مأساة سودانية في العاصمة الليبية طرابلس.. ماذا حدث؟
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
كارثة إنسانية بمعسكر كارياري بعد أن أغرقت الأمطار خيام النازحينمتابعات- نبض السودان
لقيت لاجئتان سودانيتان حتفهما في العاصمة الليبية طرابلس إثر حادث سير مأساوي أثناء محاولتهما عبور الطريق الساحلي السريع قرب كبري المعاقين، في حادثة هزّت الجالية السودانية بليبيا وأعادت تسليط الضوء على أوضاع اللاجئين الفارين من ويلات الحرب في السودان
الضحيتان من مدينة الفاشر وبعمر الزهور
أكد محمد عثمان، أحد أفراد الجالية السودانية في طرابلس، لـ"دارفور24″ أن الضحيتين هما زهراء أبكر نيل وآمنة صديق أحمد، وهما فتاتان في مقتبل العمر تنحدران من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور. وأوضح أن سيارة مسرعة صدمتهما أثناء عبورهما الطريق، مما أدى إلى وفاتهما في الحال، في مشهد مأساوي خلّف صدمة كبيرة وسط أبناء الجالية
نقل الجثتين دون تحقيق رسمي حتى الآن
أشار عثمان إلى أن السلطات الليبية نقلت جثماني الفتاتين إلى المستشفى العام في طرابلس، دون أن تفتح تحقيقًا رسميًا في الحادث حتى الآن، كما لم تُصدر السلطات بيانًا بشأن مصير سائق السيارة المتورط في الحادث، ما أثار تساؤلات حول إجراءات العدالة والشفافية في مثل هذه الوقائع
الهروب من جحيم الفاشر إلى مصير قاتم
قالت إسراء خميس، وهي قريبة إحدى الضحيتين، لـ"دارفور24″ إن الفتاتين وصلتا إلى ليبيا قبل عدة أشهر، بعد أن فرتا من الحصار الخانق الذي فرضته مليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر، في إطار النزاع المسلح الذي يعاني منه الإقليم منذ شهور طويلة. ولفتت إلى أن إحدى الفتاتين فقدت شقيقها في قصف مدفعي استهدف منزل العائلة خلال الأيام الأخيرة للحصار
الموت يلاحق الفارين في المهجر
عبّرت إسراء عن حزن الأسرة وصدمتها العميقة من الحادث، وقالت إن الفتاتين خرجتا من السودان بحثًا عن الأمان والاستقرار بعد أن دُمرت حياتهما في الداخل، لكن الموت كان في انتظارهما على طريق الغربة. وأضافت: "هربتا من جحيم الحرب، لكن الموت وجدهما على قارعة الطريق"
غياب المساءلة يفاقم معاناة اللاجئين
تُثير الحادثة قلقًا متزايدًا في أوساط الجالية السودانية بشأن غياب المساءلة القانونية في الحوادث التي يتعرض لها اللاجئون، خصوصًا في ظل تردي الأوضاع الأمنية وصعوبة الحصول على الحماية القانونية الكافية. ويطالب الناشطون بضرورة التحرك الفوري للسفارة السودانية والجهات الحقوقية لمتابعة القضية وكشف ملابسات الحادث وضمان حقوق الضحيتين
ليبيا ليست ملاذًا آمنًا للاجئين السودانيين
تعكس هذه الحادثة الأليمة واقعًا أكثر تعقيدًا يعيشه اللاجئون السودانيون في ليبيا، إذ لم تتحقق الآمال التي حملوها معهم في طريقهم إلى المهجر. فالبلاد التي كانت بالنسبة للكثيرين محطة عبور أو ملاذًا مؤقتًا تحولت إلى ساحة مخاطر، بسبب غياب الاستقرار وانتشار الحوادث الغامضة التي تطال اللاجئين
الفاشر تنزف من جديد.. وهذه المرة في طرابلس
أعاد هذا الحادث المأساوي إلى الأذهان الفواجع التي تعيشها مدينة الفاشر، حيث لا تزال المعارك والحصار يتركان أثرًا مدمرًا على الأسر، ويدفعان المزيد من المدنيين إلى الفرار بأرواحهم. ولكن حتى في المهجر، يبدو أن الأمان لا يزال بعيد المنال
دعوات للجالية السودانية بالتحرك
طالبت أوساط من الجالية السودانية في طرابلس بضرورة الضغط على السلطات الليبية لفتح تحقيق فوري وشامل في الحادث، كما دعوا الجهات السودانية الرسمية، خاصة وزارة الخارجية وسفارة السودان في ليبيا، إلى تحمل مسؤولياتها تجاه رعاياها والعمل على ضمان محاسبة المتسببين ومتابعة القضية حتى تحقيق العدالة
الفقد مضاعف.. والألم بلا نهاية
في وقت تنشغل فيه الأسر السودانية بمحاولات النجاة من الحرب، تضرب الفواجع من جديد، وتؤكد أن المأساة ليست حكرًا على الداخل. فحتى من غادروا بحثًا عن الأمان، قد يجدون الموت على الطرقات، في ظل غياب الحماية والعدالة