اخبار السودان

أثير نيوز

سياسة

دكتور ياسر احمد ابراهيم يكتب … العلاقات السودانية–المصريه(تاريخ مشترك ومصير واحد).

دكتور ياسر احمد ابراهيم يكتب … العلاقات السودانية–المصريه(تاريخ مشترك ومصير واحد).

klyoum.com

تُعدّ العلاقات السودانية–المصرية واحدة من أكثر العلاقات الإقليمية رسوخًا وتشابكًا في المنطقة العربية والأفريقية، إذ تضرب بجذورها في عمق التاريخ منذ آلاف السنين، وظلت تتطور عبر العصور لتأخذ أبعادًا سياسية واستراتيجية وثقافية شكلت ملامح العلاقة بين البلدين حتى اليوم. وقد مرّت هذه العلاقات بمحطات من التقارب الحميم أحيانًا وبموجات من التوتر أحيانًا أخرى، لكنها حافظت على جوهرها القائم على الجغرافيا المشتركة ونهر النيل والمصير الواحد.

*أولًا: جذور تاريخية ضاربة في القدم*

شهد وادي النيل عبر العصور القديمة اتصالًا حضاريًا مستمرًا بين مصر والسودان، حيث تأثرت الحضارات في الشمال والجنوب بموجات متبادلة من التأثير الثقافي والديني واللغوي. ومع توسع نفوذ دوله كوش بقياده الملوك بعانخي وترهاقا بمد نفوذهم شمالا حتي فلسطين والعراق وهزيمه الاشوريين وحكمهم للمنطقه لعده عقود وايضا الغارات الحربيه من مصر السفلي للجنوب خاصه في العهود القديمه وخاصه في عهد تحتمس الاول والثالثة.. وتصدي الكنداكه اماني ريماس للرومان وهزيمتهم .ولكن ظلت اطماع المستعمرين لمصر محاوله لاستعمار السودان ايضا علي مر العصور طمعا في خيراته

*ثانيًا: مرحلة الحكم الحديث ووحدة وادي النيل (1820–1956)*

مثّلت حملة محمد علي باشا على السودان عام 1820 نقطة تحول مفصلية، إذ بدأ معها توحيد إداري وسياسي استمر لأكثر من قرن، خضع خلاله السودان لإدارة مشتركة في فترة الحكم الثنائي *المصري–البريطاني.*ومع بروز الحركة الوطنية السودانية، انقسمت الآراء بين من يدعو للوحدة مع مصر وبين من يطالب بالاستقلال التام، إلى أن تحقق الاستقلال رسميًا في يناير 1956، إيذانًا بمرحلة جديدة من العلاقات الثنائية.*

*ثالثًا: العلاقات بعد الاستقلال… بين المد والجزر*

منذ 1956، شهدت العلاقات بين البلدين تقلبات متأثرة بالأنظمة السياسية المتعاقبة والتوازنات الإقليمية. إلّا أن القواسم المشتركة –خاصة الأمن المائي وقضية نهر النيل– ظلت محورًا ثابتًا، إلى جانب روابط اجتماعية وثقافية قوية.

*فتره حكم عبود* شهد توقيع اتفاقيه غمر منطقه حلفا بالمياه لبناء السد العالي وقدشهدت هذه الفتره احتجاجات اهالي منطقه حلفا بتهجيرهم لمنطقه خشم القربه في منطقه اقليم كسلا. والتي مازال اهالي منطقه حلفا يشعرون بمرارتها لفقدهم ارض الجدود والحضاره.

*عهد الرئيسين* *جمال عبد الناصر* *وجعفر نميري**، بلغت العلاقات مستوى عاليًا من التنسيق، في حين شهدت سنوات أخرى توترًا نسبيًا بسبب تباين المواقف السياسية.

*رابعًا: نميري ومصر… علاقة خاصة تجمعها السياسة والصداقة*

ارتبط الرئيس السوداني الراحل جعفر نميري بعلاقات وثيقة مع مصر، بدأت بتقدير متبادل مع نظام الرئيس جمال عبد الناصر، ثم تعززت في* عهد* *الرئيس أنور*السادات* قبل* أن* *تمر بفترات توتر ثم *عودة للانسجام.*

*أهم ملامح علاقة نميري بمصر:*

*1. “مشروع التكامل المصري السوداني”*

في مطلع الثمانينيات، بلغ التعاون بين السادات ونميري ذروته من خلال مشروع التكامل الذي سمح للمواطنين بالانتقال بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية، في خطوة غير مسبوقة تؤكد عمق الثقة السياسية. بالاضافه لمشروعات زراعيه مشتركه ناجحه.واقامه شركات مشتركه.

