرار "جبل علي" .

مطار دولي صغير بجانب الميناء .

مشروع زراعي ضخم في أبو حمد على مساحة 400 ألف فدان لزراعة البرسيم والقمح والقطن والسمسم .

طريق تجاري بطول 500 كيلومتر ممول من صندوق أبو ظبي للتنمية (بقيمة 450 مليون دولار) .

وديعة نقدية بقيمة 300 مليون دولار لبنك السودان المركزي .

???? المثير للريبة أن هذه الحزمة الاستثمارية تم توقيعها في ظل غياب برلمان منتخب ، ووسط انقطاع المساعدات الغربية عقب انقلاب 25 أكتوبر ، ما يجعلها أقرب إلى صفقة "تسييل سيادة" في مقابل إنعاش نقدي مؤقت .

???? 2. واجهة نفوذ إماراتي في ملفات سياسية

لعب داؤود دور الوسيط في وساطات إماراتية تتعلق بملف ترسيم الحدود في الفشقة مع إثيوبيا ، وهو تدخل مرفوض شعبيًا ، اعتُبر تمهيدًا لمشاريع تفكيك جغرافي مدفوعة برؤية خارجية .

???? 3. الهيمنة على الاقتصاد الحيوي

يمتلك أسامة داؤود القدرة على التحكم في مفاصل الاقتصاد الحيوي : الدقيق ، الوقود ، التوزيع ، الزراعة ، النقل ، الاتصالات .

وقد تقدم للسيطرة على شركة زين السودان للاتصالات ، في وقت بالغ الحساسية سياسيًا واقتصاديًا .

????️ ثالثًا : هل هو واجهة استخباراتية ماسونية؟

رغم غياب الأدلة المباشرة ، إلا أن سلوك داؤود يتطابق مع أدوات حروب الجيل السادس :

▪︎تسلل ناعم عبر الاقتصاد .

▪︎تكوين شبكات نفوذ داخل مؤسسات الدولة .

▪︎تمرير الأجندات الدولية بواجهات استثمارية .

▪︎شراء النخب المحلية والهيمنة على القرار السيادي .

داوود لم يكن مجرد مستثمر ، بل ذراع تنفيذية للمشروع الإماراتي في السودان ، وهو المشروع الذي يجمع بين المال ، النفوذ ، التطبيع ، وشراء السيادة بالتقسيط .

???? رابعًا : لماذا يُعد خطرًا على السودان؟

لأن مشروعه يمثل استعمارًا ناعمًا لا يُطلق الرصاص ، بل يَحجب القرار الوطني خلف شعارات التنمية والاستثمار .

يتحكم في لقمة المواطن ، ويحتكر أدوات الدولة الحيوية ، ويُبرم صفقات كبرى مع جهات أجنبية دون تفويض شعبي .

كل ذلك يُعيد إنتاج السيناريو اللبناني والمصري بصيغته السودانية : نخبة مالية مرتبطة بالخارج ، تستغل هشاشة الدولة لصالح مشروع إقليمي أوسع .

⚖️ خامسًا : ما المطلوب الآن؟

كشف حقيقة نفوذه للرأي العام السوداني .

المطالبة بتحقيقات شفافة حول مصادر تمويله وعلاقاته الخارجية .

تحجيم نفوذ الكارتلات الاقتصادية المرتبطة بالاستخبارات الإقليمية .

حماية القرار السيادي الاقتصادي من وكلاء الاستثمارات المفخخة .

تعزيز الاقتصاد الوطني المنتج لا الاقتصاد الوسيط الطفيلي .

✅ الخلاصة :

أسامة داوود ليس فقط رجل أعمال ناجحًا كما يظنه البعض ، بل هو أداة ناعمة لتفكيك الدولة عبر البوابة الاقتصادية .

يمثل رأس حربة مشروع خارجي يتجاوز حدود المال إلى تغيير البنية السياسية والجغرافية والاجتماعية للسودان .

وإن ظلّ البعض يراه "سلطان المال" ، فإن الواقع يثبت أنه واجهة متقدمة لنفوذ استخباراتي اقتصادي يُعيد هندسة السودان بما يخدم محاور إقليمية لا تخفي أطماعها .

✍???? المهندس/ خالد مصطفى الصديق الفزازي

18 يونيو 2025م

*المصدر: أثير نيوز | atheernews.net
اخبار السودان على مدار الساعة