إسرائيل تبني "موقعا سريا" شمال غزة.. ما الذي تخفيه تل أبيب؟
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
أرفع مسؤول في الدولة يزور مدينة الصحفيينمتابعات- نبض السودان
بدأ الجيش الإسرائيلي تشييد موقع عسكري وُصف بأنه "سري" في شمال قطاع غزة، ضمن تحركات تهدف إلى منع أي هجمات مستقبلية مماثلة لهجوم 7 أكتوبر 2023، بحسب ما كشفت عنه صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
موقع استراتيجي تحت اسم "إسرائيلا"
أطلقت إسرائيل على هذا الموقع العسكري اسم "إسرائيلا"، وهو موقع جديد تم تصميمه ليكون رمزًا للقوة الإسرائيلية وخطًا دفاعيًا متقدمًا لمنع أي توغل أو هجوم محتمل من قطاع غزة تجاه المناطق السكنية الإسرائيلية.
ويقع هذا الموقع في منطقة شمال غزة، ويتصل بموقعين آخرين قريبين، مما يمنحه قدرة مراقبة استراتيجية فائقة لمناطق مثل بيت حانون، بيت لاهيا، جباليا، وحتى مدينة غزة من مسافات آمنة وبعيدة.
قلق داخل الجيش الإسرائيلي من وقف إطلاق نار مفاجئ
ورغم تعزيز هذا الموقع بوسائل مراقبة متطورة ووجود عسكري كثيف، فإن جنودًا إسرائيليين تحدثوا للصحيفة الإسرائيلية عن تخوفهم من احتمال أن يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحركة حماس عن اتفاق لوقف إطلاق النار في أي لحظة، وهو أمر قد يُجبر القوات على انسحاب غير متوقع من الموقع.
وأكد الجنود أنهم ليسوا أصحاب القرار، وأن أي انسحاب مفاجئ محتمل قد يقوّض خططهم الدفاعية أو يحد من الاستفادة التكتيكية من الموقع الجديد.
الأنفاق.. من استراتيجية إلى تكتيك محدود
وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة عن مصادر داخل الجيش الإسرائيلي أن غالبية الأنفاق الاستراتيجية التابعة لحركة حماس، والتي كانت تضم مصانع أسلحة ومراكز قيادة ومقار استخبارات واتصالات، قد تم تدميرها بالكامل خلال العمليات العسكرية المكثفة في الأشهر الماضية.
ومع استمرار العمليات في شمال غزة، أصبح ما يُكتشف من أنفاق في مناطق مثل بيت حانون وبيت لاهيا في الغالب مجرد أنفاق تكتيكية صغيرة تُستخدم لأغراض المناورة والتمويه لا أكثر.
تدمير البنية التحتية يعقّد تحركات حماس فوق الأرض
ووفقًا لأحد الجنود الذين تحدثوا للصحيفة، فإن تدمير عدد كبير من المباني السكنية والتجارية جعل من الصعب جدًا على عناصر حماس تنفيذ أي تحركات فوق سطح الأرض دون أن يُرصدوا من قبل الجيش أو أنظمة المراقبة الإسرائيلية.
ويعكس هذا الواقع الجديد نوعًا من السيطرة الإسرائيلية على تحركات حماس، لكنه في الوقت ذاته يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الاستراتيجية كافية لردع أي تهديدات مستقبلية أو أنها مجرد حلول مؤقتة بانتظار تسوية سياسية شاملة.
محاولة لفرض أمر واقع جديد
تحليلات سياسية تشير إلى أن الموقع الجديد "إسرائيلا" هو جزء من محاولة أوسع لفرض أمر واقع ميداني قبل أي اتفاق لوقف إطلاق النار قد تفرضه الضغوط الدولية أو جهود الوسطاء الإقليميين، لا سيما أن الحديث عن "تنازلات إسرائيلية" ضمن المفاوضات بدأ يظهر في وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية.
ويبدو أن إسرائيل تسعى، من خلال هذه المنشآت العسكرية الجديدة، إلى ترسيخ حدود أمنية ميدانية قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات، مما يمنحها أوراقًا تفاوضية أكثر قوة، سواء على المستوى الأمني أو السياسي.
دور الأنفاق يتراجع: تحوّل في تكتيك حماس
مع تدمير الأنفاق الكبرى التي كانت تشكّل شريانًا لوجستيًا حاسمًا لحماس، يواجه جناحها العسكري تحديات في إيجاد بدائل تكتيكية فعالة، خاصة في ظل مراقبة مكثفة وشبه مستمرة من قبل الطائرات دون طيار والأنظمة البرية الإسرائيلية.
وتقول مصادر عسكرية إسرائيلية إن الأنفاق المكتشفة حديثًا لا تمثل تهديدًا استراتيجيًا، لكنها تُظهر أن حماس لا تزال تحاول التكيف مع الظروف الميدانية الجديدة رغم الضغط العسكري المستمر.