*2. دور الإعلام في التوترات 1973*

شهدت العلاقات هزة عام 1973 حين اتهم نميري بعض الصحف المصرية بأنها تسببت في تدهور العلاقات، ما أدى إلى فتور مؤقت سرعان ما تم تجاوزه لاحقًا.

*3. تأثر نظام نميري بالنموذج المصري*

استلهم نميري بعض ملامح تجربته السياسية من نظام الحكم المصري في عهد عبد الناصر، وخاصة تجربة *“الاتحاد الاشتراكي”*، كما جمعته علاقات تاريخية مع عدد من القيادات السياسية والعسكرية المصرية.

*4. اللجوء إلى مصر بعد سقوطه*

عقب الانتفاضة الشعبية في أبريل 1985، لجأ نميري إلى القاهرة حيث عاش لسنوات قبل أن يعود إلى السودان في مايو 1999، ليعمل في العمل السياسي والدعوي حتى وفاته في 2009.

*خامسًا: البعد الثقافي والاجتماعي… رابط لا ينقطع*

تتداخل الأسر والقبائل والمجتمعات بين البلدين بصورة عميقة، إذ تشير التقديرات إلى هجرة متبادلة بين الجانبين منذ السبعينات، مع وجود آلاف السودانيين في مصر في مجالات التعليم والصحة والتجارة، مقابل تواجد مصري في الزراعة والتجارة داخل السودان.وهناك *قبائل مشتركه علي الحدود مثل النوبه والعبابده والكنوز والبشاريين.*

كما يلعب التبادل الثقافي دورًا مهمًا، إذ تعمل المراكز الثقافية والجامعات في البلدين على تعزيز التواصل الأكاديمي والفني.

*سادسًا: العلاقات في العصر الحديث*

*عهد حكم المشير* البشير، تم التوقيع على* اتفاقية *الحريات الأربع* (2004)،* لتسهيل *حركة المواطنين* *والعمل والتملك والإقامة*، فيما ارتفع مستوى التعاون السياسي خلال السنوات الأخيرة مع انعقاد لجان عليا مشتركة على المستوى الرئاسي.

كما تواصل مصر دعم جهود استقرار السودان، خاصة في ظل التحديات الأمنية الأخيرة، مع التأكيد على وحدة السودان وسلامة أراضيه. *العلاقه بين البلدين في الفتره الحزبيه* لعل العلاقه بين البلدين لم يكن لها طعم ولا رائحه بسبب التشاكس بين الحزبيين الكبيرين الاتحادي صاحب العلاقه المميزه مع مصر وحزب الامه بتاريخه العدائي القديم مع مصر.

*خلاصة التقرير*

تُظهر العلاقات السودانية–المصرية قدرتها المستمرة على تجاوز محطات التوتر والعودة إلى مسار التعاون والتكامل، مدفوعة بعمق الروابط التاريخية وبحجم التحديات المشتركة التي تتطلب شراكة حقيقية بين البلدين.

وتبقى تجربة عهد نميري مثالًا على لحظات التقارب الاستثنائي حين توفرت الإرادة السياسية والرؤية المشتركة لمستقبل وادي النيل كما كانت تجربه الحريات الاربع في المسار الصحيح للتكامل الحقيقي للوصول لمراحل اعمق واقوي لمصلحه الشعبين.كما يمكن من خلال ذلك اقامه مشاريع زراعيه وتربيه الثروه الحيوانيه والتعدين واقامه صناعات تحويليه لصالح البلدين بالاستفاده من موارد السودان والخبرات المصريه لاعاده اعمار ما خربته الحرب واقامه خطوط سكك حديديه لتسهيل النقل والترابط بين البلدين بالاضافه لتطوير الخطوط البريه الاخري مع التاكيد علي امن البلدين خاصه في وضع تشهد فيه المنطقه نزاعات مسلحه في كل دول الجوار تستهدف اعاده تقسيم المنطقه لتيهيل الاستيلاء علي الموارد ..

*المصدر: أثير نيوز | atheernews.net
اخبار السودان على مدار الساعة