من هو أسامة داؤود؟ سلطان المال أم واجهة التفكيك؟! .. بقلم: المهندس/ خالد مصطفي الصديق الفزازي
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
ضبط متهم بحوزته مسروقات تقدر بنحو 630 جهاز كهربائي داخل منزله بأم درمانصحيح جدًا … ما يحسبه البعض "سلطانًا غير متوّج" للسودان ، هو في الواقع أحد أعمدة النفوذ الاقتصادي المرتبط بالخارج ، وتحديدًا بالإمارات ، والدوائر الغربية ، بل وربما الإسرائيلية أيضًا .
وللتوضيح والتحليل :
???? أولًا : من هو أسامة داؤود عبداللطيف ؟
رجل أعمال سوداني ، مؤسس ورئيس مجموعة DAL ، أكبر تكتل اقتصادي خاص في السودان .
يسيطر على مفاصل الاقتصاد : الغذاء (سيقا ، كابو) ، النقل ، الصناعة ، الاستيراد ، الزراعة ، والاتصالات .
كان مقربًا من نظام الإنقاذ ، ثم وثق علاقاته مع الإمارات بعد الثورة ، ليتحول إلى واجهة نفوذ اقتصادي وسياسي خارجي .
???? ثانيًا : أدوار مشبوهة وتحركات مريبة
???? 1. شريك في صفقات سيادية مع الإمارات
في يونيو 2022م ، كشف داؤود لوسائل الإعلام عن صفقة استراتيجية ضخمة مع الإمارات بقيمة 6 مليارات دولار ، تشمل :
بناء ميناء جديد على البحر الأحمر شمال بورتسودان (بتكلفة 4 مليارات دولار) ، بشراكة بين مجموعة دال وموانئ أبو ظبي (ADQ) .
منطقة تجارة حرة وصناعية على غرار "جبل علي" .
مطار دولي صغير بجانب الميناء .
مشروع زراعي ضخم في أبو حمد على مساحة 400 ألف فدان لزراعة البرسيم والقمح والقطن والسمسم .
طريق تجاري بطول 500 كيلومتر ممول من صندوق أبو ظبي للتنمية (بقيمة 450 مليون دولار) .
وديعة نقدية بقيمة 300 مليون دولار لبنك السودان المركزي .
???? المثير للريبة أن هذه الحزمة الاستثمارية تم توقيعها في ظل غياب برلمان منتخب ، ووسط انقطاع المساعدات الغربية عقب انقلاب 25 أكتوبر ، ما يجعلها أقرب إلى صفقة "تسييل سيادة" في مقابل إنعاش نقدي مؤقت .
???? 2. واجهة نفوذ إماراتي في ملفات سياسية
لعب داؤود دور الوسيط في وساطات إماراتية تتعلق بملف ترسيم الحدود في الفشقة مع إثيوبيا ، وهو تدخل مرفوض شعبيًا ، اعتُبر تمهيدًا لمشاريع تفكيك جغرافي مدفوعة برؤية خارجية .
???? 3. الهيمنة على الاقتصاد الحيوي
يمتلك أسامة داؤود القدرة على التحكم في مفاصل الاقتصاد الحيوي : الدقيق ، الوقود ، التوزيع ، الزراعة ، النقل ، الاتصالات .
وقد تقدم للسيطرة على شركة زين السودان للاتصالات ، في وقت بالغ الحساسية سياسيًا واقتصاديًا .
????️ ثالثًا : هل هو واجهة استخباراتية ماسونية؟
رغم غياب الأدلة المباشرة ، إلا أن سلوك داؤود يتطابق مع أدوات حروب الجيل السادس :
▪︎تسلل ناعم عبر الاقتصاد .
▪︎تكوين شبكات نفوذ داخل مؤسسات الدولة .
▪︎تمرير الأجندات الدولية بواجهات استثمارية .
▪︎شراء النخب المحلية والهيمنة على القرار السيادي .
داوود لم يكن مجرد مستثمر ، بل ذراع تنفيذية للمشروع الإماراتي في السودان ، وهو المشروع الذي يجمع بين المال ، النفوذ ، التطبيع ، وشراء السيادة بالتقسيط .
???? رابعًا : لماذا يُعد خطرًا على السودان؟
لأن مشروعه يمثل استعمارًا ناعمًا لا يُطلق الرصاص ، بل يَحجب القرار الوطني خلف شعارات التنمية والاستثمار .
يتحكم في لقمة المواطن ، ويحتكر أدوات الدولة الحيوية ، ويُبرم صفقات كبرى مع جهات أجنبية دون تفويض شعبي .
كل ذلك يُعيد إنتاج السيناريو اللبناني والمصري بصيغته السودانية : نخبة مالية مرتبطة بالخارج ، تستغل هشاشة الدولة لصالح مشروع إقليمي أوسع .
⚖️ خامسًا : ما المطلوب الآن؟
كشف حقيقة نفوذه للرأي العام السوداني .
المطالبة بتحقيقات شفافة حول مصادر تمويله وعلاقاته الخارجية .
تحجيم نفوذ الكارتلات الاقتصادية المرتبطة بالاستخبارات الإقليمية .
حماية القرار السيادي الاقتصادي من وكلاء الاستثمارات المفخخة .
تعزيز الاقتصاد الوطني المنتج لا الاقتصاد الوسيط الطفيلي .
✅ الخلاصة :
أسامة داوود ليس فقط رجل أعمال ناجحًا كما يظنه البعض ، بل هو أداة ناعمة لتفكيك الدولة عبر البوابة الاقتصادية .
يمثل رأس حربة مشروع خارجي يتجاوز حدود المال إلى تغيير البنية السياسية والجغرافية والاجتماعية للسودان .
وإن ظلّ البعض يراه "سلطان المال" ، فإن الواقع يثبت أنه واجهة متقدمة لنفوذ استخباراتي اقتصادي يُعيد هندسة السودان بما يخدم محاور إقليمية لا تخفي أطماعها .
✍???? المهندس/ خالد مصطفى الصديق الفزازي
18 يونيو 2025م